مدينة تكريت القديمة

مدينة تكريت القديمة

العراق

تُعد العراق واحدة من دول غرب قارة آسيا المطلة على خليج العرب، وتحدها من الناحية الجنوبية المملكة العربية السعودية والكويت، وتحدها تركيا من الشمال، وسوريا والأردن من الغرب، وإيران من الشرق، كما أن دولة العراق عضو في منظمة أوبك ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية، وغالبية المنطقة التي تُسمى حاليًا بالعراق كان يُطلق عليها اسم بلاد ما بين النهرين التي تشمل الأراضي الواقعة بين نهري دجلة والفرات، بالإضافة إلى الأراضي الواقعة حاليًا في تركيا وسوريا، ويُعد الخليج العربي المنفذ البحري الوحيد على العالم للعراق، إذ يبلغ طول ساحل العراق البحري ما يقارب 58 كيلو مترًا، ومن أهم الموانئ في العراق هو ميناء أم قصر في مدينة البصرة، إذ يطل على الخليج العربي، كما أن نهري دجلة والفرات يمران في دولة العراق من الشمال للجنوب؛ إذ كانا الأساس في نشأة حضارات ما بين النهرين التي قامت في أرض العراق، كما توجد مجموعة من الحضارات التي نشأت على أراضيها على يد السومرين والأكديين والبابليين والآشوريين، كما أن السومريين أول من اخترع الحرف بالعالم، وتبلغ مساحة دولة العراق حوالي 438,317 كيلو مترًا مربع، ويبلغ عدد سكانها حسب تقارير سنة 2011 ميلادي حوالي 33,330.000 نسمةً[١].


مدينة تكريت

تكريت هي مدينة من مدن العراق، مطلة على نهر دجلة، كما أنها تًعد مركزًا لمحافظة صلاح الدين، وتقع شمال بغداد على بُعد حوالي 175 كيلو مترًا، وتوجد فيها القلعة التي ولد فيها صلاح الدين الأيوبي القائد الإسلامي، وتُعد مدينة تكريت مسقط رأس رئيس العراق الراحل صدام حسين، إذ ييلغ عدد سكان المدينة حوالي 370 ألف نسمة، وسقطت مدينة تكريت سنة 1508 ميلادي بالإضاقة لأراضي بلاد الرافدين بقبضة الدولة الصفوية، وظلت المدينة تحت سيطرتها حتى سنة 1524 ميلادي إثر اندلاع معركة جالديران بين الشاه إسماعيل الصفوية والسلطان سليم، ومنذ ذلك الوقت أصبحت مرجعية مدينة تكريت الإدارية تنتقل بين ولايات الرقة والموصل وبغداد، كما شهدت مدينة تكريت في بداية الستينات الانقلاب البعثي الذي تسلم السلطة سنة 1968 ميلادي، وكان على رأسه صدام حسين وأحمد البكر، وسرعان ما أخذت مكانها إذ كان أغلب قادة الحرس الجمهوري الخاص وقادة الحرس الجمهوري والاستخبارات وأجهزة الأمن منها.

تعرضت تكريت للاحتلال أكثر من مرة عبر التاريخ، فقد دمرت ونُهبت، خلال السيطرة المغولية عليها بقيادة تيمور لنك، وفي أيلول سنة 1917 دخلت القوات البريطانية مدينة تكريت خلال الحرب العالمية الأولى، كما دخلتها القوات الأمريكية بعد احتلال العراق سنة 2003 ميلادي، وسيطر على المدينة تنظيم الدولة الإسلامية بعد أن انسحبت قوات نوري المالكي رئيس الوزراء الأسبق، بَيْد أن القوات الأمريكية تدخلت وقصفت المدينة جوًا؛ مما دفع عناصر التنظيم للانسحاب من المدينة، كما أعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي استعادة مدينة تكريت في 31 آذار سنة 2015 ميلادي[٢].


مدينة تكريت قديمًا

كانت مدينة تكريت في العصور القديمة بمثابة حصن موجود على طول نهر دجلة، كما ذُكرت تكريت لأول مرة بعصر سقوط آشور كرونيكل أثناء هجومه في سنة 615 قبل الميلاد على مدينة آشور، وانتشرت المسيحية في القرن السادس وتحديدًا بعصر الإمبراطورية الساسانية بظل وجود كنيسة الشرق، إذ أصبحت المدينة مركزًا رئيسيًا للمسيحية الأرثوذكسية، كما ظلت مدينة تكريت مسيحية سريانية أرثوذكسية بالقرون الأولى من الحكم الإسلامي، كما تمكنت المدينة من اكتساب شهرة باعتبارها مركزًا هامًا للأدب العربي والسرياني المسيحي، ويُعد الأسقف قرياقوس تاجريت من مشاهير المسيحيين الذي صعد ليصبح بطريرك للكنيسة الأرثوذكسية السريانية، وبدأ المسيحيون منذ القرن التاسع في الهجرة للشمال، وذلك بسبب التدابير التي اتخذها عدد من الحكام المسلمين.

