مدينة الخليل

مدينة الخليل

مدينة الخليل

مدينة الخليل مدينة فلسطينية شهيرة، تُعد مركزًا لمحافظة الخليل، وتقع الخليل في الضفة الغربية إلى الجنوب منها، تحديدًا إلى الجنوب من القدس، إذ تفصلها عنها مسافة تصل 35 كيلومترًا، تعود أصول مدينة الخليل لستة آلاف سنة مضت، كما سكنها الكنعانيون في العصر البرونزي المبكر، وتبلغ مساحتها حوالي 42 كيلو مترًا مربعًا، وتُعد هذه المدينة اليوم واحدةً من أكبر مدن الضفة الغربية من ناحية عدد السكان والمساحة، ولعل أكثر ما يميّز هذه المدينة أهميتها الاقتصادية، إذ تُعد واحدةً من أكبر المراكز الاقتصادية في الضفة الغربية، كما أنّ لها أهميةً دينيةً كبيرةً؛ نظرًا لاحتوائها على المسجد الإبراهيمي، الذي يحتوي على مقامات النبي إبراهيم، وإسحق، ويعقوب عليهم الصلاة والسلام، بالإضافة لزوجاتهم، وفي هذا المقال سنتحدث عن مدينة الخليل[١].


تاريخ مدينة الخليل

سُميت مدينة الخليل بهذا الاسم نسبةً لأبي الأنبياء إبراهيم الخليل عليه السلام، إذ يعتقد سكان المدينة أنها كانت تُعرف في السابق باسم قرية "أربع"، وذلك نسبةً لملك كنعاني اسمه أربع، وعُرفت فيما بعد باسم "حيرون"، قبل أن تُعرف باسم "الخليل"، وقد وقعت هذه المدينة تحت الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 شأنها شأن المدن الفلسطينية الأخرى، الأمر الذي أدى لاستشهاد عدد كبير من أبنائها خلال خوضهم للمعارك مع العدو الإسرائيلي، ولعل أبرز الأحداث التي شهدتها هذه المدينة هي مجزرة الحرم الإبراهيمي التي وقعت فجر الخامس والعشرين من شهر فبراير الموافق ليوم الجمعة من عام 1994، وذلك عندما هاجم المستوطن باروخ غولدشتاين، وأطلق النار على المصلين الأمر الذي أدى لاستشهاد 29 مصليًا، وإصابة 15 آخرين، وبعد انتهاء هذه المجزرة أغلق جنود الاحتلال الموجودون في الحرم أبواب المسجد؛ بهدف منع المصلين من الهرب، كما منعوا دخول الإسعاف إلى ساحة الحرم لإنقاذ الجرحى، وعلى إثر هذه المجزرة أرسِل الوجود الدولي المؤقت إلى المدينة؛ من أجل أعمال المتابعة والمراقبة بالإضافة إلى كتابة التقارير[٢].


الصناعة التقليدية في مدينة الخليل

فيما يأتي عرض للصناعات التقليدية في مدينة الخليل[٣]:

  • صناعة الخزف: أُدخلت صناعة الخزف إلى فلسطين من قبل الأتراك، وذلك عندما حدث ترميم للمسجد الأقصى المبارك، واحترفت هذه الصناعةَ مدينةُ الخليل، فهي تحتل المركز الأول في البلاد بإنتاج الخزف، وقد شُيد أول مصنع خاص بهذه الصناعة سنة 1962، وارتبط اسم الخليل مع مرور الوقت بهذه الصنعة، وارتفع عدد المصانع فيها، وتستورد المواد اللازمة لصناعة الخزف من طين أبيض، وأصباغ ومسحوق زجاج من أوروبا، وقد حاول السكان إنتاج تلك المواد لكنهم لم ينجحوا في ذلك بسبب كُلفتها العالية التي تتجاوز كُلفة الاستيراد، إذ لا تتوفر كافة المواد الطبيعية المهمة في الصنع بتربة الأراضي الفلسطينية.
  • صناعة الزجاج: تُعد صناعة الزجاج صناعةً تقليديةً قديمةً جدًا، فهي موجودة من قبل الإسلام، وازدهرت بدخول الإسلام، إذ ازدهرت أساليب صناعتها، وتتميز مدينة الخليل بهذه الصناعة، فهي تحوي أربعةً من المصانع التي تعود لعائلات خاصة، فهي صناعة ذات طابع عائلي موروثة من الأجداد للأبناء، وتتطلب صناعة الزجاج توفر الروح الإبداعية في العامل بها، فالتشكيل فن، إضافةً للقدرة على تحمل الوقوف أمام فرن الحرق المُشكل للزجاج.
  • صناعة خشب الزيتون: يرجع تاريخ صناعة خشب الزيتون إلى القرن السادس عشر، وأول ظهورها كان بدخول البعثات التبشيرية إلى فلسطين، إذ صُنعت مسابح الخرز من بذور الزيتون من قبل الرهبان الفرانسيسكان، وتُعد أخشاب الزيتون المُكون الرئيسي لها.


المعالم السياحية في مدينة الخليل

فيما يأتي أبرز المعالم السياحية في مدينة الخليل[٣][٤][٥]:

  • الحرم الإبراهيمي: يُعد الحرم الإبراهيمي مكانا مقدسًا هامًا جدًّا لدى المسلمين في فلسطين إلى جانب المسجد الأقصى المبارك، وسُمي بذلك نسبةً لنبي الله إبراهيم عليه السلام، فقد دُفن فيه برفقة زوجته سارة، إضافةً لابنه اسحاق وزوجته، ويعقوب وزوجته، ويوجد حول الحرم سور كبير جدًا اسمه "الحير"، وهو في أصله من بقايا بناء شيده هيرودوس الأدومي أثناء حكمه، وقد بُني فوق مغارة تُعرف باسم "المكفيلة"، واشترى تلك المغارة النبي إبراهيم عليه السلام من عفرون بن صوحر الحثي، وهي مكان دفنه، ودفن النبي يعقوب عليه السلام وزوجاته، وبعد احتلال اليهود لمدينة الخليل سنة 1967 تعرض الحرم لكثير من الاعتداءات اليهودية، ولا زالت تحدث تلك الاعتداءات إلى اليوم، ويهدفون من ذلك لتحويل الحرم إلى معبد لهم.
  • متحف الخليل: يقع متحف الخليل في حارة الدارية، وكان في الأصل حمامًا تركيًا، بعدها تحول لمتحف بقرار من الرئيس الراحل ياسر عرفات، ولا زال الحمام التركي موجودًا في المتحف إلى يومنا هذا على هيئته القديمة.
  • البلدة القديمة: تعود البلدة القديمة بتاريخها لعهد الأيوبيين والعثمانيين والمملوكيين، وهي تتسم بعمارتها المتفردة التي تعود بالمتجول فيها إلى تاريخ قديم أصيل، فهي تحتوي على عدد من الأبنية الأثرية، والقناطر، والأسواق، ومن أحيائها الشهيرة حي القلعة، وحي بني دار، وحي قيطون، وحي السواكنة، ومن مساجدها مسجد الأقطاب القديم، ومسجد البركة، ومسجد ابن عثمان.
  • بئر حرم الخليل: يُسمى بئر حرم الخليل أيضًا باسم "حرم الرمة"، وقد كان البئر قديمًا قرية تربينتس، وكان مركزًا تجاريًا هامًا في زمن الرومانيين، وهو يمتلك أحواضًا حجريةً تُستعمل لسقاية الحيوانات، ويُعتقد بأن النبي إبراهيم عليه السلام قد أقام خيمته به، ورأى الملائكة التي بشرته بولادة سيدنا إسحاق عليه السلام.
  • بركة السلطان: شُيدت بركة السلطان في عصر المماليك بأمر من السلطان سيف الدين قلاون الألفي، وتتخذ البركة هيئةً مربعةً يصل طول ضلعها لقرابة الأربعين مترًا، وأُفرغت البركة من المياه، وجُففت، وأُغلقت القنوات التي توصل إليها؛ وسبب ذلك حصول الكثير من حوادث الغرق، وخروج روائح كريهة منها، وانتشار البعوض.
  • البلوطة: تقع البلوطة على جبل "الجلدة"، وهي حاليًا شبه ميتة، والبلوطة شجرة كبيرة جدًا وجافة، كما يوجد سياج مُحيط بها لحمايتها، إذ يُمنع دخول أي شخص إليها حفاظًا عليها، بتجاوز عمرها خمسة آلاف سنة، إضافةً لشجرات بلوط كبيرة حولها يُظن بأنها خرجت من بذورها.
  • كنيسة المسكوبية: شُيدت كنيسة المسكوبية في بداية القرن الفائت، وهي توجد في حديقة مضيفة الروم الأرثذوكس، وتُعد هذه الكنيسة المكان الوحيد المُخصص للمسيحيين في مدينة الخليل.


أشهر أكلات مدينة الخليل

المطبخ الخليلي متميز بنكهاته الرائعة ومذاقه الذي لا يقاوم فعند زيارتك للخليل لا يفوتك تناول بعض من الأكلات المشهورة فيها، وإليك بعضًا منها[٦]:

  • الططماجة: فهى من أشهر الأكلات الشعبية التي تكثر في فصل الشتاء، والمكونة من العجين والعدس.
  • القدرة الخليلة: وهي من أكثر الأكلات التي يشتهر بها أهالي المدينة، وتتكون من الأرز ولحم الخاروف والحمص.
  • المفتول: وهو طبق يرجع إلى ما قبل الميلاد.
  • المنسف: وهو من الأكلات المتوارثة عبر الأجيال، ويُقدم خاصةً في المناسبات.
  • المقلوبة: ويرجع تسميتها بذلك نظرًا لقلبها فى صواني التقديم.
  • الشيشبرك.
  • الفريكة.


المراجع

  1. "ما لا تعرفه عن مدينة خليل الرحمن : بداية الحكاية وأصول عائلاتها .. وصولاً لإفساد جمالها بـ"كريات 4" "، دنيا الوطن، 2015-7-27، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-7. بتصرّف.
  2. "الخليل"، موسوعة الجزيرة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-7. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "الخليل"، وفا، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-7. بتصرّف.
  4. "السياحة في الخليل .. دليلك السياحى فى مدينة ” خليل الرحمن ” المدينة التى لا تجوع .."، مرتحل، 2018-8-23، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-7. بتصرّف.
  5. "السياحة و الاثار في مدينة الخليل"، بلدية الخليل، اطّلع عليه بتاريخ 2019-11-7. بتصرّف.
  6. "السياحة في الخليل"، المرتحل، 23-3-2018، اطّلع عليه بتاريخ 19-6-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :