محتويات
مدينة طرابلس اللبنانية
تقع مدينة طرابلس في شمال غرب لبنان، وتطل على ساحل البحر الأبيض المتوسط عند مصب أبو علي وذلك على بُعد 65 كيلو متر شمال شرق بيروت، وتحدّها من الشمال محافظة عكار، ومن الشرق محافظة بعبلك الهرمل، ومحافظة جبل لبنان تحدّها من الجنوب، ويبلغ ارتفاعها عن مستوى سطح البحر حوالي 3100، وتتكون مدينة طرابلس من مناطق ريفية وحضرية، فضلًا عن المناطق الطبيعية في بقية أراضيها إذ تقطعها أنهار الجوز، وأبو علي، ونهر البارد، وتُعدّ ثاني أكبر مدينة في لبنان بعد العاصمة بيروت، وأغلب سكان مدينة طرابلس هم من أهل السنة المحافظين، وتجدر الإشارة إلى أنّ مدينة طرابلس كانت مسقط رأس الحركة السلفية في لبنان، وكانت أيضًا معقل للعلويين اللبنانين إذ يعيش حوالي 50.000 منهم في المدينة، ومن الجدير بالذكر أنّه عام 1966 جاء العلويون إلى سوريا مما أثار عنفًا سنيًّا علويًا بين البلدين، وتسبب ذلك العنف بحدوث عدم استقرار بين سوريا ولبنان وحدوث النزاعات بينهم، وتُعدّ أحياء باب التبانة التي يسكنها السنة وجبل محسن التابع للعلويين من المواقع التي ترمز لكل من العلاقة القوية والانقسام بين سوريا ولبنان، وكانت النقطة الرئيسية لحدوث الحرب الأهلية الوحشية التي استمرت منذ عام 1975 إلى عام 1990 ميلاديًا، وخلال تلك الحرب قام العلويون بدعم الحزب العربيّ الديمقراطيّ وقاتلوا إلى جانب الجيش السوريّ ضد حركة التوحيد الإسلامية السنية، ومما لا شك فيه أنّ الحرب التي حدثت في سوريا قد ألحقت ضررًا كبيرًا في لبنان بسبب التزايد المستمر لأعداد اللاجئين السوريين إلى لبنان، فأثر ذلك على المناخ السياسيّ، والاقتصاديّ، والاجتماعيّ، وفي عام 2014 استطاع لبنان أنّ يحصل على فترة هدوء رغم زيادة العنف في سوريا وزيادة عدد اللاجئين وزيادة التجارة بالأسلحة على طول الحدود اللبنانية السورية[١][٢].
مراحل تطور مدينة طرابلس عبر التاريخ
تأسست مدينة طرابلس عام 700 قبل الميلاد، وأصبحت في عام 300 قبل الميلاد في العصر الفارسيّ عاصمة الاتحاد الثلاثي الفينيقي لدول المدينة صيدا، وصور، وأرفاد، وتجدر الإشارة إلى أنّ مدينة طرابلس كانت تحت سلطة السلوقيين، ومن بعدها الرومان، وفي عام 638 ميلادي قام بالسيطرة عليها من قبل المسلمين، إذ قاموا بمحاصرتها وتدمير جزء من الحملة الصليبية الأولى، وفي أوائل القرن الثاني عشر أُعيد بناء المدينة من قبل الصلييبن على يد ريموند من سانت جيل، وقد ازدهرت لفترة معينة كمقر لأساقفة لاتينية، وفي عام 1289م دُمرت مدينة طرابلس من قبل المماليك وهم سلالة إسلامية من سوريا ومصر، إذ سيطرت على المدينة حتى عام 1516م حتى أصبحت تحت الحكم العثماني، إذ بُنيت المستوطنة الجديدة التي نشأت على بعد أميال قليلة من داخل المدينة ووُصلت بطرق واسعة إلى الميناء، إذ تم التنازع على هذه المدينة من قبل الأمراء السوريين، ومن الجدير بالذكر أنّ المصريين احتلوها تحت حكم إبراهيم باشا في ثلاثينيات القرن التاسع عشر ميلاديًا، واستولى عليها البريطانيون في الحرب العالمية الأولى، ودُمجت مع دول لبنان الكبيرة في عام 1920، وخلال الحرب العالمية الثانية أُعيد احتلال المدينة من قبل البريطانيين والفرنسيين الأحرار، وفي عام 1946 أصبحت طرابلس جزءًا من الجمهورية اللبنانية المستقلة، وتجدر الإشارة إلى أنّ مدينة طرابلس كانت مدينة مسلمة وكانت مركزًا للتمرد ضد الحكومة المركزية التي يسيطر عليها المسيحيون في عام 1958، ومن الجدير بالذكر أنّ مدينة طرابلس كانت مقرًا لمنظمة التحرير الفلسطينية من عام 1982 إلى عام 1983، وبدء اقتصاد مدينة طرابلس بالتشافي في عام 1985 بعد أنّ تعطل بشدة الحرب الأهلية منذ عام 1975، إذ أصبحت مدينة طرابلس ميناءً رئيسيًا ومركزًا تجاريًّا وصناعيًّا كبيرًا، ومنتجعًا شاطئيًّا مشهورًا، وتعمل المدينة كمركز مهم لتخزين وتكرير النفط، وتعمل في صناعة الصابون والقطن، وصناعة التبغ، ومن أهم المعالم في مدينة طرابلس مسجد تيلان الذي بُنيّ عام 1336، والمسجد الكبير الذي بُني عام 1294، وقلعة سانت جيل من القرون الوسطى، وبرج الأسود الذي بُني في نهاية القرن العاشر لحماية الميناء[٣].
عدد السكان في مدينة طرابلس
تتكون مدينة طرابلس من ستة مناطق وهي الكورة، والبترون، وبشري، وزعرتا، والميني، وطرابلس، إذ يبلغ عدد سكانها حوالي 554.287 نسمة في عام 2014، وعندما بدأت الحرب في سوريا قام السورييون من مدن حلب، وحمص، وإدلب، وحماة باللجوء إلى مدينة طرابلس في بداية السابع من أغسطس 2014، وقد سُجل 176.964 لاجئًا سوريًا في طرابلس، وفي عام 2020 قامت الإحصاءات العامة بعمل تعداد سكاني للمدينة، إذ أصبحت مدينة طرابلس الشمالية ثاني أكبر مُدن لبنان بعد بيروت، وبلغ عدد سكانها حوالي 730.000 نسمة في عام 2020[٤][٥].
طبيعة الطقس في مدينة طرابلس
يسود مدينة طرابلس مناخ البحر الأبيض المتوسط، إذ يكون شتاء معتدلًا وماطرًا، والصيف حارًا ومشمسًا في المناطق الداخلية للمدينة، ويكون المناخ قاريًا في المناطق التي تحتلها السلاسل الجبلية والوديان، ويصبح الشتاء باردًا جدًا مع زيادة الارتفاع، ويكون الطقس حارًا جدًا في فصل الصيف في المناطق التي يقل ارتفاعها عن 1000 متر، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأمطار تتبع مناخ البحر الأبيض المتوسط؛ إذ لا تهطل إلا بين شهر أكتوبر وأبريل، ويعد هطول الأمطار نادرًا في الجزء الشرقيّ للبلاد من بداية شهر يونيو إلى نهاية شهر سبتمبر، ومن الممكن أنّ تتأثر مدينة طرابلس بكتلة من الهواء الصحراوية والتي تسمى رياح خماسينية، وتجلب معها هذه الرياح العواصف الرملية وارتفاع في درجات الحرارة[٦].
من حياتكِ لكِ
تُعدّ مدينة طرابلس مدينة صغيرة لكنّها بلدة رئيسية وتطل على البحر الأبيض المتوسط مما يجعل من موقعها مكانًا للجذب السياحيّ، ومن الجدير بالذكر أنّها كانت مركزًا للتجارة القديمة أثناء الحكم العثمانيّ والإسلامي، ولكنّ طرابلس لا تزال تعاني العديد من ندوب الحرب والنزاعات مثل باقي دول لبنان، لكنّ ذلك لم يؤثر على جمالها التاريخيّ، وإليكِ أهم الأماكن التي يجب زيارتها عند القدوم إلى طرابلس[٧]:
- يمكنكِ زيارة قلعة ريمون سان جيل والتي تأسست عام 636 ميلاديًا، وتُعدّ واحدة من أكبر الحصون في لبنان، وتطل القلعة على نهر أبو علي.
- يمكنِ زيارة الأسواق القديمة والتي ترجع إلى العصور الوسطى، إذ يوجد العديد من الأسواق مثل سوق الصابون المصنوع من زيت الزيتون، وسوق العطور.
- يمكنكِ زيارة الجامع المنصوري الكبير الذي بُني في عام 1294 ميلاديًّا، وجامع بورطاسي في منطقة الحديد والذي بُني في عام 1310 ميلادي، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه المساجد لا تزال مفتوحة وتؤدى فيها الصلاة.
- يمكنكِ التجول في مينا وهي جزء كبير في مدينة طرابلس مليئة بالمباني الرائعة التي تمكنكِ من التجوّل في الأزقة التي بين المباني، إذ يوجد العديد من الفنادق والمنازل التاريخية المنتشرة في جميع أنحاء المنطقة.
- يمكنكِ زيارة مركز رشيد كرامي الدوليّ للمعارض، ويعد هذا المركز أعجوبة معمارية حديثة إذ يتميز المبنى بالجدران الزجاجية وبمساحات واسعة من الحدائق المحيطة به.
المراجع
- ↑ "Tripoli", citiesintransition، 12-7-2020. Edited.
- ↑ "NORTH LEBANON GOVERNORATE", investinlebanon، 12-7-2020. Edited.
- ↑ "Tripoli", britannica، 12-7-2020. Edited.
- ↑ "Lebanon: Tripoli Governorate Profile (as of 11 August 2014)", reliefweb، 12-7-2020. Edited.
- ↑ "Population of Cities in Lebanon (2020)", worldpopulationreview، 12-7-2020. Edited.
- ↑ "Climate - Lebanon", climatestotravel، 12-7-2020. Edited.
- ↑ "Things to See and Do in Tripoli, Lebanon 10", theculturetrip، 12-7-2020. Edited.