حديث الرسول عن بول الإبل
ورد في السنة النبوية الشريفة حديثًا صحيحًا عن بول الإبل، فقد روي عن أنس بن مالك أنّه قال (أنَّ نَاسًا، أوْ رِجَالًا، مِن عُكْلٍ وعُرَيْنَةَ، قَدِمُوا علَى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وتَكَلَّمُوا بالإِسْلَامِ، وقالوا: يا نَبِيَّ اللَّهِ، إنَّا كُنَّا أهْلَ ضَرْعٍ، ولَمْ نَكُنْ أهْلَ رِيفٍ، واسْتَوْخَمُوالمَدِينَةَ، فأمَرَ لهمْ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بذَوْدٍ وبِرَاعٍ، وأَمَرَهُمْ أنْ يَخْرُجُوا فِيهِ، فَيَشْرَبُوا مِن ألْبَانِهَا وأَبْوَالِهَا، فَانْطَلَقُوا حتَّى كَانُوا نَاحِيَةَ الحَرَّةِ، كَفَرُوا بَعْدَ
إسْلَامِهِمْ، وقَتَلُوا رَاعِيَ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ واسْتَاقُوا الذَّوْدَ، فَبَلَغَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَبَعَثَ الطَّلَبَ في آثَارِهِمْ، وأَمَرَ بهِمْ فَسَمَرُوا أعْيُنَهُمْ
وقَطَعُوا أيْدِيَهُمْ، وتُرِكُوا في نَاحِيَةِ الحَرَّةِ، حتَّى مَاتُوا علَى حَالِهِمْ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح][١].
هل يجوز شرب بول الإبل؟
اعتاد بعض الناس شرب بول الإبل لعلاج بعض الأمراض والتداوي منها، وقد يتساءل أناس حول حكم ذلك في ديننا الإسلامي وما إذا أجاز الشرع شُرب بول الإبل؛ والجواب أنّ الإسلام أجاز ذلك، فقد ورد دليل صحيح في ذلك في حديث الرّسول -صلى الله عليه وسلم- المذكور سابقًا، بل إنّ الرسول الكريم أمرنا بشربه والتداوي به وفي هذا الحديث دلالةٌ واضحةٌ على إباحة شربه، فلو كانت أبوال الإبل نجسةً أو محرمةً لما أباح شربها وهذا رأي شيخ الإسلام ابن تيميّة -رحمه الله- والموافق لرأي ابن القيّم في كتابه (زاد المعاد من هدي خير العباد)، إذ وضَّح أنّ قصّة قوم عُكلٍ المذكورين في الحديث أعلاه دليل على طهارة بول الإبل، ولو كان نجسًا لأمرهم رسول الله -صلى الله عليه وسلَّم- بغسل أفواههم منه بعد الانتهاء من شربهم له، ولأمرهم بغسل أثوابهم كذلك لتطهيرها من أثره، كما إنّ التداوي بالمحرمات غير جائز شرعًا، ولذا يرى العلماء أنّ بول الحيوانات مأكولة اللحم طاهر، ومن بينهما بول الإبل[٢].
فوائد شرب بول الإبل
تُوجد الكثير من الفوائد لشرب بول الإبل الذي أمرنا الرّسول -صلى الله عليه والسلم- بالتداوي فيه، وقد ذُكر أنّ الطّبيب ابن سينا قال: (وأنفع الأبوال: بول الجمل الأعرابي وهو النجيب)، وفيما يلي أهم الفوائد التي يُمكن الحصول عليها عند استخدام بول الإبل[٣]:
- علاج أمراض الجلد؛ فهو دواءٌ ناجحٌ للتخلّص من بعض الأمراض الجلديّة، كالدمامل والسعفة والقروح التي تظهر على الجلد سواء كانت ناشفةً أو رطبةً، بالإضافة لعلاج أيّ جروح قد تظهر في جسم الإنسان.
- العناية بالشعر؛ إذ يُمكن للسيدات استخدام بول الإبل لتفتيح لون الشعر وزيادة طوله، كما أنّه يمنح الشعر لمعانًا وصحةً بل ويكثّفه، بالإضافة إلى فائدته العظيمة في التخلّص من قشرة الرأس.
- علاج بعض أمراض الجهاز الهضمي؛ إذ إنّه مفيدٌ للوقاية من الاضطرابات الهضميّة بأنواعها كافّةً.
- علاج أمراض الكبد؛ فيستخدم لعلاج التهاب الكبد وأورامه خاصةً، بالإضافة إلى استخدامه لعلاج تليّف الكبد والتهاب الكبد الوقائي.
- مضاد حيوي؛ يُستفاد منه في علاج الحروق وحبّ الشباب، والأكزيما والحساسيّة دون أيّ آثار جانبيّة تضر بصحة الجسم.
المراجع
- ↑ "البوابة الحديثية"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-06. بتصرّف.
- ↑ "حكم شرب بول الإبل للاستشفاء"، طريق الإسلام، 2013-02-17، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-06. بتصرّف.
- ↑ "فوائد شرب أبوال الإبل"، الإسلام سؤال وجواب، 2006-03-27، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-06. بتصرّف.