هل يجوز صيام 6 شوال قبل القضاء

هل يجوز صيام 6 شوال قبل القضاء

فضل صيام 6 شوال

يعد صيام ستة أيام من شهر شوال بعد صيام شهر رمضان سنة مستحبة وليست واجبًا، وفي صيام هذه الأيام أجر كبير يتمثل بمكافأة الله لمن صامها بأجر صيام سنة كاملة كما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالحديث الشريف: (من صام رمضانَ وأتبعَهُ بستٍّ من شوالَ فكأنما صام الدهرَ) [خلاصة البدر المنير| خلاصة حكم المحدث: له طرق كثيرة صحيحة]، فصيام رمضان يعادل صيام عشرة أشهر، وصيام ستّة أيام من شوال يعادل شهرين، فالله يضاعف الحسنة بعشرة أمثالها، ومن فوائد صيام ستّ شوال تعويض النّقص الذي قد وقع فيه الصائم لشهر رمضان المبارك؛ إذ لا يخلو صائم من ذنب اقترفه أو حصل منه تقصير أثر سلبًا على صيامه وأنقص من أجره، وفي يوم الحساب يؤخذ من النوافل لتعويض النقص الحاصل في الفرائض كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (إنَّ أوَّلَ ما يُحاسَبُ الناسُ به يومَ القيامةِ مِن أعمالِهم الصَّلاةُ، قال: يقولُ ربُّنا عزَّ وجلَّ لملائكتِه -وهو أعلَمُ-: انظُروا في صلاةِ عبدي أتَمَّها أم نقَصَها؟ فإنْ كانتْ تامَّةً كُتِبتْ له تامَّةً، وإنْ كان انتقَصَ منها شيئًا، قال: انظُروا، هل لعبدي مِن تطوُّعٍ؟ فإنْ كان له تطوُّعٌ، قال: أَتِمُّوا لعبدي فريضتَه مِن تطوُّعِه، ثمَّ تؤخَذُ الأعمالُ على ذاكم)[تخريج سنن أبي داود| خلاصة حكم المحدث: صحيح] فصيام هذه الأيام العظيمة تَزود بالأجر وتحقق مصلحة عظيمة لصائمها، وفي صيامها أيضًا إظهار حرص شديد من المسلم على تحري كل ما يرضي الله واتباع سنة الرسول الكريم[١][٢].


هل يجوز صيام 6 شوال قبل القضاء

لا يجوز صيام ستة شوال قبل قضاء المسلم الأيام التي أفطر بها في شهر رمضان؛ لأنه لا يجوز صيام النوافل قبل الفرائض وذلك لسببين[٣]

  • السبب الأول: في حديث الرسول (من صام رمضانَ وأتبعَهُ بستٍّ من شوالَ فكأنما صام الدهرَ) [خلاصة البدر المنير| خلاصة حكم المحدث: له طرق كثيرة صحيحة]، فالذي عليه قضاء أيام من شهر رمضان لا يتبع الستة من شوال لرمضان؛ لأنه في الأصل لم يُتمم صيام رمضان، فلا يكون متبعًا لها إلا عند قيامه بقضاء ما أفطر به في رمضان، فإذا كان المسلم مريضًا أو مسافرًا ولزمت الحاجة بأن يفطر أيام معينة من شهر رمضان، لَزِمَ عليه قضاء هذه الأيام ثم صيام ستة أيام من شوال إذا رَغِب في ذلك، وهذا ينطبق على المسلمة أيضًا فإذا أفطرت بعذر شرعي مثل: النفاس أو الحيض، توجب عليها قضاء ما فاتها من رمضان ثم صيام ستة من شوال إن أرادت ذلك، أي أنه في كلتا الحالتين سابقتي الذكر للمرأة أو الرجل لا يصح لهما صيام ستةٍ من شوال قبل قضاء رمضان.
  • السبب الثاني: أن الفريضة أولى من النافلة ودينُ الله أولى بالقضاء فلا يجوز القيام بالنافلة ما دامت الفريضة لم تُؤدَ، فعلى المسلم الابتداء بالقضاء ثم إن بقي من شهر شوال شيء ورَغِبَ في صيام ست منه فله ذلك، وإلا ترك ولا حرج في ذلك لأنها والحمد لله نافلة لم يُلزم الله بها أحد.


هل يجوز صيام 6 شوال بنية القضاء

تُعرف مسألة صيام ستة من شوال بنية القضاء عند العلماء المسلمين باسم (مسألة التشريك) أي الجمع بين عبادتين بنية واحدة، وحكمه أنه إذا كان في الوسائل وما تَبِعها جاز ذلك إذا حصل المطلوب من العبادتين، كما لو اغتسل المسلم الجنب يوم الجمعة بقصد الاغتسال للجمعة والتطهر من الجنابة، فإن جنابته تزول ويلحقه أجر الاغتسال للجمعة، حتى وإن كانت إحدى العبادتين غير مقصودة والثانية مقصودة بذاتها صَحَّ الجمع بينهما، فتحية المسجد عند دخوله غير مقصودة بذاتها، بل المقصود شغل المكان بالصلاة. أما الجمع بين عبادتين مقصودتين بذاتهما كالظهر وسنتها، أو صيام فرض أو قضاء كفارة أو نذر مع صيام مستحب كستّة من شوال، ففي كلتا الحالتين سابقتي الذكر لا يصح التشريك؛ لأن كل عبادة منهما مقصودة بذاتها ومستقلة لا تنطوي تحت العبادة الثانية، وهذا ما ينطبق على صيام ستَّة من شوال بنية قضاء رمضان، فكلا الأمران مقصودان لذاتهما، فلا يجوز للمسلم الجمع بينهما، وهنا قد يسأل البعض ممن جمعوا بين صيام ستَّة أيام من شوال والقضاء في وقت واحد، هل يقع القضاء أم النافلة أم لا يقع عن كليهما؟ اختلف العلماء في ذلك فمنهم من قال قضاء ومنهم من قال نافلة ومنهم من قال لا يقع عن أي منهما، أما من صام في شهر شوال بنية القضاء وحده وقد وافق ذلك ستة من شوال أو ما يزيد، فالأرجح أن يحصل له ثواب لكن ليس كثواب من قضى ما فاته من رمضان ثم أفرد ستة أيام من شوال لصيام النافلة حبًا منه للأجر[٤].


من حياتكِ لكِ أحكام صيام عامة للمرأة

فيما يلي سنقدم لكِ عدة أحكام خاصة بالصيام تعرفي عليها:

  • إذا تطهرتِ من النفاس أو الحيض خلال نهار شهر رمضان فلا يجب عليكِ صيام ما تبقى من هذا اليوم[٥].
  • إذا شق عليكِ الصوم في إحدى الأيام الطويلة وشعرتِ بالتعب وعدم القدرة على إكمال الصيام لخوف وقوع الضرر فيجوز لكِ الإفطار في هذا اليوم، وتوجب عليكِ قضاء هذا اليوم[٥].
  • إذا تطهرتِ من الحيض أو النفاس قبل الفجر توجب عليكِ صيام هذا اليوم حتى إن لم تغتسلي إلا بعد الفجر[٥].
  • يُباح لكِ الإفطار في رمضان إن كنتِ على مرض يضر بكِ وتخشين حدوث أي مكروه، وهذا ما أجمع عليه العلماء، أما إن كان مرضكِ لا يؤثر على صِيامكِ مثل: إصابتكِ بالصداع المُحتمل أو الزكام الخفيف، لا يجوز لكِ الإفطار[٥].
  • خروج المذي منكِ لا يبطل صيامكِ[٥].
  • إذا نمتِ طوال ساعات الصّيام فصومكِ صحيح[٥].
  • إذا كنتِ تحتاجين لوضع أحد الأقراص تحت لسانك لعلاج الأزمات القلبية هذا لا يفسد صيامكِ بشرط ألا تبتلعي منه شيء[٥].
  • استخدامك للتحاميل لا يفسد صيامكِ، أما استخدامك للحقن عبر الوريد تُفسد صيامكِ[٥].
  • الغيبة والنميمة لا تُبطلان الصِّيام لكنهما سبب في إنقاص أجره، وقد روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من لم يدَعْ قولَ الزُّورِ والعملَ بِهِ، فليسَ للَّهِ حاجةٌ بأن يدَعَ طعامَهُ وشرابَهُ) [صحيح الترمذي| خلاصة حكم المحدث: صحيح][٦].
  • إذا حصل الجماع بينكِ وبين زوجكِ في نهار رمضان وأنتِ راضية، وجب عليكِ القضاء ودفع الكفارة، وإن تكرر الجماع في اليوم أكثر من مرة يكفيكِ إخراج كفارة واحدة[٥].
  • تذوقكِ للطعام دون ابتلاع شيء منه لا يبطل صيامك، لكن من المكروه تذوقكِ للطعام دون حاجة لذلك[٥].


المراجع

  1. "فضل صيام الستّ من شوال "، islamqa، 30_9_2008، اطّلع عليه بتاريخ 12_6_2020. بتصرّف.
  2. "فضل صيام الست من شوال"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 12_6_2020. بتصرّف.
  3. "حكم صيام الست من شوال قبل القضاء"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 12_6_2020. بتصرّف.
  4. "حكم الجمع بين نية القضاء وصيام ست من شوال"، islamweb، 9_1_2001، اطّلع عليه بتاريخ 12_6_2020. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر فواز الرفاعي، "300 مسألة مختصرة في أحكام الصيام"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 12_6_2020. بتصرّف.
  6. مضحي بن عبيد الشمري، "مختصر في أحكام الصيام (سؤال وجواب)"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 12_6_2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :