حكم الصور والتصوير

حكم الصور والتصوير

ما حكم التقاط الصور؟

يُعدُّ التقاط صور لذات الأرواح، مثل الناس والبهائم والطيور غير جائز، والدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم: (أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون)[١] كما أنّ المصوِّرين يوم القيامة، يُقال لهم أحيوا ما خلقتم، وقد لعن الله المصوِّرين، والدليل أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ (لعن آكل الربا وموكله، والواشمة والمستوشمة والمصوِّر)[٢]، وارتباط التصوير بهذه الكبائر يدلّ على أنّه كبيرة مثلها، والأحاديث على تحريمه كثيرة، والواجب أن لا يُصوّر المسلم أيِّ صورة، لأنَّها محرمة، ولم يُجِز الشّرع أيَّ نوع من التصوير مهما كان نوعه، إلّا إذا كان لغرض لا يمكن تجاوزه، مثل صورة الهوية أو الشهادة العلمية أو رخصة القيادة[٣].


ما حكم تصوير الفيديو؟

حُكم تصوير الفيديو مثل حكم التصوير الفوتوغرافي لا يجوز، لكن ما يتعلق بتصوير النَّدوات العلمية والمحاضرات الدعويَّة لا بأس فيه، لأنَّ النَّاس سينتفعون منها بسماعهم لصوت يعرفون صاحبه، لذا يمكن تسجيل المحاضرات لتعريف النَّاس بالداعية، وزيادة القبول له، لكن لا يجوز الاحتفاظ بالفيديو، لأنَّه يشتمل على صور، فحفظ الصوت أفضل وتحصل به الكفاية، كما أنَّ تصوير النِّساء في الأفلام به ضرر وله أخطار كبيرة، ويجب ألا يتم التصوير بالفيديو لأنَّه يحتوي على صور، والتسجيلات الصوتيَّة بها الكفاية[٤].


هل من الجائز طباعة الصور للاحتفاظ بها؟

حكم طباعة الصور التي تتبادلها العائلة من خلال الإنترنت أو في الجوال، مشابه لحُكم تصوير ذوات الأرواح، لأنّه فرع منه، وقد اختلف العلماء في حكم تحريمه قطعًًا أم جواز التصوير وجواز تركه، ومن قال بحرمته فإنّه يستند إلى عموم لفظ التصوير الذي ورد في الأحاديث الصحيحة التي تُحرّمه، ومنهم من قال بإباحته، لأنّه ليس تصويرًًا حرفيًّا، وليس مضاهاة لخلق الله، وإنَّما تُعرف الصورة بأنّها حبس للظل، وليس تكوينًًا للإنسان من البداية[٥].

وإذا لم تتطلّب الحاجة فلا شكّ أنّ ترك التصوير أولى، للابتعاد عن الشبهة، لأنَّ الكثير من العلماء لا يُجيزون التصوير أبدًا حتى لو كان للذّكرى أو للتبادل بين الأهل، لكنّ بعض العلماء أجاز التصوير الفوتوغرافي وبالفيديو من باب أنّه الصور مثل نسخ الأوراق، إذ إنَّه ليس مضاهاة لخلق الله، بل إنّه احتفاظ بالصورة الأصلية للإنسان، ولا تنسب له بحال من الأحوال[٦].


هل يجوز تعليق الصور على الجدران؟

تعليق الصور للنَّاس أو الطيور أو الحيوانات (ذوات الأرواح) لا يجوز، سواء في البيت أو الشارع أو أيِّ مكان، ولأيّ شخص كان، وهو من أعمال الجاهليّة، والدليل أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام لما علم أنَّ عائشة رضي الله عنها علّقت صورة في ستر، تغيَّر وجهه وأزاح الستر، للدّلالة على حرمة تعليق الصور، كما أنّه صلى الله عليه وسلّم أرسل عليًّا رضي الله عنه، وقال له: (لا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبرا مشرفا إلا سويته)[٧]، ولا يجوز تقليد من يفعل ذلك من دون علم، بل الواجب تنبيههم، وتحذيرهم من حرمة تعليق الصور، طاعة لله ونبيه عليه الصلاة والسلام وتطبيقًًا للشرع[٨].

  1. "حديث أشد الناس عذابًا"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 28/1/2021. بتصرّف.
  2. "حديث لعن الله"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 28/1/2021. بتصرّف.
  3. "حكم الصور والتصوير"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 24/1/2021. بتصرّف.
  4. "حكم التصوير بالفيديو"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 24/1/2021. بتصرّف.
  5. "حكم طباعة الصور الفوتوغرافية"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 24/1/2021. بتصرّف.
  6. "حكم الصور وحكم الاحتفاظ بها للذكرى"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 24/1/2021. بتصرّف.
  7. "حديث أَنْ لا تَدَعَ تِمْثَالًا"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 30/1/2021. بتصرّف.
  8. "ما حكم تعليق الصور الفوتوغرافية على الجدران؟ "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 30/1/2021. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :