الشكر لله وحده

الشكر

الشكر من الأعمال الأخلاقية والإنسانية التي اعتاد الإنسان السوي وسليم الفطرة أن يقوم به، إذ يُعبِّر الإنسان بالشكر عن امتنانه وتقديره لمجهود طرف آخر أسدى له معروفًا أو قدَّم له خدمةً ما، فيتوجه له ببعض العبارات التي تدل على أنه لم ينس فضله وأنه مُقدِّر لما قام به وفعله من أجله، والإنسان في حياته اليومية يمر بكثير من الأحداث والأمور التي يتفاعل فيها مع الناس، فيُقدِّم الخدمات للآخرين، وكذلك يفعل الآخرون معه، فيتبادل الناس المصالح ويشكرون بعضهم البعض ليبقى الفضل بينهم.


الشكر لله وحده

الشكر لله وحده على النعم وعلى الأفضال يجب أن يكون بالقول والفعل، فلا يكون شكر الله عز وجل فقط بقول الحمد لله، أو الشكر لله، بل إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عباده، ويُحب أن يجدهم بفضل هذه النعمة قادرين على أداء ما أوكل لهم من مهام وعبادات، وقادرين على أن يساعدوا بعضهم البعض، والأهم من هذا أن يكونوا قادرين على أداء الغاية الأهم من خلقهم وهي عمارة الأرض.

لأن الفضل الأول على الإنسان لله عز وجل، فإن الشكر يجب أن يكون خالصًا له، لأن البشر ليسوا إلا وسائط وضعهم الله عز وجل حتى يوصل نعمته إلى عبده، فالله عز وجل أولى بالحمد والشكر، ولكنه يُريد أن يعم الحب والسلام والتراحم بين الناس، ولذلك يأمرهم أن يساعدوا بعضهم البعض ويشكروا بعضهم ولكن ضمن الحدود المعقولة، بحيث لا يشعر الشخص أن من قدَّم خدمةً له هو صاحب الفضل وأنه يتوجب عليه تقديسه، وأنه كما منحه إياها فهو قادر على سلبها، فهذا أمر خاطئ جدًا فالإنسان يشكر أخاه الإنسان ضمن حدود المعقول لأن الفضل الأول والشكر الأول لله سبحانه وتعالى[١].


فضل الله عز وجل

كل ما يفعله البشر تجاه بعضهم البعض ما هو إلا تنفيذ لأوامر الله عز وجل، وتحقيق لأقداره فكل فضل أو خدمة يقدمها الإنسان لأخيه الإنسان ما هي إلا حلقة في سلسلة النعم التي أنعم الله بها على عباده وساقها على أيدي بعضهم البعض، فالإنسان أصلًا خُلق مسخرًا لخدمة أخيه الإنسان.

أنعم الله عز وجل على الإنسان بنعم لا تُعد ولا تُحصى، ولا يُمكن حصرها في الكتب ولا في المجلدات مهما كان الإنسان حكيمًا وبليغًا وعليمًا، فالنعم في جسده وفي حياته وفي رزقه وفي دينه وفي أبسط الأمور وأكثرها دقةً، ولذلك فإن من واجب العبد أن يشكر الله ليل نهار، وقيامًا وقعودًا وفي كل حين وفي كل مكان على ما أعطاه من نعم[٢].


ثمار شكر وحمد الله

  • المباركة بالنعم، فالله عز وجل وعد عباده المؤمنين أنهم كلما شكروه على نعمه كلما بارك لهم في هذه النعم وزادها وأعطاهم نِعمًا أكثر.
  • الأجر والثواب من الله عز وجل، فالحمد والشكر نوع من أنواع الذكر يتقرب بها العبد إلى ربه.
  • استشعار قدرة الله عز وجل باستحضار نعمه وتذكرها وأنه العاطي ولا فضل على الإنسان لأحد من البشر[٣].


المراجع

  1. "دعاء شكر الله على نعمه"، فكرة، اطّلع عليه بتاريخ 20-03-2019.
  2. "الشكر لله وحدة "، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 20-03-2019.
  3. "فضل الشكر وثواب الشاكرين"، ملتقى الخطباء، اطّلع عليه بتاريخ 20-03-2019.

فيديو ذو صلة :