فوائد قراءة القران للحامل

فوائد قراءة القران للحامل

قراءة القرآن خلال الحمل

من رحمة الله سبحانه بعباده أن منَّ على عباده بفضل قراءة القرآن، واستحضار النِيَّات عند القراءة، كنيّة الشفاء، إذ يقول سبحانه: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا﴾ [الإسراء: 82]، وعن عائشة -رضي الله عنها- (إنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اشْتَكَى يَقْرَأُ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ، وَيَنْفُثُ، فَلَمَّا اشْتَدَّ وَجَعُهُ كُنْتُ أَقْرَأُ عليه، وَأَمْسَحُ عنْه بيَدِهِ، رَجَاءَ بَرَكَتِهَا. وفي روايةٍ: إنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اشْتَكَى نَفَثَ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ وَمَسَحَ عنْه بيَدِهِ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وقراءة المرأة الحامل للقرآن يعود عليها وعلى طفلها بالخير والشفاء والسلامة، إذ يتكون الجنين في مرحلة التكوين من طورٍ إلى طور، ينمو على صوت القرآن المرتَّل، وقد أثبتت الدراسات المتخصصة في علم الأجنّة أنّ الجنين يتأثر بما يحيطُ بأمّه، كما يتأثر بحالتها النفسيّة ، ويتذوق الطّعام الذي تأكله وهي حامل به، ويُقبل عليه أَكثر مِمَّا يُقبل على غيره من الأطعمة، كما عرّفت الأبحاث مفهوم (ذكاء الجنين)، فالعوامل الوراثية ليست المسؤولة فقط عن تحديد الطباع المزاجيّةِ للطفل، بل البيئة التي توفرها الأم للجنين وهو في رحمها، فالحامل تحتاج للعناية بحالتها النفسية، فالتعرض للضغوط يؤثر على الجنين وقد يعاني مستقبلًا من المزاج العصبي، واضطراب النوم، والنشاط المفرط، ونوبات المغص.

ولتشعر الأم بالراحة والسكينة عليها الاستماع إلى القرآن، أو تلاوته طوال فترة الحمل، ليتأثر به، ليس في هذه المرحلة فقط، بل في حياته المستقبلية أيضًا، ويقول الدكتور محمد راتب النابلسي المختص في مجال تربية الأولاد في الإسلام: "إن الأمّ الحامل التي تقرأ القرآن تلد طفلًا متعلقا ً بالقرآن"، وأكدت التجارب الشخصيّة التي ترويها الأمهات، أن الأم الحامل التي تستمعُ إلى القرآن الكريم كثيرًا، أو تتلوه بصوت مسموع يكونُ طفلها أكثر تعلّقًا بسماع القرآن، وتلاوته وتعلُّمه حين يكبر، ويميِّزه من بين الأصوات، وينجذب إليه حين يسمعه وهو لا يزال رضيعًا، مما يعزز ارتباط الطفل وجدانيًا وعاطفيًّا بالقرآن مُستقبلًا[١][٢].


ما هي فوائد قراءة القرآن للحامل؟

لم تذكر الشريعة دليلًا على أنّ قراءة المرأة الحامل لسورة معينة من القرآن، تؤثر في صحة الجنين أو شكله، ولا يجوز أن نقول على الله ما لا نعلم، أما ما تنشره صفحات التواصل الاجتماعي عن تجارب قام بها بعض الطلبة الباحثين لا ينبغي الاعتماد عليها كليًّا؛ فالدراسات العلمية لا تعتمد إلا المنهجية منها، المعتمدة على إحصاءات شملت عينات كثيرة جدًا، وعلى مراحل متدرِجة، وكثير من القياسات لحصر الأسباب والنتائج، وهذا يتطلب سنوات طويلة، فتلك القصص أقرب إلى الأوهام، ولا يُعرفُ صدقها من كذبها، ومما لا شكّ فيه أن القرآن الكريم كلّه خيرٌ، وبركة وفيه الأجر العظيم، لكنّ ليس بالضرورة أن نخصص قراءة سورة منه لغرض دون علم، وهو سبحانه يقول: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } [آل عمران:6]، ويفسّر القرطبي رحمه الله ذلك: "حُسْن وقُبْح، وسواد وبَيَاض، وطُول وقِصَر، وسَلامة وعاهة، إلى غير ذلك"، وهذا لا يعني ألّا فائدة في قراءة الحامل للقرآن بل في تخصيص سورة بعينها، وعليها اعتياد قراءة القرآن الكريم واستماعه، لما ثبت في الأبحاث الطبيّة حول تأثر الجنين بالأصوات الخارجيّة، فإذا كان الصوت صوت قراءة القرآن الكريم، سيكون فيه الخير الكثير[٣].


هل يمكن للحامل قراءة القرآن بنية البركة للجنين؟

يمكن للمرأة الحامل قراءة القرآن والاستماع له فالجنين يتأثر نفسيًّا وروحيًّا بحالة الأم النفسيّة، والقرآن الكريم له تأثيرٌ روحيّ على سامعه حتى لمن لا يعرف اللغة العربيّة، وستعود هذه التلاوة بالبركة والنفع لهذا الجنين، لكن بشرط ألا يُحدد نوع النفع، إذ لم يرد في السنَّة الصحيحة تخصيص آيات لحفظ الجنين، أما ما يذكر عن فاطمة -رضِيَ اللَّهُ عنها- لمَّا دنا وِلادُها: أمرَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أمَّ سلمة، وزينبَ بنتَ جحشٍ أن تأتيا فتقرآ عندَها آيةَ الْكرسيِّ، و{وَإِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} إلى آخرِ الآية [الأعراف :54]، ويعوِّذاها بالمعوِّذتينِ، فهو حديث موضوع، وقد اجتهد بعض العلماء، ومنهم الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- فقال: " لا أعلم في ذلك شيئًا من السنَّة ، لكن إذا قرأ الإنسان على الحامل التي أخذَها الطلق ما يدل على التيسير، مثل: { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } [البقرة: 185]، ويتحدث عن الحمل، والوضع، كقوله سبحانه: {وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ ۚ } [فاطر: 11]، فإن هذا نافعٌ ومُجرّب بإذن الله، والقرآن كلّه شِفاء، فإذا كان القارئ والمقروء عليه مؤمِنين بأثره وتأثيره، فإنّه لا بدّ من أن يكون له أثر؛ لأنّ الله عزّ وجلّ يقول: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء:82]، وهذه الآية عامّة: شفاء، ورحمة، تشمل شفاء القلوب من أمراض الشبهات، وأمراض الشَّهوات، وشفاء الأجسام من الأمراض المُستصعبات"[٤][٣][٥].


من حياتكِ لكِ

إليكِ بعض الآيات التي نفع الله بها وقت الولادة، وتُقرأ على نيّة تسهيل الولادة وتيسيرها، ويمكن قراءتها على ماء بالزعفران، لتشربه الحامل ويُرشُّ به بطنها[٦]:

  • {اللَهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ} [الرعد: 8].
  • { وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [النحل: 78].
  • { وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [فاطر: 11].
  • { إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ * وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ } [الانشقاق: 1-4].
  • { كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} [النازعات: 46].
  • { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ } [يونس:57].
  • { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا } [الإسراء: 82].
  • { إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا } [الزلزلة:1-2].
  • {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُواْ إلاَّ سَاعَةً مِّنْ نَهَارٍ بَلاَغٌ } [الأحقاف: 35].
  • { وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ} [هود: 44].


المراجع

  1. الشيخ ندا أبو أحمد (31/7/2013)، "لماذا أقرأ القرآن ( نيات قراءة القرآن )"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 10/6/2020. بتصرّف.
  2. د.أماني زكريا الرمادي، "كيف نُعين أطفالنا على حب القرآن الكريم "، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 10/6/2020. بتصرّف.
  3. ^ أ ب فريق الإسلام سؤال وجواب (16/3/2008)، "هل تنصح الحامل بقراءة سور معينة لأجل نجابة المولود"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 10/6/2020. بتصرّف.
  4. فريق صيد الفؤاد، "25 طريقة لربط طفلك بالقـرآن الكريم"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 10/6/2020. بتصرّف.
  5. فريق الإسلام سؤال وجواب (16/7/2008)، "هل هناك دعاء تقوله المرأة الحامل لنفسها أو لجنينها ؟"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 10/6/2020. بتصرّف.
  6. أ. د. عبدالله بن مبارك آل سيف (12/1/2013)، "آيات نفع الله بها وقت الولادة"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 10/6/2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :