مدينة صبراتة

مدينة صبراتة

مدينة صبراتة

صبراتة هي مدينة ساحلية ليبية، تقع في الناحية الغربية للعاصمة طرابلس بالقرب من الحدود التونسية، وتتميز مدينة صبراتة بكثرة معالمها التاريخية، وتعتمد المدينة في اقتصادها على السياحة والتجارة، ومدينة صبراتة كغيرها من مدن ليبيا عانت من اضطرابات الأوضاع الأمنية بسبب الثورة الليبية، ومدينة صبراتة تقع غرب طرابلس على ساحل البحر المتوسط على بُعد 67 كيلو مترًا، ومناخها يتميز صيفًا بحرارة مرتفعة تصل إلى 40 درجةً مئويةً، وشتاء معتدل، وفيما يتعلق بعدد سكان المدينة فقد تضاربت الأرقام بهذا الخصوص، ولكن إحصائيات سنة 2014 ميلادي رجحت بأن عدد السكان يتراوح بين 85 و100 ألف نسمة[١].


تاريخ مدينة صبراتة

تحدث عدد من المؤرخين بأن مدينة صبراتة حملت "اسم صبرات"، كما حملت المدينة اسم "صبراتن" ومعناه سوق الحبوب، وحول تاريخ إنشاء المدينة لا يوجد توافق بين المؤرخين، لكن بعضهم يرجح بأن المدينة بُنيت في أوائل الألفية الأولى قبل الميلاد أثناء إنشاء الفينيقيين المستوطنات الأولى بالمنطقة، وبُنيت مدينة رومانية بجانب المدينة الفينيقية وذلك حسب القواعد العمرانية الرومانية المعروفة، إذ يتضمن مبانٍ عالية ومسرحًا ضخمًا وأقواسًا وأعمدة، وعاشت مدينة صبراتة أثناء حكم الإمبراطوريين ماركوس أوريليوس وأنطونيوس بيوس ما بين عامي 138 و180 ميلادي، إذ ازدهر النشاط التجاري فيها، لا سيما المنتجات الإفريقية من العاج وغيره. عانت مدينة صبراتة أثناء مراحلها التاريخية من حالات نهب وسلب وتخريب، وفي سنة 455 ميلادي احتلها الوندال ومن بعدهم البيزنطيون، كما تؤكد الكثير من مصادر التاريخ بأن مدينة صبراتة استقبلت المسلمين الفاتحين من غير قتال، وفي أوائل القرن العشرون عانت المدينة من احتلال إيطاليا لليبيا، كما تعرضت المدينة لسلب ونهب عدد من آثارها من طرف الإيطاليين[١].


مدينة صبراتة قديمًا

تأسست مدينة صبراتة في سنة 500 قبل الميلاد، والمباني الرئيسية المتواجدة فيها بُنيت بعهد الامبراطور سبتيموس، وضرب المدينة في القرن الرابع زلزال كبير دمر الكثير من أجزائها، وكان لمدينة صبراتة ميناء متواضع طبيعي، إذ قام الرومان فيما بعد بتحسينه، وكان ذلك الميناء بمثابة منفذًا لطريق القوافل عبر الصحراء، وبعد سقوط قرطاج في سنة 146 قبل الميلاد مرت مدينة صبراتة بالحكم الروماني، وبعدها لاقت المدينة ازدهارًا كبيرًا، كما اكتشف عدد من المنشآت القديمة والحفريات الأثرية القريبة من الأحياء السكنية والميناء المجاورة لمسرح المدينة ترجع للقرن الثاني، كما أن المباني الرومانية المتواجدة هناك تشمل على المعابد والحمامات والنافورات، وعدد من الآثار المسيحية، وتشمل أربع كنائس وسراديب للموتى[٢].


مدينة صبراتة حاليًا

تُعد مدينة صبراتة في الوقت الحالي من أهم المدن التاريخية، إذ يزورها الكثير من السياح من جميع الأماكن للاستمتاع برؤية معالمها الأثرية المختلفة، ومن أبرز تلك المعالم: أنقاض مسرح القرن الثالث؛ إذ يتكون من ثلاث طبقات، وهو مثال جميل لروعة الهندسة المعمارية، وتشمل معالم الجذب السياحية الكنيسة صاحبة الأرضية المصنوعة من الفسيفساء، ومعابد سيرابيس وإيزيس، بالإضافة لوجود متحف طرابلس الوطني، والذي يشتمل على عدد كبير من القطع الآثرية الفريدة، كما يستمتع السياح برؤية المعالم والآثار السياحية ذات الأشكال والأنواع المختلفة، وتسعى الحكومة جاهدةً لإعادة ترميم وحماية الآثار من خطر التآكل[٢].


اقتصاد مدينة صبراتة

توجد في مدينة صبراتة وكأغلب المدن الحدودية حركة تجارة نشطة تساهم بتطور التجارة البينية، ولكن الأرقام التي تشرح تطورها ضعيفة جدًا مقارنةً ببلدان المغرب العربي، ففي ليبيا استيراد لكل شيء وبضائع مدعمة؛ مما يجعل المدن الحدودية الليبية كمدينة صبراتة قبلة تونس لاقتناء كل ما يحتاج إليه السوق، ويُعد سوق العلالقة أهم أسواق مدينة صبراتة بسبب تعدد أنواع البضائع المعروضة بالسوق بالإضافة لحجمه، كما يهتم الليبيون وغيرهم من العرب لا سيما الأفارقة بما يُعرض بهذا السوق، وذلك قبل سنة 2011 عندما تفجرت الأوضاع وقلت أعداد الوافدين على ليبيا، وباعتبار مدينة صبراتة مدينة تاريخية فإنها زاخرة بالموروث الحضاري الكبير المتجسد بالصناعات التقليدية المتوارثة من الأجداد، ومن أهم الصناعات التي برع أهلها فيها: صناعة الحلي، والسجاد، وحياكة الملابس التقليدية الخاصة بمدينة صبراتة، كما أن الليبيين برعوا في تلك الصناعات بمرحلة ما قبل اكتشاف النفط، بالإضافة للصيد البحري الذي كان عماد اقتصاد ليبيا. يعمل الكثير من سكان مدينة صبراتة في النشاط الزراعي بسبب خصوبة الأراضي وتوفر المياه والمناخ المعتدل، والفلاحة الصبراتية ترتكز على أنواع الأشجار المثمرة والزيتون وغيرها، كما تغيب الزراعات السقوية والكبرى، ومدينة صبراتة غنية بالبترول؛ إذ تضم المدينة حقل بحر السلام الذي يقع على بُعد حوالي 110 كيلو مترًا من ساحل ليبيا، كما يضم الحقل العديد من الآبار تحت سطح البحر، بالإضافة لمنصة عائمة مثبتة بالبحر يبلغ عمقها حوالي 190 مترًا، وتتألف من منشآت للمعالجة المبدئية والفصل للغاز المنتج، كما يضم الحقل كل ما يحتاج لصيانة الآبار، بالإضافة لمرافق إسكان العاملين، ويضم مهبطًا للمروحيات، كما تقدر طاقة إنتاج حقل البترول 31 برميل نفط خام يوميًا، و986 مليون قدم متر مكعب من الغاز، ويصدر الغاز والنفط إلى إيطاليا بعد معالجتهما[٣].


أبرز معالم مدينة صبراتة

توجد العديد من المعالم الأثرية البارزة في مدينة صبراتة ومنها[٤]:

  • مسرح مدينة صبراتة: اختير من ضمن المسارح الإغريقية والرومانية المشهورة على مستوى العالم، وقد صُنف من ضمن أشهر عشرة مسارح من ضمن 230 مسرحًا إغريقيًا ورومانيًا على مستوى العالم، وأشارت المصادر التاريخية بأن ذلك المسرح الواقع على بُعد 230 مترًا من شاطئ البحر المتوسط بُني في عهد الإمبراطور كومودوس بين سنة 92م وسنة 161 ميلادي، ويتكون من منصة خشبية وأعمدة منقوش عليها صور دلافين.
  • سوق الفورم: يُعد سوق عام لمدينة صبراتة شيده الرومان، ويتكون السوق من ساحة مفتوحة، ولا يسمح للعربات بالدخول إلى السوق، كما يحيط بالسوق عدد من المعابد للآلهة الرومانية، وعدد من المباني العامة الحكومية وبعض الحوانيت، وكان السوق بزمنهم مقرًا للاقتراع، بالإضافة لكونه منبرًا للخطباء، كما كانت تقدم القرابين للآلهة فيه، وكانت مكان القضاء والتجمع بين الناس، بالإضافة لمزاولة الأعمال التجارية فيه، كما كان فيه عدد من الأعمدة والتماثيل الخاصة بالآلهة وتماثيل للأباطرة.


المراجع

  1. ^ أ ب "صبراتة.. مدينة ليبية يُخيم عليها شبح البغدادي"، www.aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 4-12-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "معلومات عن مدينة صبراتة ليبيا"، murtahil.com، اطّلع عليه بتاريخ 4-12-2019. بتصرّف.
  3. "صبراتة: تختزل تاريخ ليبيا وتختزن آثارها"، www.alquds.co.uk، 13-1-2018، اطّلع عليه بتاريخ 4-12-2019. بتصرّف.
  4. "مدينة صبراتة بليبيا .. بقلم م/ طارق بدراوى | مجلة السياحة العربية .. #السياحة_العربية"، at-magazine.com، 25-4-2019، اطّلع عليه بتاريخ 5-12-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :