ماهي فوائد سورة الواقعة

القرآن الكريم

أُنزل القرآن الكريم على رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) ليكون معجزته ودليل نبوته، وتعهد الله سبحانه وتعالى بحفظ القرآن الكريم من كل تحريف أو نقصان، فقال تعالى:{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر:9]، كما استمر نزول القرآن الكريم 23 عامًا ولذلك نزلت بعض السور في مكة المكرمة وسميت بالسور المكيّة، أما السور التي نزلت في المدينة المنورة فسُميت بالسور المدنية[١].


فضل سورة الواقعة

لقد وردت في فضل سورة الواقعة عدة أحاديث تدعو إلى قراءة سورة الواقعة والالتزام بها، ومنها:

  • قد ورد في الحديث الصحيح الذي رواه الترميذي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (شيبتني هود، والواقعة، والمرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت) (صححه الألباني)، ويدل هذا الحديث عن ما ذكر في السورة من مشاهد يوم القيامة والعذاب الذي يلقاه الكفار، وذكر فيها أيضًا عن مظاهر النعيم في الجنة[٢].
  • عن جابر بن سمرة أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلِّي الصلواتِ كنحوٍ من صلاتِكم التي تصلُّونَ اليومَ ولكنه كان يخفِّفُ ، كانت صلاتهُ أخفُّ من صلاتِكم، وكان يقرأُ في الفجر الواقعةَ ونحوَها من السُّوَرِ (رواه الألباني)[٣].
  • روي عن البيهقي عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة أبدًا)، والفاقة هي الفقر ولكن قد أجمع العديد من علماء الحديث كابن الجوزي وأحمد على ضعف الحديث لضعف رواته وانقطاع متنه[٢].


سورة الواقعة

سورة الواقعة هي السورة السادسة والخمسون في الجزء الثالث في ترتيب المصحف الشريف وعدد آياتها 96 آيةً، ونزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة ولذلك فهي من السور المكية، أما ترتيب نزولها فنزلت بعد سورة طه وقبل سورة الشعراء[٤].

لا يُمكن الجزم بسبب واضح وصريح لنزول سورة الواقعة كاملةً، ولكن وردت أسباب نزول بعض من آياتها، ومنها[٤]:

  • (في سِدْرٍ مَخْضُودٍ) [الواقعة:28]: أنزل الله تعالى هذه الآية كما روي عن أبي العالية والضحاك أنه قد نظر المسلمون إلى وج (وهو وادٍ مخصب بالطائف) فأعجبهم سدره، فقالوا: يا ليت لنا مثل هذا.
  • (فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ) [الواقعة: 76]: نزلت هذه الآية كما روي عن إبن عباس أنه مُطِر الناس على عهد رسول الله فقال رسول الله: أصبح من الناس شاكر ومنهم كافر، قالوا: هذه رحمة وضعها الله تعالى، وقال بعضهم: لقد صدق نوء كذا (رواه مسلم).
  • (وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ) [الواقعة: 82]: نزلت هذه الآية بعد الحادثة التي حصلت مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خرج في سفر فنزلوا (منزلًا) وأصابهم العطش وليس معهم ماء، فذكروا ذلك للنبي (صلى الله عليه وسلم) ، فقال: "أرأيتم إن دعوت لكم فسقيتم فلعلكم تقولون سقينا هذا المطر بنوء كذا"، فقالوا: يا رسول الله ما هذا بحين الأنواء، قال: فصلى ركعتين ودعا الله تبارك وتعالى، فهاجت ريح ثم هاجت سحابة فمُطروا، حتى سالت الأودية ، وملؤوا الأسقية، ثم مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل يغترف بقدح له يقول: سُقينا بنوء كذا، ولم يقل هذا من رزق الله سبحانه.


محاور سورة الواقعة

الواقعة اسم من أسماء يوم القيامة لذلك تتناول السورة عدة مواضيع عن أهوال يوم القيامة، وعدة مشاهد من سكرات الموت والحساب، تبدأ السورة الكريمة بذكر أهوال يوم القيامة، وانقطاع الشك باليقين (لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ) [الواقعة: 2] وما يليها من أحداث ووقائع تدب الخوف في القلوب فتتبدل حال الأرض وتضاريسها (إِذَا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجًّا، وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا، فَكَانَتْ هَبَاءً مُّنبَثًّا) [الواقعة: 4-6]، ثم تبحث السورة في التفصيل عن مصير الناس لثلاثة أزواج وهم أصحاب الميمنة الذين يتمتعون بنعيم الجنة كجزاء للمؤمنين، وأصحاب المشأمة الذين كانوا ينكرون البعث وما لهم من عذاب أليم يوم القيامة كعقاب للكفار، والسابقون أو المقربون[١].

ثم تنتقل الآيات للحديث عن قدرة الله سبحانه وتعالى على البعث (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الأُولَى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ) [الواقعة: 62] والنشأة الأولى للناس، وغيرها كالزرع، والماء النقي العذب، والنار، كما توضح السورة سكرات الموت (فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ، وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ، وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لّا تُبْصِرُونَ) [الواقعة: 83-85] [١].


فضل قراءة بعض السور القرآنية

  • من قرأ سورة الدخان سبع مرات كفى الله قارئها ونشر محبته في قلوب الناس.
  • من قرأ سورة الملك نجاه الله من عذاب القبر، فقد روي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (من قرأ تبارك الذي بيده الملك كل ليلة منعه الله بها من عذاب القبر، وكنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نسميها المانعة، وإنها في كتاب الله سورة من قرأ بها في كل ليلة فقد أكثر وأطاب) (رواه النسائي).[٥].
  • من قرأ سورة الحجر وسع الله رزقه ورزقه محبة الناس.
  • من قرأ سورة الأنفال أعانه الله على الغلبة أمام أعدائه.
  • من قرأ سورة آل عمران فهي له شفيع يوم القيامة، فعن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلام عن أبي أمامة، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اقرؤوا القرآن فإنه شافع لأهله يوم القيامة، اقرؤوا الزهراوين: البقرة وآل عمران، فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف يحاجان عن أهلهما (رواه أحمد)[٦].


المراجع

  1. ^ أ ب ت "12 معلومة حول سر سورة الواقعة "، إيدأرابيا، اطّلع عليه بتاريخ 6-5-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "فضل سورة الواقعة "، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 5-6-2019. بتصرّف.
  3. فوزية العقيل ، "تأملات في سورة الواقعة "، صيد الفوائد ، اطّلع عليه بتاريخ 5-6-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "سورة الواقعة"، المصحف الإلكتروني، اطّلع عليه بتاريخ 5-6-2019. بتصرّف.
  5. "قراءة سورة الملك تمنع عذاب القبر"، الإسلام سؤال وجواب ، اطّلع عليه بتاريخ 5-6-2019. بتصرّف.
  6. "ما ورد في فضل آل عمران"، إسلام ويب ، اطّلع عليه بتاريخ 5-6-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :