ولاية نزوى
تنضم ولاية نزوى إداريًّا لمحافظة الداخلية في سلطنة عُمان، وتتخذ من مدينة نزوى مركزًا ومقرًّا إداريًّا لها، ويشار إلى أنها واحدة من أبرز المدن العُمانية وأهمها؛ إذ تعد الأكبر مساحةً على مستوى محافظة الداخلية، وقد جاءت الأهمية التي تتمتع بها باعتبارها حلقة وصلٍ بين مختلف مناطق السلطنة ومركزًا تجاريًّا بالغ الأهمية بحكم ربط طريق نزوى ثمرين ومسقط مع المنطقة الوسطى، هذا وتشير سطور التاريخ إلى أن المدينة كانت عاصمة للسلطنة لفترة زمنية في التاريخ نظرًا لكونها القلب النابض بالحياة على مستوى المنطقة الجنوبية الشرقية في شبه الجزيرة العربية.
في وصف الشيخ العلامة سالم بن حمود السيابي لموقع نزوى؛ فإنها تشغل موقعًا في أسفل سفح قمة الجبل الأخضر، وتتخللها البساتين والأنهار، وتمتاز بكثرة امتداد السلاسل الجبلية، وفيما يتعلق بالجبل الأخضر فهو جبل صخري شامخ منذ الزمن الثالث الجيولوجي إلى الوقت الحالي، وفيما يتعلق بالمناخ؛ فتتأثر نزوى بالمناخ الحار في فصل الصيف، ويصبح باردًا نسبيًّا في فصل الشتاء.[١]
السياحة في نزوى
تعد نزوى منطقة جاذبة للسياح من مختلف أنحاء العالم، إذ يتوافد إليها السياح للاستمتاع بالمعالم التاريخية والدينية من بيوتٍ عتيقة في تلك الحارات الشعبية، ويشار إلى أن الوقت المثالي لزيارة نزوى هو ما بين شهري نوفمبر وآذار؛ إذ يكون الطقس معتدلًا لطيفًا يرافقه هطول أمطار خفيفة[٢]، ومن أبرز معالم السياحة في نزوى[٣].
- قمة جبلية تنضم لسلسلة من الجبال الحجرية، يتجاوز ارتفاعها أكثر من 3000 متر على الأقل، وقد جاءت تسميته نسبةً للون الأخضر الطاغي عليه بفضل الأشجار والنباتات الزراعية، وتشتهر المنطقة بإنتاج الرمان الذي يعد النوع الأجود على مستوى الوطن العربي والعالم.
- مسجد سعال، واحد من أقدم المساجد في الولاية وأهمها، يرجع تاريخ تشييده إلى السنة الثامنة للهجرة، تُعقد فيه العديد من حلقات تحفيظ القرآن الكريم والذكر، وينفرد بالنقوش الإسلامية التي تغطي جدرانه.
- مسجد السلطان قابوس، يحتل هذا المسجد المرتبة الثالثة بين أفضل مساجد عُمان وفقًا للطراز المعماري الإسلامي والفخامة والمساحة، ويتوافد السياح إليه للاستمتاع ببنايته العظيمة.
- مسجد اليعاربة، شُيّد المسجد في القرن الحادي عشر للهجرة، وينفرد بالموقع الاستراتيجي في قلب المنطقة.
- حصن بيت الرديدة، قلعة مشيدة في القرن السابع عشر على يد الإمام سلطان بن سيف، ويمتاز بالجدران السميكة والزخارف.
- قلعة نزوى، قلعة تاريخية شيدها الإمام سلطان بن سيف في سنة 1668م، وتنفرد بالشكل الدائري الذي تتخذه، وقد أصبحت مقرًّا للحكم في عصرٍ من العصور.
- حصن نزوى، تحتضن مسجدًا مخصصًا لإقامة حلقات الذكر والعلم والصلاة، وقد تخرج منه العديد من العلماء في مجال اللغة العربية والفقه.
- مسفاة العبريين، منطقة زراعية تقع على مقربةٍ من السلاسل الجبلية في المنطقة، ويكثر فيها السكان ممن يمتهنون الرعي والزراعة، وتشتهر بأشجار الليمون المثمرة.
- فلج دارس، منطقة مختصة بري أشجار النخيل وإمداد المناطق المجاورة بالمياه الطبيعية.
- شلالات تنوف، تتدفق من أعلى الجبال إلى أسفلِ وادي نتوف، وتمتاز بأنها دائمة الجريان.
الحياة في نزوى
تشير معلومات التعداد السكاني إلى أن عدد سكان نزوى يصل إلى 70 ألف نسمة يستوطنون في أراضيها في الوقت الحالي، ويعد العيش فيها مثاليًّا ورائعًا لاعتبارها مدينة مزدهرة ومواكبة للتطورات والتغيرات نحو الأفضل، بالرغم من أنها موطن لزراعة النخيل، وتكثر في المنطقة أسواق المواشي كالبقر مثلًا، ومن بينها سوق لتروا، بالإضافة إلى سوق السمك والبهارات واللحوم وغيرها، وتشتهر المنطقة بالحرف اليدوية التي يمتهنها أهالي المنطقة، ويحظى الزائر لمدينة نزوى بالترحيب والاستقبال اللائق من قِبل أهالي المنطقة؛ إذ يشتهرون بالود وإكرام الضيف، ومن أكثر ما يشيع عن المنطقة أنها من المناطق الملتزمة بأحكام الدين الإسلامي والحرص على ارتداء الملابس المحتشمة.[٢]
بالإضافةِ إلى ما تقدم، فإن ولاية نزوى تعد مركزًا علميًّا وثقافيًّا بالغ الأهمية منذ فترة القرون الأولى من الهجرة النبوية الشريفة، وفي عام 2015م أصبحت عاصمة الثقافة الإسلامية، وينفرد أهالي المنطقة بالشغف والعشق العميق للعلم؛ لذلك فإن الغالبية العظمى من السكان هم من العلماء والأئمة الذين أخذوا بيد المنطقة نحو التقدم والتطور في الحياة الثقافية والعلمية، وانطلاقًا من كثرة العقول النيرة والعلماء فيها فقد حملت لقب تخت العرب وبيضة الإسلام، كما برز دورها بالغ الأهمية في تشييد الصروح الدينية على مختلف العصور.[٤]
المراجع
- ↑ "مدينة نزوى"، جامعة نزوى، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "نزوى واحة ساحرة، تتمتع بغابات النخيل الخلابة"، بطوطة، اطّلع عليه بتاريخ 16-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "السياحة في نزوى .. تعرف على المعالم السياحية بولاية نزوى لقضاء رحلة ممتعة …"، مرتحل، 10-1-2018، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "نزوى عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2015م ( عن المنطقة العربية )"، إيسيسكو، اطّلع عليه بتاريخ 17-6-2019. بتصرّف.