الجنة والنار
إنّ الجنة والنار من الأمور الغيبية التي أخبر الله تعالى ورسوله بها الناس في القرآن والسنة، وجعلهما بمثابة العقاب والثواب، جزاء لمن كان منهم يحسن تطبيق مفهوم عبودية الإنسان لله تعالى في الأرض والتزامه بفعل الطاعات والصالحات من الأعمال، أو عقابًا لمن كان منهم عصيًّا كافرًا تُثقله ذنوبه، وذلك بعد عرضهم على الله وحسابهم في يوم عظيم، أما المؤمنون والمسلمون منهم الذين صدقوا الله ورسله فنصيبهم بعد حسابهم الجنة بإذن الله.
صفات من يدخلون الجنة بغير حساب
يتضح من الحديث السابق أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام بين بوضوح صفات الناس الذين يدخلون الجنة بغير حساب، وهم كالتالي[١]:
- لا يسترقون، أي لا يطلبون الرقية؛ فالاسترقاء هو طلب الرقية من أحد، كأن يطلب شخص من آخر أن يقرأ عليه، وهذا النهي لا يفيد التحريم؛ فهو جائز في حال الحاجة كأن يصيب بالمرض من عين أو حمة، ولكن إن كان دون حاجة، فتركه أفضل.
- لا يكتوون، أي لا يستخدمون الكي في العلاج واستبداله بشيء من الحجامة أو العسل، ولكن إن دعت الحاجة للكي فلا بأس، فأمره كأمر الاسترقاء في الإباحة.
- لا يتطيرون، والتطيّر هو التشاؤم من ما يسمعه المرء أو يراه ويربطه بما يحدث له، وهذا نوع من الشرك والعياذ بالله.
- يتوكلون على الله، وهو نمط حياة بعد أن يكون سببًا في دخول الجنة، فالمسلم الذي يمنح ثقته لله تعالى، ويجعل له أمره كله ويعرف أن الله كافيه شرًا ومانحه خيرًا، ومسدِّدًا خطاه، ويوقن حق اليقين بالله تعالى فإن نصيبه الجنة.
ومن الواجب على المسلم الذي يطمح بدخول الجنة أن يتقي الله في أموره كلها، ويسعى للتوبة إن أخطأ وأن لا يركن على صفة واحدة يتصف بها، فكل ابن آدم خطّاء، ولا يعلم أحد كم من الذنوب قد تراكمت في صحيفته.
من يدخل الجنة بغير حساب
رغم أن الله تعالى جعل الحساب مقياسًا للبشر في تحديد مصيرهم، إلا أن مجموعة يدخلهم الله تعالى الجنة بغير حساب، وقد جاء ذلك ثابتًا في الحديث الشريف الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام: (عُرِضَتْ علَيَّ الأُممُ بالمَوسِمِ فرأَيْتُ أمَّتي فأعجَبَتْني كثرتُهم وهيئتُهم قد ملَؤوا السَّهلَ والجبلَ فقال: يا محمَّدُ أرضِيتَ؟ قُلْتُ: نَعم أيْ ربِّ قال: ومع هؤلاءِ سبعونَ ألفًا يدخُلونَ الجنَّةَ بغيرِ حسابٍ الَّذين لا يستَرْقونَ ولا يكتَوونَ ولايتطيَّرونَ وعلى ربِّهم يتوكَّلونَ)[صحيح ابن حبان:صحيح]؛ فالظاهر من هذا الحديث أن عدد من يدخل الجنة من غير حساب سبعون ألفًا، وليس المقصود من ذلك القول أن عدد من في الجنة سبعون ألفًا، ولكن ذلك يعني بأن طائفة منهم أصحاب منزلة خاصة واجتمعت فيهم صفات حميدة كانت لهم شفيعة بتخطي الحساب ويدخلون الجنة مباشرة، ويذكر البعض بأن الله سيزيد بكل ألفٍ سبعين ألفًا، وفي رواية أخرى بأنها حثيات من حثيات الله ولا يعلم عددها إلا الله تعالى[٢][٣].
المراجع
- ↑ "صفات من يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 18-4-2019. بتصرّف.
- ↑ "بيان من يدخل الجنة بغير حساب"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 18-4-2019. بتصرّف.
- ↑ "حديث السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 18-4-2019. بتصرّف.