ما حكم بيع القطط

القطط

تعدّ القطط من الحيوانات التي ارتبطت بالبشر منذ قرابة 9500عام، وهي من الحيوانات الأليفة ذات الشعبية الكبيرة، وتتميز هذه الحيوانات بحاسة السمع والشم القوية، كما تمتلك عيون القطط طبقة عاكسة تحسن كثيرًا من رؤيتهم في الظروف المظلمة، ومن الممكن أن تحرك القطة أذنيها كل واحدة على حدى، وتتمتع القطة بخمسة أو ستة مخالب في اليد الأمامية، وخمسة أو أربعة مخالب في اليدين الخلفيتين، وتنام القطط مدة أكبر من الحيوانات الأخرى؛ إذ يبلغ متوسط فترة نومها بين 12 إلى 16 ساعة، وتحب القطط النوم في درجات حرارة دافئة، والاستلقاء في المناطق المشمسة في النهار، ومن الممكن أن تبلغ فترة نوم بعض أنواع القطة عشرين ساعة، وتتراوح درجة حرارة القطط الطبيعية ما بين 38 إلى 39 درجة مئوية، وترتبط القطط بالحيوانات الصحراوية بشكل قوي عبر تحملها درجات الحرارة والبرودة، وهي من الحيوانات التي تكره التبلل بالماء باستثناء نوع قطط الفان التركي، لأنّ موطنها الأصلي بحيرة فان التركية.^[١]

وجد في الدين الإسلامي عددًا من الحدود التي تختص بالتعامل مع الحيوانات، وقد طُبق مفهوم الرفق بالحيوان على يدي المسلمين، وقد انتهك هذا المفهوم من بعض البشر، الذي تمثل بالقهر، والوأد، والاستعباد، وقد أوصت النصوص الشرعية بالحيوانات غير المؤذية، فقد أشارت الأحاديث النبوية الشريفة على الرفق بالحيوان، فقد ورد عن سهل بن الحنظلية الأنصاري أنّ رسول اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، مرّ ببعيرٍ قد لحِقَ ظَهْرُهُ ببطنِهِ فقالَ (اتَّقوا اللَّهَ في هذهِ البَهائمِ المعجَمةِ فاركَبوها صالِحةً وَكُلوها صالحةً) [صحيح أبي داود|خلاصة حكم المحدث: صحيح]، كما وردت أحاديث أخرى عن وجوب النفقة على الحيوان عند امتلاكه، وأحاديث أخرى تحث على الإحسان إلى الحيوانات وإطعامها وسقيها؛ إذ تساعد على مغفرة الذنوب، وقد ورد في أحد الأحاديث التي رواها أبو هريرة -رضي الله عنه-، أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم قال:(إذا سافَرْتُمْ في الخِصْبِ، فأعْطُوا الإبِلَ حَظَّها مِنَ الأرْضِ، وإذا سافَرْتُمْ في السَّنَةِ، فأسْرِعُوا عليها السَّيْرَ، وإذا عَرَّسْتُمْ باللَّيْلِ، فاجْتَنِبُوا الطَّرِيقَ، فإنَّها مَأْوَى الهَوامِّ باللَّيْلِ)[صحيح مسلم|خلاصة حكم المحدث: صحيح]^[٢]

ما حكم بيع القطط

يعدّ بيع القطط من الأمور الجائزة، وذلك حسب رأي أكثرية العلماء، في حين حرّم أهل العلم بيعها، اتباعًا لرواية الإمام أحمد رحمه الله، ويرجّح التحريم، وذلك حسب ما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لثبوت النهي، وذلك كما ورد على لسان محمد بن مسلم المكي في الحديث النبوي الشريف: (أَلْتُ جَابِرًا، عن ثَمَنِ الكَلْبِ وَالسِّنَّوْرِ؟ قالَ: زَجَرَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عن ذلكَ.) [صحيح مسلم|خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وقد مال عدد من أهل العلم بأنّ تلك الأحاديث صحيحة، فرد ابن النووي بأن ذلك الحديث صحيح بإسناده في صحيح مسلم، لهذا لا يجوز بيع القطط، أو الكلاب، أو القردة، أو غيرها من الحيوانات، لأنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن ذلك الفعل، وزجر عنه^[٣]، وقد نُبه إلى عدم المبالغة في دفع الأموال مقابل شراء القطة، كما يُنصح بعدم التكلف في النفقة من طعام أو علاج، وعدم التبذير في شراء أمور لا فائدة منها، والمباهاة والتفاخر دون غاية.^[٤]

حكم تربية القطط

تعدّ القطط من الحيوانات الطاهرة والأليفة من وجهة نظر الدين الإسلامي، لهذا من المباح امتلاكها داخل المنزل، إذا لم تكن ملكًا لأحد، وبشرط ألّا يعذبها صاحبها، وأن يطعمها، وألّا تكون حاملة لأي مرض، فإن كان وجد أيّ ضرر لوجودها بالمنزل، فيجب عدم الاحتفاظ بها، وخصوصًا إن لم يكن الإنسان قادرًا على إطعامها، فيجب أن يدعها تعتاش من خشاش الأرض، وذلك كما ورد عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنه- : أن رسول الله -صلى الله علية وسلم قال:(عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ في هِرَّةٍ سَجَنَتْها حتَّى ماتَتْ، فَدَخَلَتْ فيها النَّارَ، لا هي أطْعَمَتْها ولا سَقَتْها، إذْ حَبَسَتْها، ولا هي تَرَكَتْها تَأْكُلُ مِن خَشاشِ الأرْضِ) [صحيح البخاري|خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ويعتبر الإناء أو الوعاء الذي شربت أو أكلت منه القطة طاهرًا إلا أن يتبين ضرره، ويحذر من العناية الشديدة للقطط، والإنفاق عليها بطريقة مبالغ بها، لأنّ هذا الأمر يدر على المبالغة بالترف وضعف العقل والدين.^[٥]

فوائد تربية القطط

لتربية القطط عدد من الفوائد غير المتوقعة، ومن أبرزها ما يأتي:^[٦][٧]

• تساعد تربية القطط على التقليل من الشعور بالتوتر، وتحسن من المزاج، لأنّها ذات قدرة على التأثير على عقل الإنسان؛ إذ يفرز الدماغ مادة السيروتونين الكيميائية، التي تُعزز شعور الإنسان بالراحة، وقد قال عدد من العلماء أن التنزه أو اللعب مع القطط يوميًا لمدة تتراوح بين ربع ساعة إلى نصف ساعة، يُساعد على تحسين المزاج.
• تساعد القطط على تمتع الإنسان بصحة جيدة، لما لها من أثر إيجابي عليه، فتُساعد على تحسين المناعة، والتقليل من إمكانية الإصابة بالنوبات القلبية.
• يمنع وجود القطط دخول القوارض والفئران للمنزل، كما يمكن أن تقتلها.
• تساعد القطط على تمكين الإنسان من التعافي من الصدمات المختلفة، فمن الممكن أن يتعافى من قام بعملية جراحية من صدمة ما بعد العملية في حال وجود قط بجانبه.
• يساعد وجود القطط واللعب معها على التقليل من مستوى الإجهاد.
• تعتبر القطة من الرفقاء المحببين للطفل داخل المنزل، خصوصًا لو كان الطفل وحيدًا؛ إذ تعلم الطفل ضبط مشاعره، واحترام الآخرين، وطريقة رعاية الحيوانات.
• تعدّ من الوسائل الترفيهية للطفل، كما أنّها تعلمه تحمل المسؤولية، وأهمية النظام، بالإضافة لتعلميه مساعدة الأم بالمهمات اليومية.
• يساعد تربية القطط على فهم دائرة الحياة، فهي بالنهاية ستموت، وتعدّ هذه التجارب من الأمور التي تعلم الطفل أنّ الحياة ثمينة.
• يشجع وجود قطة على اللعب بنشاط طوال اليوم، كما تجذب أصدقاء جدد للطفل، وتعلمه الجلوس والاسترخاء، وانتظار القط حتى يكون مستعدًا للعب.

تغذية القطط

يجب العناية بالقط بجعله نظيفًا، كما يجب أن يتناول كمية كافية من الطعام في وعاء الطعام الخاص به، ويجب ألّا تكون الكمية كبيرة، لأنّ القط سيستمر في تناول الطعام في حال كان الوعاء ممتلئ بالطعام^[٨]، ويجب أن تتناول القطط الطعام بالنظر إلى سنها، لأنّها في بعض الأحيان، تحتاج لاستهلاك حوالي 200 سعرة حرارية في اليوم، لهذا يُنصح في الذهاب لأحد الأطباء البيطريين لمعرفة الكمية المناسبة من طعام القطط.^[٩]

المراجع

1. ↑ "Cat", newworldencyclopedia, Retrieved 17-12-2019. Edited.
2. ↑ "الرفق بالحيوان في الإسلام"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 19-12-2019. بتصرّف.
3. ↑ "حكم بيع القطط"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 19-12-2019. بتصرّف.
4. ↑ "حكم تربية القطط وشرائها ؟"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 19-12-2019. بتصرّف.
5. ↑ "حكم تربية القطط"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 19-12-2019. بتصرّف.
6. ↑ "5 Unexpected Benefits Of Having A Cat", victorpest, Retrieved 19-12-2019. Edited.
7. ↑ jennifer Kelly Geddes (7-9-2015), "Getting a Domestic Cat: 15 Benefits for Your Kids"، care, Retrieved 19-12-2019. Edited.
8. ↑ "Top 5 Tips for a Healthy Cat", petmd, Retrieved 19-12-2019. Edited.
9. ↑ Terri D'Arrigo, "What to Know About Feeding Your Cat"، pets.webmd, Retrieved 19-12-2019. Edited.