استقر عدد كبير في مدينة الموصل والقرى الموجودة بسهل نينوي، والطائفة المسيحية تلقت انتكاسة عندما صدر أمر من الحاكم سنة 1089 بتدمير الكاتدرائية المعروفة بالكنيسة الخضراء، وبقيت مدينة تكريت المركز الهام للكنيسة الأرثوذكسية السريانية إلى أن دُمرت على يد تيمور بأواخر القرن الرابع عشر، وبالعصور الوسطى كانت تكريت موطنًا لقبيلة إياد العربية المسيحية، كما قام عرب مدينة تكريت بمد يد العون والمساعدة للمسلمين سرًا عندما قاموا بمحاصرة المدينة، وفي سنة 640 دخل المسلمون مدينة تكريت، وكانت المدينة في ذلك الوقت جزءًا من مدينة الجزيرة، كما عدّها الجغرافيون ملكًا للعراق لاحقًا، وكانت مدينة تكريت أثناء العهد العثماني بمثابة مستوطنة تتبع راكا إياليت؛ إذ لم يتجاوز عدد سكان المدينة الـ 4000 إلى 5000 شخص[٣].


مناخ مدينة تكريت

يُعد مناخ تكريت مناخًا صحراويًا؛ إذ إنّ الأمطار لا تسقط فعليًا طوال العام، ويبلغ متوسط درجات الحرارة السنوية بالعادة 22.2 درجةً مئويةً، أما الأمطار فتسقط بمتوسط 180 مليميترًا، ويُعد شهر حزيران بالعادة هو الشهر الأكثر جفافًا، كما يُعد شهر كانون الأول هو الأكثر رطوبة؛ إذ تبلغ معدلات الأمطار فيه حوالي 37 مليميترًا، وفي شهر حزيران تبلغ درجات الحرارة أقصاها، إذ تبلغ درجة الحرارة فيه 34.6 درجةً مئويةً، كما تنخفض درجات الحرارة في شهر كانون الثاني لتصل إلى 9.1 درجةً مئويةً، كما يوجد تفاوت بهطول الأمطار قدره 37 مليميترًا بين أكثر الشهور رطوبة وأكثر الشهور جفافًا على طوال العام[٣].


الأهمية الدينية لمدينة تكريت

كانت تتنازع على مدينة تكريت الكثير من القوى منها الرومان والفرس؛ إذ تشير العديد من الروايات إلى أن الديانة المسيحية دخلت مدينة تكريت بوقت مبكر على يد المبشرين النساطرة، وحاول الرومان الذين اعتنقوا المسيحية الاستفادة من موقع المدينة المتقدم؛ إذ كان بمثابة ثغرًا من ثغور دولة الرومان، وكان موقع المدينة مناصرًا لهم ضد الفرس، ولكن مناصرة الفرس للنساطرة لم تفلح ضد المذهب اليعقوبي الذي يُناصره الرومان، وبقيت مدينة تكريت مقرًا للمفريان اليعقوبي منذ القرن السادس ميلاديًا حتى مجيء الفتح الإسلامي، إذ كانت المدينة تحت قبضة الرومان؛ فتحررت وانتشر الإسلام فيها منذ سنة 637 ميلادي، ومع ذلك بقيت المدينة حتى سنة 1164 ميلادي مركزًا مسيحيًا هامًا، إذ نازعتها الموصل على تلك المكانة؛ فنقل إليها كرسي المفريان اليعقوبي، كما بُني في تلك المدينة العديد من الأديرة والكنائس، وبقيت آثار هذه الأديرة شاخصة للقرن العشرين بمواقع مختلفة من المدينة[٤].


المراجع

  1. "معلومات عن جمهورية العراق"، 4arb، 5-6-2015، اطّلع عليه بتاريخ 18-12-2019. بتصرّف.
  2. "تكريت"، aljazeera، اطّلع عليه بتاريخ 18-12-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "معلومات عن مدينة تكريت العراق"، murtahil، 5-7-2019، اطّلع عليه بتاريخ 18-12-2019. بتصرّف.
  4. "تكريت"، sadik70، اطّلع عليه بتاريخ 18-12-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :