محتويات
مدينة وجدة المغربية
تُعدّ مدينة وجدة المغربية من أكبر مدن شرق المغرب؛ تأسست في سنة 994، ويُعد زيري عطية مؤسسها؛ إذ ينتمى لقبيلة بني يزناسن، وتُعد مدينة وجدة نقطة جذب للمسافرين الذين يودون الاسترخاء، كما تحظى المدينة بشعبية كبيرة، وتوفّر الأماكن المحيطة بها نظرة ساحرة لحياة الواحات ذات المياه الوفيرة؛ بفضل جبالها التي تُغذي مدينة وجدة والمحافظات المجاورة لها بواسطة الينابيع، كما أنّها سمحت بنمو الغطاء النباتي الكبير وخلق أماكن لطيفة مظللة، وتُعدُّ المدينة مركزًا ثقافيًا تُقام به المهرجانات الدولية كلّ عام[١].
التسمية
بالنّسبة لتسمية مدينة وجدة المغربية من الناحية اللغوية، فإن لمدلولها علاقة بالغنى والمال، فيذكر أنه خلال الفتح الإسلامي لتلك الأماكن كان يوجد في مدينة وجدة المغربية الكثير من الحلي والمتاع والجواهر وأواني الفضة والذهب وغير ذلك الكثير، كما نجد أن نفس الخاصية ذكرها المستكشف الأجنبي "دول فوكو شارل" بكتابه: التعرف على المغرب الذي أصدره سنة 1984، فيقول أن مدينة وجدة الصغيرة يسود فيها الرخاء والغنى[٢].
أبرز الوجهات السياحية في مدينة وجدة
توجد العديد من الوجهات السياحية الهامة في مدينة وجدة ونذكر منها ما يلي[١]:
- باب الغربي: يُعد من أشهر أبواب مدينة وجدة المغربية، وأبرز معالمها السياحية الأولى، وكان يُعرف قديمًا بباب سيدي عيسى.
- القصبة: يحيط بالقصبة من الواجهة الغربية والجنوبية وجزء من الواجهة الشمالية سور إدريس بن يعيش الذي شُيّد بأواخر القرن التاسع عشر الميلادي، وهو بحالة متدهورة، وعدد من أبراجه معرض للسقوط في أي وقت، أما سور القصبة القديم فقد تعرض للهدم بالكامل؛ فلم يبقَ منه سوى الجزء القريب من ضريح سيدي شعيب مرورًا بالزاوية الدرقاوية ومدرسة أم البنين انتهاءً بحمام الحبوس، بالإضافة للجزء الذي يشق الحمام البالي والذي يصل لصور إدريس بن يعيش.
- باب سيدي عبد الوهاب: يطل باب سيدي عبد الوهاب على ساحة يطلق عليها اسمه، كما يُعد مركز المدينة وقلبها النابض.
- ساحة المغرب: وهي ساحة السياحة والتجارة، إذ تتوسط ساحة المغرب نافورة كبيرة تزيدها جمالًا وبهاءً في الأمسيات الصيفية، وتتميز ساحة المغرب إلى جانب دورها الاستجمامي والترفيهي، بأنها محاطة بمحالات تجارية، مما يخلق تسوقًا ورواجًا لدى سكانها والسياح.
- سوق لما: يُعد سوق لما محورًا للحرف اليدوية، إذ يتميز السوق بطرازه المعماري القديم المتواجد تحت الأقواس الحجرية التي تتميز بالقدم، والتي توفر سحرًا خاصًا لاحتوائها على مدرجات من الفواكه والخضراوات والتوابل والملابس والمبيعات المختلفة، كما يُعد فخرًا لمدينة وجدة، وسُمي بسوق لما لأن مياه الأمطار التي تُستخدم لري حدائق مدينة وجدة كانت تُباع فيه.
- دار السبتي: بُنيت في سنة 1938 ميلادي، وهي الآن عبارة عن مركز للبحوث والدراسات المتخصصة في الموسيقى العربية الأندلسية وفي الموسيقى الغرناطية، إذ يقام في وجدة مهرجانًا دوليًا كل سنة في شهر حزيران، كما تستضيف دار السبتي العديد من حفلات الاستقبال والمعارض والفعاليات التي تقام فيه.
- كنيسة سانت انتوني دو بادو: لا تزال موجودة مع الصليب والجرس اللذان يمكن رؤيتهما.
- حديقة لالة مريم: تُعد مكانًا للثقافة والاسترخاء، وتضم متحفًا للأسلحة التقليدية، كما أنها تتحول في الصيف لملتقى مميز لعدد من المهرجانات الخاصة بالموسيقى المغربية والأندلسية التقليدية.
- حديقة لالة عائشة: أُنشئت من قبل السيد رينيه سنة 1932 ميلادي قرب مدينة وجدة، وتغطي الحديقة مساحة 17 هكتارًا، ولها بوابة كبيرة تُدخل للحديقة، بالإضافة لمسارات واسعة، إذ تصطف أشجار النخيل وأشجار البلوط، وتمنح الحديقة السائح الراحة؛ إذ يوجد فيها ملاعب للرياضة، ونادي تنس، وحمامات للسباحة الداخلية، ونادي لركوب الخيل.
- واحة سيدي يحيى: تُعد مكانًا ممتعًا وهادئًا، وتقع على بعد حوالي 6 كيلو مترات من مدينة وجدة المغربية، كما تُعد موطنًا لضريح سيدي يحيى، ومسرحًا لموسم مشهور يحمل اسمها ويقام كل سنة.
وجدة المغربية مدينة المساجد
من الأمور التي تتميز بها مدينة وجدة، هو أنها مدينة المساجد، فتتناثر المساجد في كل ركن من أركان هذه المدينة القريبة من الحدود الجزائرية، إذ لا يخلو أي مكان من أماكنها باستثناء الأماكن الحديثة أو العتيقة من مسجدين على الأقل، فبلغ عدد مساجد مدينة وجدة حوالي 400 مسجدًا وذلك تبعًا لأرقام رسمية، مما يجعلها تتصدر قائمة المدن المغربية من حيث عدد المساجد مقارنةً بعدد سكان المدينة الذي لا يتعدى نصف مليون نسمة، كما أشارت إحصاءات وزارة الأوقاف في المغرب بأن عدد المساجد بالمغرب بلغ حتى سنة 2017 ميلادي ما يقارب 50 ألف مسجدًا، مما استدعى وجود مديرية خاصة في الاهتمام والاعتناء بالمساجد خصصتها وزراة الأوقاف المغربية. قبل حوالي 30 سنة، لم تكن مدينة وجدة تضم ذلك العدد الكبير من المساجد، إذ يرجع هذا العدد للنشاط الخيري تلك الفترة، فلم يكن على ما هو عليه في آخر عقدين، فكان قديمًا لكل حي مسجد، أما اليوم أصبح لكل 300 بيت في الحي الواحد مسجدًا، إذ إن مدينة وجدة تحتل المرتبة الثانية بعد مدينة اسطنبول فيعدد المساجد[٣].
أنشطة يمكن القيام بها في مدينة وجدة
لا تحتوي المدينة على عدد كبير من الأماكن التاريخية والمعالم الأثرية كحال العديد من المدن المغربية، ورغم ذلك فإنها تُعد من الوجهات السياحية المفضلة لدى عدد كبير من السياح، لا سيما الذين يرغبون في الشعور بالراحة والاسترخاء، إذ يمكن للسياح التوجه لزيارة الريف المغربي والجبال لاستنشاق الهواء النقي والمنعش، كما يُمكن للسائح زيارة العروض الموسيقية المسلية والرائعة التي تنظم باستمرار، كما تتاح للسائح فرصة التجول وسط المحال التي تبيع الحرف اليدوية الجميلة، وشراء البعض منها كتذكار، كما يوجد العديد من المعالم التي يُنصح السائح بزيارتها في مدينة وجدة المغربية وهي باب سيدي عيسى وباب أولاد عمران وباب أهل جام، كما توجد الكثير من الواحات الخضراء والمساجد، ويأتي السياح إلى تلك الأماكن من كافة أرجاء العالم للاستمتاع بها، كما يوجد بالمدينة عدد من الفنادق الجميلة التي توفر للسياح الإقامة الشاملة وبأسعار وخدمات مميزة ورائعة، فإذا كان السائح يبحث عن الاسترخاء والراحة فلن يجد أفضل من مدينة وجدة الهادئة التي تمنحه عطلة سياحية مميزة[٤].
المراجع
- ^ أ ب "وجدة ونواحيها نضارة الطبيعية والعمارة التاريخية المغربية"، allmaghreb، 6-11-2016، اطّلع عليه بتاريخ 1-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "أين تقع مدينة وجدة ؟"، almoheet، 23-7-2019، اطّلع عليه بتاريخ 1-12-2019. بتصرّف.
- ↑ ""وجدة" المغربية.. مدينة المساجد (تقرير)"، aa، اطّلع عليه بتاريخ 1-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "معلومات عن مدينة وجدة المغرب"، murtahil، اطّلع عليه بتاريخ 1-12-2019. بتصرّف.