ظاهرة التصحر في العالم العربي

التصحر

تُعد ظاهرة التصحر من الآفات الاقتصادية الخطيرة التي هددت العالم العربي تهديدًا واضحًا في العصور الحديثة، ورغم أنَّ هذه الظاهرة عالمية إلا أنَّ غالبية الأراضي المتصحرة تقع في مناطق الدول النامية على وجه العموم، والدول العربية على وجه الخصوص، إذ بيَّنت الدراسات والإحصاءات أنَّ حوالي 357 ألف كيلومتر مربع من الأراضي الزاعية التي كانت صالحة للزراعة أصبحت تُعاني من التصحر كثيرًا، وفيما يتعلق بمفهوم التصحر وفقًا لما اعتمدته الأمم المتحدة فهو تردي الأراضي الزراعية في المناطق الجافة وشبه الجافة والجافة شبه الرطبة، وتنتج تلك الظاهرة بفعل مجموعة من العوامل التي تتضمن اختلالات مناخية ونشاطات بشرية مختلفة.[١]


نسبة التصحر في الوطن العربي

بيَّن قانون حماية البيئة ومصادر أخرى الإحصائيات الخاصة بظاهرة التصحر ونسبته في العالم، وكان ذلك على النحو التالي:[٢]

  • نسبة الأراضي الجافة في العالم تبلغ حوالي 40% من مساحة العالم.
  • مساحة الصحاري في العالم تبلغ حوالي خمس مساحة الكرة الأرضية، كما تدل الدراسات الإحصائية على أنَّ العالم يفقد سنويًّا ما يزيد عن ستة ملايين هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة.
  • مساحة الأراضي المتصحرة في العالم تقدَّر بحوالي خمسين مليون كيلومتر مربع.
  • إلحاق الضرر بحوالي 150 مليون شخص بفعل الجفاف والتصحر العالمي، وبحسب تقرير الصندوق العالمي للطبيعة فإنَّ الكرة الأرضية فقدت حوالي 30% من الموارد الطبيعية ما بين عامي 1970 و1995 للميلاد.
  • وقوع حوالي 90% من صحاري الوطن العربي في المناطق الجافة جدًّا والجافة وشبه الجافة بحسب ما ورد عن جريدة الخليج، كما تتميز تلك المناطق بكمية الهطول السنوي القليلة بالأمطار، بالإضافة إلى وجود تباين كبير في توزيع الهطول خلال العام، وبطبيعة الحال إنَّ الأمطار من العوامل المهمة التي تؤثر على النظام البيئي، إذ تتلقي حوالي 72% من مساحة الوطن العربي أقل من 100 مم سنويًّا، كما تتلقى حوالي 18% كمية أمطار تتراوح ما بين 100 إلى 300 مم، بينما تتلقى أراضي نسبتها 10% أمطارًا أكثر من 300 مم، وفي السياق نفسه يُغطي التصحر حوالي 68% من المساحة الإجمالية للدول العربية، كما يتهدد ما يزيد عن 90 مليون نسمة الفقر والجفاف، بالإضافة لذلك تحولت حوالي 500 مليون هكتار من الأراضي الزراعية لصحاري، ووفقًا لموقع هيئة المساحة الجيولوجية السعودية فإنَّ برنامج الأمم المتحدة للبيئة قدَّر القيمة الإنتاجية التي تفقدها الدول النامية بسبب التصحر الحاصل في أراضيها، وبيَّن أنه يصل حوالي 16 مليار دولار.


أسباب التصحر في الوطن العربي

بيَّن الباحثون والدارسون أنَّ سبب التصحر في الوطن العربي هو فقدان الأرض لجزء مهم من قدرتها على التكيف مع تقلبات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، وقلة الأمطار أو ندرة سقوطها، مما يؤدي إلى تبخرها بسرعة، وزيادة نسبة الأملاح في أراضيها المزروعة خلال فترات الجفاف، بالإضافة إلى أنَّ السيول تجرف التربة، وتقلع محاصيلها، مما يُهدد خصوبة التربة، وزحف الكثبان الرملية التي تُغطي التربة المحروثة، والمزروعات بسبب تعرضها للرياح، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ تلك العوامل تُسبب تراجعًا في نسبة مخزون المياه الجوفية ويعود ذلك إلى قلة النباتات التي تثبت التربة، لذا فإنَّ ثلث أراضي الكرة الأرضية تتعرض لظاهرة التصحر، إذ يفقد العالم حوالي 691 كيلومترًا مربعًا من الأراضي الزراعية سنويًّا.[٣]


بالإضافة إلى ذلك فإنَّ التربة في الوطن العربي تُحارب خطر التعرية التي يُقصد بها التخلص من الطبقة الخصبة الموجود في الحاوية على المواد العضوية والمعدنية، وهي نشطة كثيرًا خاصة أنَّ معظم الأقطار العربية قاحلة، وهي تتعرض دائمًا لتأثيرات التعرية الهوائية والمائية، بالإضافة إلى ذلك فهي تُعاني من العوامل البشرية الكثيرة التي لا تقل أهمية عن العوامل الطبيعية، وأبرزها ما يلي:[٣]

  • الاستغلال المفرط للأراضي التي تُسبب استنزاف التربة.
  • التخلص من الغابات التي تزيد نسبة تماسك تربة الأرض.
  • الرعي الجائر الذي يحرم الأرض والتربة من الحشائش.
  • اعتماد أساليب ري الأراضي بطريقة بدائية وجائرة، بالإضافة لانتشار الفقر، وعدم الاستقرار من الناحية السياسية.
  • زيادة عدد السكان بنسبة عالية، مما أدَّى إلى زيادة الاستهلاك، والتطور من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، وزيادة الطلب على المنتجات الزراعية، ومما لا شكَّ فيه أنَّ تلك العوامل زادت استغلال الإنسان للموارد الطبيعية التي جاءت في غالبية الأوقات دون ترشيد، بالإضافة إلى أنَّ النشاط الإنساني بدأ مؤخرًا يمتد للمناطق الهاشمية التي تتبع نظامًا بيئيًّا غير مستقر وضعيف.


آثار التصحر في الوطن العربي

ينتج عن التصحر الكثير من الآثار البيئية والاجتماعية، كما أنه من الأخطار التي تُهدد الدول العربية، إذ كان من الأسباب الرئيسية لهجرة السكان من المناطق الريفية والصحراوية للمدن، مما أدَّى إلى زيادة الأعباء على الحكومات العربية، بالإضافة إلى عدم التوازن في التوزيع السكاني، وإحباط الخطط التنموية المختلفة، كما هدَّد الأمن الغذائي العربي تهديدًا كبيرًا خاصة أنَّ المجتمعات العربية ما زالت مجتمعات زراعية رغم محاولتها الدخول في العالم التكنولوجي الصناعي.[١]


بالإضافة إلى ما سبق أكدت دراسة حديثة صادرة عن المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة التابعة لجامعة الدول العربية بالتعاون مع المركز الدولي الخاص بالأبحاث الزراعية في المناطق الجافة أنَّ التدهور الزراعي كان من أهم الأسباب التي خلقت مشكلات بيئية عانى منها العالم العربي، كما أنَّ ذلك أثر على الإنتاج الزراعي بنوعيه النباتي والحيواني، وهدّد الأمن الغذائي الخاص بدول المنطقة، كما بيَّنت الدراسات أنَّ الآثار الاقتصادية الناتجة عن التراجع الزراعي والدخل العام الخاص بالمزارعين والدول أثر تأثيرًا واضحًا على الموازنة العامة، وزاد الأعباء الخاصة بإعادة تأهيل المواد والبنى الأساسية، وأثر على نشاطات اقتصادية مختلفة تأثيرًا مباشرًا أو غير مباشر، كما أنه أزال الغطاء الشجري والنباتي من المناطق الجبلية والمنحدرة في المغرب العربي، مما زاد نسبة حدوث الفيضانات، وهدر كميات كبيرة من المياه والتربة.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب ت أحمد حسين الشيمي (1-7-2012)، "التصحر في العالم العربي"، الألوكة الثقافية، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2019. بتصرّف.
  2. "تعريف التصحر ونسبة التصحر في الوطن العربي والعالم"، طقس العرب، 22-5-2019، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب د.إسماعيل عبد الجليل، "التصحر يهدد الوطن العربي بالجوع "، الخليج، اطّلع عليه بتاريخ 23-6-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :