الصلاة
جعل الله سبحانه وتعالى الصلاة فرضًا على كل مسلم بالغ عاقل باستثناء المرأة الحائض، والمرأة النفساء، وقد بيّن ذلك بقوله: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} [النساء: 103]، فهي فريضة عظيمة من فرائض الله عز وجل، وهي عمود الدين، والدليل الحقيقيّ على صحة اعتقاد الفرد، وصدق إيمانه، وحكم الصلاة فرض، ولا يسقط أداؤها عن المسلم لأي سبب كان، وبغض النظر عن العذر سواءً كان مرضًا، أو سفرًا، أو خوفًا، فالصلاة لها حقها، وتأديتها فرض، وعلى الرغم من أنَّها لم تسقط لأي عذر إلَّا أنَّ رحمة الله عز وجل بعباده واسعة وكبيرة، ولذلك شرع للمسلم المضطر التخفيف في صلاته، وقد رفع الله سبحانه وتعالى الحرج عنه، وكتب له الأجر ولم يحرمه منه.
كيفية الصلاة بالجلوس
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صلِّ قائمًا فإنْ لم تستطعْ فقاعدًا فإن لم تستطع فعلى جنبٍ فإن لم تستطعْ فمستلقيًا) [فتاوى نور على الدرب لابن باز| خلاصة حكم المحدث: صحيح][١]، فمن المعلوم أنّ القيام للصلاة ركن من أركانها إلّا أنَّه في حالات مُعيَّنة يسقط القيام للصلاة عن الفرد، ومن هذه الحالات: العجز عن القيام بسبب مرض، أو زيادة شدة المرض بسبب القيام، أو أن يؤدّي القيام إلى تأخير شفاء المرض، أو أن يشعر المصلّي بمشقّة وتعب يؤدّيان إلى ذهاب الخشوع، ويُستدلّ من الحديث النبويّ الشريف أنَّ انتقال المريض من حالة لحالة في الصلاة يجب أن يكون بعد تحرّي المقدرة على القيام أو القعود[٢]، وفيما يلي شرح لكيفية صلاة المُضطر جالسًا إذ توجد خمسة أحوال للصلاة على هيئة الجلوس، وهي[٣]:
- العجز عن القيام بصورة كلّيّة، وعدم القدرة على الركوع، والسجود بشكل صحيح، فتكون الصلاة كلها على هيئة الجلوس مع الحرص على أن يكون سجوده أخفض من ركوعه.
- القدرة على بعض القيام، فتكون الصلاة عندها على هيئة القيام، وعند الشعور بالتعب يستكمل المُصلّي صلاته جالسًا مع الحرص على أن يكون سجوده أخفض من ركوعه.
- زيادة المرض مع القيام، فتكون تكبيرة الإحرام والمصلّي قائمًا، ويستكمل صلاته وهو على هيئة الجلوس مع الحرص على أن يكون سجوده أخفض من ركوعه.
- العجز عن الإتيان بالركوع مع القدرة على القيام، فعندها يبدأ المصلي صلاته قائمًا، ويومئ للركوع وهو قائم، ثمّ يستكمل صلاته بالنزول للسجود، فإن لم يستطع السجود يمكن له أن يسجد وهو جالس مع الحرص على أن يكون سجوده أخفض من ركوعه.
- العجز عن الإتيان بالسجود مع القدرة على القيام، فيبدأ المصلي صلاته قائمًا، ويؤدي الركوع على هيئته، وينزل للسجود، فإنّ شق عليه أن يضع يديه على الأرض، فيؤديه جالسًا على ركبتيه، ويومئ له.
وضع الكرسي بين صفوف المصلين
عند الصلاة على كرسي يوضع بطريقتين، وهما[٤]:
- أن يؤدي المصلي صلاته كلها على هيئة الجلوس، وفي هذه الحالة تكون أرجل الكرسي الخلفية بمحاذاة أرجل المصلين في الصف.
- أن يبدأ المصلي صلاته قائمًا، ويستكملها جالسًا، وفي هذه الحالة يجب أن يكون المصلي بمحاذاة المصلين عند القيام، والكرسي في الخلف مع عدم مضايقة المصلين في الصف الخلفي.
المراجع
- ↑ "الموسوعة الحديثية"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 29-4-2020.
- ↑ "متى يجوز للإنسان أن يصلي قاعدا في الفريضة ؟"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 29-4-2020. بتصرّف.
- ↑ "حكم الصلاة جلوساً على الكرسي "، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 29-4-2020. بتصرّف.
- ↑ "الذي يصلي جماعة جالسا على الكرسي له حالان"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 29-4-2020. بتصرّف.