أعمال المسلم
إنّ الأعمال التي يؤديها المسلم يمكن تصنيفها ما بين أعمال مفروضة أو واجبة أو مسنونة أو مندوبة أو مباحة، وهذه الأحكام تبين مرتبة العمل وضرورة القيام به أو ما الحكم المترتب في حال تركه.
ومن بين الأحكام الكثيرة يوجد الحكم بالإباحة، ففي حال كان الحكم مباحًا، فهنا العمل مسموح للمؤمن القيام به ويجوز له تركه، أي إنّ الشرع لا يلزمه بالفعل ولا يعاقبه على تركه، والجدير بالذكر أنّ الأعمال العادية واليومية في حياة الإنسان جميعها تندرج تحت حكم المباح، ما لم يرد فيها أي حكم في التحريم، والحكم الحرام يطلق على الأعمال التي ورد فيها حكم قطعي بالتحريم وعدم جواز إتيان الفعل، وتأثيم الفاعل. في الحقيقة إنّ أعمال السنة هي الأعمال التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، سواءً كانت سنةً قوليةً أو سنةً عمليةً، وتوجد أيضًا السنة المؤكدة والتي تدل على أنّ العمل ورد ورودًا أكيدًا عن الرسول صلى الله عليه وسلم مثل صلاة الوتر في العشاء.
وعند التمعن في الأحكام المتعلقة بالأعمال نجد أنّ الناس تخلط بين الواجب والفرض في كثير من الحالات، فتعد الأعمال المفروضة واجبةً والأعمال الواجبة مفروضةً، وهذا الخطأ أو الخلط يُحدث إرباكًا لدى المؤمن. [١]
الفرق بين الواجب والفرض
لتوضيح الفرق بين الفرض والواجب يجب تعريف كل منهما على حدة: [٢]
- الفرض:
الفرض يدل على العمل المفروض على المسلم، أي إنّه ملزم بالقيام به في حال توافرت الشروط التي تمكنه من عمله، وغابت الظروف التي يمكن أن تسمح له بتركه، ففي حال قيل إنّ صلاة العصر أربع ركعات فرض، فهذا يعني أنّ الله عز وجل فرض على المؤمن لأداء صلاة العصر أربع ركعات، ولا تكون الصلاة إلا بأداء هذه الأربع ركعات، وفي حال أنقص المصلي أو زاد في هذا العدد فإنّ صلاته باطلة.
- الواجب:
يدل مصطلح الواجب على العمل الذي يتوجب على المؤمن القيام به ولا يجوز له أن يتركه في أي حال من الأحوال، فكلمة الواجب من الفعل الثلاثي (وَجَب) أي يتوجب على المؤمن أداؤه حتى لا يلحقه الإثم، ومن الأمثلة على الواجبات قول سبحان ربي الأعلى عند السجود أو قول سبحان ربي العظيم عند الركوع.
- الفرق بين الفرض والواجب:
في جميع المذاهب الفقهية لا يجد العلماء أي فرق بين الفرض والواجب، إذ إنّ كلا المصطلحين يدل على الأمور التي يتوجب على المؤمن القيام بها فيثاب فاعلها ويؤثم تاركها، فالفرض يمكن أن يدل على العمل الواجب، والواجب يمكن أن يدل على العمل المفروض.
ولكن بالنسبة لمذهب الحنفية فإنّ الأمر مختلف، فالفقهاء في هذا المذهب يرون أنّ الواجب هو الأمر الذي يجب القيام به بناءً على دليل مجتهد فيه، أي بناءً على دليل ظني، أما الفرض فهو الفعل الواجب القيام به بناءً على دليل قطعي الدلالة ومؤكد كأن يكون مذكورًا بالقرآن الكريم بدليل واضح وصريح. [٣]
المراجع:
- ↑ "الفرق بين الفرض والواجب"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 23-03-2019.
- ↑ "الفرق بين الفرض والواجب"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 23-03-2019.
- ↑ "هل هناك فرق بين الواجب والفرض"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 23-03-2019.