الحكمة من قطع يد السارق

مفهوم السرقة في الإسلام

إنّ الدين الإسلامي يعتمد اعتمادًا أساسيًّا وكبيرًا على القرآن الكريم وأحكامه؛ لذا فإنّ الدولة الإسلامية تطبق منهاج القرآن في الحكم وتستنبط منه القوانين التي تسيّر الحياة فيها، وتطبق عقوبة المخالفين تبعًا لما جاء فيه، وذلك المنهج الذي سار عليه الرسول المصطفى وأصحابه من بعده، وهو النهج الذي جعل من الدولة الإسلامية دولة حقيقية، ومن الأحكام والعقوبات التي وضعها القرآن الكريم بما يحقق العدالة والمصلحة الاجتماعية حد السرقة، الذي يعاقب السارق المذنب بقطع اليد، إذ إنّ السرقة في المفهوم الفقهي هي أخذ ممتلكات الغير سواء كانت نقدًا أو غير ذلك خفيةً واستتارًا وظلمًا وبغير وجه حق بغية المنفعة أو التملّك، وهي فعل محرّم في الكتاب والسنة، ويؤثم صاحبها، ويقام عليه حد السرقة، وتجب عليه التوبة ورد الحقوق لأهلها[١].


الحكمة من قطع يد السارق

لم يضع القرآن حدًّا إلا وفيه حكمة وفائدة للإنسان وحياته ومصلحة دينه ودنياه، بما يضمن فوزه في آخرته، وكذلك حدّ السرقة، فإنّ له حكمة، نذكر منها[٢]:

  • تحقيق للعدالة وردّ الحقوق لأصحابها، فالسارق بعد إقامة الحق يُرجع المال لأصحابه، ولا يكون لأحد مظلمة على الآخر.
  • يعد حد السرقة عبرة لمن لا يعتبر؛ فلو طُبّق الحد لاتعظ الناس وما أخذ أحد مالًا بغير وجه حق.
  • تُطهّر إقامة الحد السارق من ذنبه وتسقط عنه مطالبة الآخرين بحقوقهم، وتخلصه من رذيلته ويبقى عليه حق التوبة لله تعالى.
  • يحقق حد السرقة الأمان وقواعد الأمن والطمأنينة في المجتمع، فيؤمن الكل على ماله، ولا يجرؤ أحد على التطاول خوفًا من العقاب.


حد السرقة في الإسلام

يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)[المائدة:38]، ومن كتاب الله يتضح حسب أهل العلم بأنّ حد السرقة هو قطع يد السارق من عند الكوع (أي من عند الرسغين حسب أهل اللغة)؛ وذلك إذا كان المال المسروق قد بلغ النصاب، وهو ربع دينار أو ثلاثة دراهم أو ما يعادل ذلك اليوم حسب المنطقة ونقدها، أما إن كان غير ذلك فإنّه لا يدخل في حكم حد السرقة وذلك كما جاء في قوله عليه الصلاة والسلام: (لا تقطع يد السارق إلا في ربع دينار فصاعدًا)[صحيح مسلم: صحيح]، والغالب أنّها يده اليمنى لأنها أكثر ما يحتاجها ليردعه ذلك، كما أنّ الشخص الذي لا يتوب بعد قطع يده اليمنى تُقطع رجله اليسرى، فإن عاد ولم يتُب تُقطع يده اليسرى، فإن لم يتُب فرجله اليُمنى، وهذا الحكم يقام على الشخص الذي وصل أمره للوالي واشتُكِي منه، أما من تاب دون أن يُفتضح أمره فالله يستره، كما أنّ الحق ليس للأشخاص فقط فبعد إقامة حد السرقة وإعادة الحقوق، فإنّ لله تعالى حق على السارق أن يتوب إليه ويطلبه الرزق الحلال ويسعى له بعيدًا عن التطاول على أموال الناس، والله تعالى أعلم[٣].

المراجع

  1. "تعريف السرقة لغة واصطلاحًا"، الملتقى الفقهي، اطّلع عليه بتاريخ 8-4-2019.
  2. "مع القرآن..السارق والسارقة"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ .8-4-2019
  3. "المراد بقطع يد السارق والرد على شبهة المشككين في ذلك"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 2019-4-8. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :