محتويات
ليبيا
تتميَّز دولة ليبيا بموقعها الجغرافيّ المُطل على مياه البحر الأبيض المتوسط على طول حدودها الشمالية؛ إذ يُقدّر طول خطها الساحليّ بنحو 1770 كيلو متر، ويربط البحر المتوسط بينها وبين جنوب القارة الأوروبيَّة، بينما تقع دولة ليبيا في شمال قارة أفريقيا، كما أنَّها تمتلك حدودًا بريَّةً مع مصر والسودان من الشرق وتونس والجزائر من الغرب، وأمَّا من الجنوب فتحدّها النيجر وتشاد، وتُعدّ مدينة طرابلس العاصمة الرسميَّة للدولة الليبيَّة، وتبلغ مساحتها الكليَّة 1,759,540 كيلو متر مربع، ويعيش 90% من السكان على مقربة من الخط الساحليّ، ويوصف المناخ العام فيها بأنَّه مناخ متوسطيّ من الناحية الشمالية، وبالانتقال إلى الداخل يُصبح المناخ صحراويًّا جافًا، وتنتشر في ليبيا أنواع مختلفة من التضاريس المُتمثِّلة بأراضي مسطَّحة وسهليَّة وهضاب، وتجدُر الإشارة إلى أنَّها تُعدّ من الدول الغنيَّة بالموارد الطبيعيَّة مثل النفط والغاز الطبيعيَّ والمعادن الثمينة على اختلافها، ويساهم ذلك في رفع مكانتها على كافة المستويات سواءً الاقتصاديَّة والصناعيَّة والتجاريَّة، وفي هذا المقال حديث عن الصناعة في ليبيا[١].
الصناعة في ليبيا
مرَّت ليبيا بأحداث عصيبة أدَّت إلى تدهور الوضع الاقتصاديّ فيها، وعلى الرغم من تراكم الخسائر إلّا أنَّ اقتصادها العام استمرّ في مكافحة كافة الظروف، كما أنَّه كان في سعي دائم لمحاربة أي آثار سلبية ناجمة عن انعدام الاستقرار فيها سواءً الأمنيّ أو السياسيّ، وممّا لا شك فيه أنَّ الفجوة بين حجم الخسائر التي تعرَّضت لها البلاد وعدد المصانع وجاهزيتها كانت كبيرةً جدًا واحتاجت إلى بذل الكثير من الوقت والجهد في سبيل إغلاقها واستعادة مجد الدولة واستقرارها، ولكنّ الامتيازات التي امتلكتها الدولة الليبيَّة والمُتمثِّلة بموقعها الاستراتيجيّ على سواحل البحر الأبيض المتوسط والذي يربطها بدول جنوب أوروبا، بالإضافة لوجود الكثير من الموارد الطبيعيَّة فيها وبكميات كبيرة من النفط والغاز الطبيعيّ، وتجدُر الإشارة إلى أنَّ الناتج المحليّ في حالة من النموّ المُتزايد، ومن أهم صادرات الدولة الليبيَّة في قطاع الصناعة هي: النفط والإسمنت والألومنيوم والحديد والصلب بالإضافة إلى صناعات يدويَّة مثل النسيج والملابس، وأَّما في قطاع الزراعة فأكثر المنتجات هي حبوب القمح والشعير بالإضافة إلى أنواع مختلفة من الفاكهة والخضراوات، وعلى الرغم من ماهية الظروف السياسيَّة التي تمرّ بها ليبيا إلّا أنَّها وقعت في المرتبة الأولى عالميًا من حيث مُعدّل نمو الإنتاج الصناعيّ والذي بلغ حوالي 64% وذلك بحلول عام 2017 م، والذي يُشير بدوره إلى النسبة المئويَّة لزيادة منتوج قطاع الصناعة في كافة المجالات[١][٢].
أهم القطاعات الصناعيَّة في ليبيا
ازدهرت الصناعة الليبيَّة بمجموعة متنوعة من القطاعات، وهي:[٣][٤]
- قطاع البترول: وهو أهم قطاع صناعيّ فيها؛ إذ إنَّه يُشكِّل ما نسبته 60% من مجمل الناتج المحليّ، وبالإضافة إلى ذلك فإنَّه يُعدّ من أهم إيرادات الدولة، ويرجع ذلك لوقوع دولة ليبيا في المرتبة التاسعة عالميًا من حيث امتلاكها أكبر احتياطيّ نفطيّ، ونظرًا لهول حجم صناعة النفط فيها تمتلك ليبيا خمس مصافي محلية ذات طاقة إنتاجية كبيرة، ويشتمل قطاع صناعة البترول على تصدير النفط الخام والمُكرّر والغاز الطبيعيّ وغيرها من المنتجات البتروليَّة.
- قطاع التعدين: وهو القطاع الخاص بإنتاج الحديد والصلب والنحاس وغيرها من المعادن المختلفة، وعلى الرغم من نشاط هذا القطاع الصناعيّ وحجم منتوجه الكبير إلّا أنَّه يواجه الكثير من العقبات المُتمثلة بكون معظم المعادن ذات القيمة الكبيرة تتمركز في مناطق بعيدة يصعب الوصول إليها، وتجدُر الإشارة إلى أنَّ أهم ما تنتجه صناعة التعدين هو خام الحديد المنتشر بكثرة في منطقة وادي الشاطئ الواقعة جنوب غرب البلاد، وأمَّا في الجهة الشمالية من ليبيا فيوجد كميات كبيرة من أحواض الملح؛ إذ إنَّه وُجد فيها احتياطيات من ملح المغنيسيوم والبوتاسيوم، ولكن لم تتمكن الجهات المسؤولة من استخدامها بينما كدَّست جهودها على استخراج الكبريت كمنتج ثانويّ من تكرير المنتجات النفطيَّة.
- قطاع الزراعة: توصف الزراعة في ليبيا بأنَّها ثاني أكبر قطاع صناعيّ فيها، ومن أهم منتجاتها: القمح والشعير وثمار الزيتون والتمر وأنواع مختلفة من الفاكهة مثل الحمضيات، بالإضافة إلى بعض أنواع الخضراوات، ومن الجدير بالذكر أنَّ تربة الأراضي الليبيَّة تحدّ من نسبة الإنتاج الزراعيّ كثيرًا وذلك لكونها تربة رديئة غير خصبة، كما أنَّ الظروف المناخيَّة الصعبة تزيد من حدَّة المشكلة، وبناءً على ذلك فإنَّ ليبيا تستورد نسبة كبيرة من احتياجاتها الغذائيَّة؛ إذ إنَّ المنتوج المحليّ قادر على تلبية 25% فقط من مجمل الطلب، وأمَّا عن كيفية الري فبعض المناطق الزراعيَّة تعتمد على مياه الأمطار والبعض الآخر يعتمد على توافر المياه الجوفيَّة أو الأنهار.
- قطاع السياحة: تتميّز دولة ليبيا بانتشار الآثار التابعة لكل من الحضارتين الرومانيَّة واليونانيَّة، كما أنَّه يوجد فيها ثلاثة أماكن أثريَّة مُدرجة ضمن لائحة منظمة اليونسكو لمواقع التراث العالميّ، وعلى الرغم من ذلك فإنَّ قطاع السياحة فيها يشهد تراجعًا كبيرًا وملحوظًا بسبب الظروف السياسيَّة والأمنيَّة غير المُستقرة.
ومن الجدير بالذكر أنَّه توجد الكثير من الصناعات المُتفرقة والتي تساهم بفعالية في نمو الاقتصاد الليبيّ مثل قطاع صناعة النسيج والملبوسات، وقطاع صناعة الأحجار الكريمة والمعادن الثمينة المستخدمة في تصنيع المجوهرات، كما أنَّ قطاع صناعة الأسمدة والألومنيوم يحتل مرتبةً متقدمةً في صادرات الدولة، فالأداء الاقتصاديّ في ليبيا يكافح للوصول إلى مستويات كبيرة.
أهم وجهات الاستيراد والتصدير في ليبيا
إنَّ التقدم الكبير الذي يشهده اقتصاد الدولة الليبيَّة ساهم في رفع مكانتها عالميًا؛ إذ إنَّها تحتل المرتبة الثالثة والسبعين على مستوى العالم من حيث حجم الاقتصاد، وقد بيَّنت الإحصاءات أنَّ الناتج المحليّ الليبيّ في عام 2017 م قد تجاوز حدود 38 مليار دولار، كما أنَّ النفط الخام من أهم صادرات القطاع الصناعيّ ثم يليه غاز البترول، ومن الجدير بالذكر أنَّ أهم وجهة تصدير لمنتجات القطاع الصناعيّ الليبيّ هي إيطاليا وتليها ألمانيا ثم إسبانيا ثم فرنسا والولايات المتحدة الأمريكيَّة، وكما هو الحال في وجهات تصدير المنتوج الليبيّ تقع دولة إيطاليا في المرتبة الأولى من حيث مصادر استيراد المنتجات التي يحتاج إليها اقتصاد الدولة خاصة في قطاع الزراعة، بينما تقع الصين في المرتبة الثانية ويليها كل من تركيا وإسبانيا وتونس، وتجدُر الإشارة إلى أنَّ ليبيا تحتل المرتبة 106 عالميًا من حيث حجم الاستيراد وذلك بناءً على احصاءات عام 2017 م[٥].
دور المرأة في قطاع الصناعة
حرصت المرأة الليبيَّة على التواجد ضمن كافة المجالات كعنصر فعال قادر على إحداث التغيير وذلك منذ بدء التاريخ، وقد كانت مشاركتها النشطة في كل من قطاع الاقتصاد والسياسة وغيرها ذات تأثير كبير وفعال، وعلى الرغم من حجم القيود التي تعرَّضت لها المجموعات النسائيَّة في فترات سابقة إلّا أنَّها تمكنت من التغلب عليها، واستطاعات الحصول على معظم حقوقها مثل الضمان الاجتماعيّ والاستقلال المالي، كما أنَّها فرضت نفسها في كل من قطاعيّ العمل والتعليم، وحتى مع تضاؤل الفرص استمرت المرأة الليبيَّة في النضال والسعي لإثبات نفسها وجدارتها، ومن الجدير بالذكر أنَّها أصبحت جزءًا من النظام السياسيّ للدولة، ونالت مناصب كبيرة يمكن عدّها من أولى خطوات مشاركة المرأة السياسيَّة في النظام، ومن ناحية أخرى بلغت نسبة وجود النساء في القوى العاملة حوالي 25% ضمن القطاعين العام والخاص، وما زال تقدُّم المرأة في ليبيا مستمرًا وفي حالة من التطوّر[٦][٧].
المراجع
- ^ أ ب "Libya", cia, Retrieved 10-11-2019. Edited.
- ↑ "real growth rate", cia, Retrieved 10-11-2019. Edited.
- ↑ "What Are The Biggest Industries In Libya", worldatlas, Retrieved 10-11-2019. Edited.
- ↑ Daniel Workman (9-7-2019), "Libya’s Top 10 Exports"، worldstopexports, Retrieved 10-11-2019. Edited.
- ↑ "Libya", oec, Retrieved 10-11-2019. Edited.
- ↑ "The Situation of Women in Libya", genderconcerns, Retrieved 10-11-2019. Edited.
- ↑ Wafa Bughaighis (18-3-2019), "The Way Forward for Women in Libya"، wilsoncenter, Retrieved 10-11-2019. Edited.