الدعاء
العبادات التي شرعها الله عز وجل للمؤمنين هي بمثابة وسيلة لكسب الحسنات، فالله عز وجل بغنى تام عن الإنسان وعباداته، وكل ما يقدمه من عبادات لا يزيد ولا يُنقص في ملك الله عز وجل شيئًا، ولكنه الخالق والرحيم بعباده، ولأنه يريد لهم الهداية والسير في طريق الصواب، ولأنه يريد أن يكونوا خلفاء في الأرض ثم يعمروا الجنة ويكونوا من أهلها، شرع لهم العبادات التي تقربهم إليه زلفًا، ليميز الطيب من الخبيث.
من الأمور التي شرعها الله عز وجل لعباده الدعاء، فالدعاء هو التقرب إلى الله عز وجل وطلب الحاجة منه والتوكل عليه والإيمان بأنه هو المعطي والمدبر وأن كل ما يحدث للبشر بيده وتحت حكمه جل جلاله، ويمكن أن يدعو الإنسان لنفسه أو لأهل بيته أو لمعارفه، كما يُمكنه الدعاء للمؤمنين جميعًا بالرزق والصحة والرحمة والمغفرة في الدنيا والآخرة، ولكن السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان هو عن جواز الدعاء لغير المسلم، تحديدًا الدعاء له بالرحمة.
الدعاء لغير المسلم بالرحمة
الدعاء بالرحمة لغير المسلم موضوع خلاف بين العلماء، إذ يرى العلماء أن الدعاء لغير المسلم بالرحمة في حياته جائز، إذ تكون الرحمة هي أن يرحمه الله مما هو فيه من كفر وإنكار للدين ويهديه للدين الصحيح، ولكن الأصح والأسلم هو الدعاء له بالهداية، أما الدعاء لغير المسلم المتوفى بالرحمة، ففي هذا الأمر رأى جمهور العلماء أنه غير جائز لأنه كان عاصيًا وكافرًا في الدنيا ولا يجوز أن يطلب المسلم من الله أن يرحم شخصًا كان منكرًا للدين وجاحد بالله ورسوله[١][٢].
الدعاء لغير المسلم
لا ضير في أن يدعو المسلم لغير المسلم بالرزق والصحة والأهم من هذا أن يدعو له بالهداية، في حال كان هذا الشخص غير مسلم وغير عدو، أي إنه لا يضر الإسلام والمسلمين، ولا يعتدي على الله ورسوله بالقول الفاحش، ومثل هؤلاء الزملاء في العمل أو الجيران، ولكن بالتأكيد المسلم أولى بالدعاء وأحق بأن يدعو له أخوه المسلم، ومن الجميل أن يسمع غير المسلم الدعاء من أخيه المسلم، فإن في هذا دلالة على أن الإسلام دين رحمة وتسامح على عكس الصور التي يحاول الكثير من المغرضين تصويرها له، كما أن هذا الدعاء يمكن أن يكون بمثابة دافع ليجعل هذا الشخص غير المسلم للتفكير بالإسلام تفكيرًا جديًا[٣].
الدعاء بالسوء
الدعاء بالسوء يعني التوجه إلى الله عز وجل بالتضرع والطلب بأن يضر شخصًا ما، وهذا غير جائز طبعًا ولن يستجيب لله له، ولا حتى الدعاء على غير المسلم، ما دام غير معتدٍ وغير ظالم، فالله عز وجل لن يسمح بالدعاء بالسوء إلا لمن ظلم، فالمظلوم له حق عند الله عز وجل وقد وعده أن يقتص من ظالمه، ولذلك يتجنب الإنسان الظلم بشتى أشكاله لكي لا يقع في الإثم الكبير ويغضب الله عز وجل عنه، ولكن الدعاء على الكافر الظالم مثل المعتدين على أمن الدول العربية في مواضع كثيرة جائز وقد يكون هو السلاح الوحيد عند المستضعفين. قال تعالى (لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا) [سورة النساء/ 148].
المراجع
- ↑ "الدعاء للمشرك والكافر الذي مات على شركه وكفره لا يجوز"، إسلام ويب ، اطّلع عليه بتاريخ 06-04-2019.
- ↑ "الدعاء لغير المسلم"، أهل القرآن، اطّلع عليه بتاريخ 06-04-2019.
- ↑ "هل يجوز الدعاء للكافر الحي بالمغفرة والرحمة"، الإسلام سؤال وجواب ,[,hf ، اطّلع عليه بتاريخ 06-04-2019.