ولاية صطيف
تُعد صطيف ولايةً جزائريةً سياحيةً مهمةً، تحمل عاصمتها الاسم نفسه، ويعود أصل الكلمة (صطيف) إلى اللغة الأمازيغية (أزديف)، كان يُطلق عليها قديمًا عاصمة (الهضاب العُليا)، ومن أشهر مسمياتها (مطمورة روما)، تقع شرق بلاد الجزائر، وترتفع فوق سطح البحر بما يقارب 1200م، كما تمتاز بأراضيها الخصبة وتربتها المعروفة السوداء، وقد خَلَق التّنوع المناخي والبيئي وتشكُل التضاريس الطبيعية المُميِزة لولاية صطيف عدة عوامل أساسية جاذبة للحضارات منذ القدم، وأشهرها الحضارة الرومانية، فتُعد من أهم المناطق السياحية لما تتميز به من بقايا مدن رومانية منتشرة في كل مكان في الولاية مثل (مدينةُ جميلة)، بالإضافة إلى الآثار المتبقية من القلاع الرومانية ومعالمها القابعة إلى الآن، بالإضافة إلى قممها الثلجية المكسوة بالبياض والمخصصة للتزلج، وهضابها العالية لِمحبي الطبيعة والتخييم، وانتشار نوافير مياهها المعدنية ذات الخواص الشفائية العالمية، مع توافر الفنادق الفخمة الحديثة، والحدائق الكُبرى المتطورة، كل ذلك وأكثر شكّل عواملَ مهمةً لجذب السياح إلى ولاية صطيف[١].
أهم الأماكن السياحية في ولاية صطيف
تتنوع وجهات السائح في ولاية صطيف الجزائرية ما بين القديم العريق والحديث المتمدّن، وفيما يأتي عرض لأهم الوجهات السياحية التي ستكون في مقدمة خيارات السائح لقضاء إجازته في هذه الولاية[٢]:
- التزلج على القمم الثلجية: تتمتع هذه الولاية بفصل شتاء يُعد قاسيًا نسبيًا يتميز بسقوط الأمطار والثلوج كثيرًا، إذ تُكسى قمم جباله العالية بطبقة كثيفة من الثلوج، وتُعد عنصرًا هامًا وجاذبًا للسياحة الرياضية، مثل رياضة التزلج على الثلج، وهي مهمة لمحبي المناظر الطبيعية والتخييم.
- نافورة عين الفوارة:هذه النافورة عذبة المذاق تتوسط الولاية في موقعها الجغرافي المتميز في قلب ساحة الاستقلال، إذ يعلوها تمثال على شكل نصف امراة جُلب من متحف اللوفر في فرنسا، وتمتاز باستخدام المرمر والحجر الأبيض في بنائها، مما أعطاها جماليةً عاليةً وأهميةً كبيرةً، فموقعها وجماليتها جعلا منها مقصدًا للعديد من الأشخاص من داخل وخارج الجزائر، مما جعل البعض يتخذونها مزارًا لطقوس الشفاء والزواج، مُتباركين بمياهها العذبة.
- حمامات قرقور: تحتل المرتبة الأولى على القارة الإفريقية، والمرتبة الثالثة على مستوى العالم، لما تمتاز به من صفات شفائية تحملها مياهها ذات الحرارة العالية، المشبعه بالأملاح المعدنية المتعارف عليها عالميًا بشفاء الأمراض الجلدية والروماتيزم، إذ يقصدها ملايين السياح سنويًا للتشافي من الأمراض المختلفة، بالإضافة إلى الاستمتاع بالمناظر الجميلة، والإقامة الفندقية المريحة، والخدمات المتطورة التي تقدمها منطقة الينابيع.
- حديقة التسليه والحيوانات: حديقة خدماتية متكاملة للعوائل والأفراد من جميع الفئات العمرية، إذ تضم عددًا من الآثار التاريخية، وبحيرةً تُعد كبيرةً نسبيًا فيها مراكب يستمتع الزوار بالإبحار بها، ومساحات خضراء للتجوال، وملاعب عائلية، وأقفاص حيوانات متنوعة.
- بارك مول صطيف: يُعد من أكبر الأسواق التجارية في ولاية صطيف وبلاد الجزائر قاطبةً، يجمع تحت سقفه العديد من المحال التجارية العالمية ويُقدم لزائريه خدمةً شرائيةً متكاملةً.
- مدينة جميلة:إحدى المواقع العالمية التراثية القديمة حسب دراسة أجرتها اليونسكو، تنتمي للحضارة الرومانية، تضم حصن الفورم، والمسرح الروماني، والحمامات، والأسواق، وساحتين كبيرتين، ومنطقة الكابيتول، والعديد من المنازل القديمة المشهورة بشهرة قاطنيها من العصر الروماني.
- متحف صطيف الوطني: من أهم الأماكن السياحية في الولاية؛ إذ يُوضّح الحضارات المتعددة المتعاقبة التي قامت على أرض الولاية على مر العصور، تضم عددًا من القاعات تتخصص كل قاعة بفترة زمنية معينة، مثل: قاعة الآثار التي تنتمي للعصور الرومانية، وقاعة الفنون الإسلامية التي تحوي مجموعةً من الفخارات والزخارف الأثرية التي يرجع تاريخها إلى الفترة الفاطمية، وغيرها من القاعات الآخرى.
حضارة ولاية صطيف
كشفت التنقيبات الأثرية الحديثة عن وجود حضارات بدائية تعود للإنسان الأول، وبمرور العصور تعاقبت عليها الحضارات المختلفة، إلا إن ازدهارها في العصر الروماني قد وقع بالشواهد المعمارية الموجودة حتى اليوم. اكتشاف وإعمار الرومان لهذه المنطقة نتجت عنه طفرة معيشية حققها الرومان في جميع النواحي الزراعية، والاقتصادية، والتجارية، فتميزها عن غيرها بكونها مدينةً للراحة والاستجمام بما حباها الله من أنهار وينابيع معدنية، والهواء النقي إضافةً إلى خصوبة التربة التي ميزتها وحصلت على اسمها منها، وقد أحاطتها بالاهتمام قديمًا وحديثًا، إذ ما زالت الجهود مستمرةً حتى الآن للحفاظ على هذه الولاية وتقدمها في كافة المجالات الأساسية للحياة خاصةً السياحة، فتُعد من أكبر الولايات الجزائرية السياحية وأهمهاا، كما توجد العديد من التسهيلات التي قدمتها الولاية لتشجيع حركة السياحة ففيها شبكة مواصلات واسعة ومتنوعة لتلبية جميع الاحتياجات من السكان والزائرين، ومن المميزات التشجيعية للسياحة المحافظة على نظافة الولاية وجمالها، وانتشار الفنادق الحديثة والمجهزة بأحدث التقنيات على مستويات متطورة تُلائم حاجات جميع الزوار المختلفة[٣].
المراجع
- ↑ "ولايو سطيف"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-8. بتصرف.
- ↑ "ااسياحة في صطيف"، urtrips، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-8. بتصرّف.
- ↑ "مدينة صطيف"، sfari، اطّلع عليه بتاريخ 2019-8-8. بتصرّف.