وسواس الموت
يُعرَف مرض وسواس الموت باسم رهاب الموت الذي يُعدّ أحد الاضطرابات النفسية التي من الممكن أن تصيب الإنسان بالخوف من الموت والأمور التي تتعلق به، ومن الممكن توضيح ذلك بأنّه الخوف من لحظات الموت، ويُعدّ قلق الإنسان من تقدمه في السن، وبعض الأمور الصحية أمرًا طبيعيًّا، كما أنّه يقلق بشأن عائلته وأصدقائه بعد موته، ومن الممكن أن تتطور هذه المشكلة لدى الكثير من الأشخاص، ويصبح لديهم مخاوف أخرى، ولكن اتحاد الطب النفسي في الولايات المتحدة الأمريكية لا يعدّ بوسواس الموت بأنّه مرض واضطراب، وفي الغالب يُعزى هذا الخوف الذي من الممكن أن يواجهه الشخص إلى أنّه ليس إلا قلقًا عامًّا، لذلك سوف نتحدث في هذا المقال عن أسباب الإصابة بهذا المرض، بالإضافة إلى أعراضه، وكيفية علاجه.
أعراض الإصابة بوسواس الموت
يُعدّ وسواس الموت مثل الأمراض الأخرى، فيوجد له العديد من الأعراض التي من الممكن كشفها عن طريق الملاحظة، فإذا رأيت على سبيل المثال شعر أحد الأشخاص يتساقط سوف تظن أنّه مصاب بأحد أنواع السرطان، ومن أهم هذه الأعراض:
- تسارع دقات القلب: تُعدّ هذه العلامة من علامات الإصابة بوسواس الموت التي من الممكن الجزم عن طريقها أنّ الشخص مصاب بهذا المرض، إذ إنّ الشخص المصاب يشعر بالتوتر الشديد، مما يسبب زيادةً في معدل دقات القلب ونبضاته، ولكنّ هذه الزيادة تكون عظيمةً جدًّا، ولا تشبه حالة التوتر في الأمراض الأخرى.
- ضيق في التنفس: عندما تبدأ حالة الإصابة بوسواس الموت بالظهور من خلال تسارع نبضات القلب، والخوف والقلق، بالإضافة إلى التفكير في دنو الموت يبدأ المصاب بالشعور بضيق في التنفس بسبب إصابة الجهاز التنفسي بالقصور، لذلك لا يمكنه ممارسة أعماله اليومية بسبب الصعوبة في التنفس والشعور المتضارب بالاختناق، ثم تتفاقم هذه المشكلة، مما يؤدي إلى إصابته بالعجز الكلي.
- الإحساس الدائم بالضيق: يبدأ المصاب بوسواس الموت بالشعور بالوحدة والضيق الشديد، إذ يشعر بأنّ الموت يقترب منه وسوف يداهمه في أي لحظة، ولن يمتلك أي قدرة على إيقافه، كما أنّ هذا الشعور سوف يكون مصحوبًا بالضيق والحقد الشديد تجاه أي شيء مهما كان السبب، لذلك يصل المصاب إلى مرحلة الانتحار بسبب الاكتئاب.
- الخوف الشديد: يُعدّ الخوف من أهم أعراض الإصابة بوسواس الموت، ولكنّ هذا الخوف يكون مبالغًا فيه، إذ إنّ الخوف من الموت أمر طبيعي، لكنّ الخوف الشديد ليس طبيعيًّا، إذ إنّ المصاب يخاف بشدة من طريقة الموت التي يكون أغلبها غير وارد أو غير منطقي.
علاج وسواس الموت
لكل مرض علاج خاص به، ولمرض وسواس الموت علاج يعتمد على حالة الشخص المصاب، ويتطلب الأمر زيارة الطبيب النفسي من أجل تطبيق العلاج بالأدوية، والعلاج النفسي والسلوكي الذي يسهم في التحكم بأعراض الإصابة والتعامل معها، ومن أهم طرق علاج وسواس الموت:
- التخلص من سبب الإصابة بوسواس الموت: من المعروف أنّه توجد العديد من الأسباب للإصابة بوسواس الموت الذي يعاني منه الكثير من الأشخاص، مثل الخوف من ذكرى سيئة، أو الخوف من الموت، ومن أجل علاج هذه المشكلة نهائيًّا لا بدّ من تجنب هذه الأسباب، إذ يرى العديد من الأطباء أنّ أفضل طريقة مستخدمة من أجل العلاج هي المواجهة، كما تعالج الفوبيا والرهاب والكثير من الاضطرابات، ولكن من الممكن أن يصاب المريض ببعض المضاعفات عند إجراء هذه الطريقة في العلاج.
- التفكير بأفكار جيدة بدلًا من السيئة: لا شك في أنّ التفكير بالموت يؤدي إلى إعاقة السعادة في الحياة، إذ إنّ التفكير الشديد في الموت يُعدّ موتًا بحد ذاته، ولا بدّ من القضاء على هذه الأفكار والبحث عن أفكار أكثر تفاؤلًا وإيجابيةً من أجل التمتع بالحياة.
- الثقة بالنفس: في الحقيقة تعزيز الثقة بالنفس في مراحل الإصابة بهذه المشكلة من أهم الخطوات المتبعة من أجل العلاج، ولا بدّ من توعية المصاب بأنّ كل منا سوف يموت في يوم من الأيام ولن يخلد في هذه الحياة، وأنّ عليه فعل الصالحات من أجل لقاء الله سبحانه وتعالى، كما يجب عليه تذكر الموت من أجل فعل الصالحات، وألا يجعل فكرة الموت تسيطر عليه.
- تحدي فكرة الموت بكل قوة: على الرغم من أنّه لا يوجد أي شخص يمكنه تحدي الموت لأنّ الموت حق، ولن يمنع الموت مال ولا جاه ولا سلطان، ولكن لا بدّ من مقاومة التفكير الشديد والسيطرة على العقل من أجل الوصول إلى المواد وتحقيق النجاح، إذ يجب على المصاب السيطرة على هذه الفكرة عن طريق إيصال رسالة بأنّ الحياة تحتوي على الكثير من السعادة.