محتويات
الإمارات العربية المتحدة
تُعد دولة الإمارات العربية دولةً اتحاديةً مكونةً من سبع إمارات هي: دبي، وأبو ظبي، ورأس الخيمة، والشارقة، والفجيرة، وعجمان، وأم القيوين، تقع الإمارات جنوب غرب آسيا تحديدًا شرق شبه جزيرة العرب، ووفقًا لدستور سنة 1971 ميلاديًا فإن النظام السياسي في الإمارات يتكون من عدد من الهيئات المرتبطة بالإدارة ارتباطًا معقدًا، يُعد الدين الإسلامي هو الدين الرسمي في دولة الإمارات، ولغتها الرسمية هي اللغة العربية، كانت الإمارات قبل سنة 1971 ميلاديًا تُعرف باسم ساحل عمان المتصالح أو الإمارات المتصالحة، وذلك إشارةً لهدنة القرن التاسع عشر بين عدد من شيوخ العرب والمملكة المتحدة، كما استخدم ساحل القراصنة للإشارة للإمارات في المنطقة من القرن الثامن عشر إلى القرن العشرين، أما نظام الحكم في دولة الإمارات هو نظام ملكي دستوري بالإضافة لنظام الحكم الرئاسي، والإمارات عضو في جامعة الدول العربية، وعضو في مجلس التعاون لدول الخليج، وعضو في منظمة المؤتمر الإسلامي، وفي الأمم المتحدة، وفي منظمة التجارة العالمية، ومنظمة أوبك[١].
مدينة جلفار (رأس الخيمة)
تشتهر المدينة بتجارة اللؤلؤ الثمين، كما تتميز بموقعها الإستراتيجي من الناحية الشمالية للإمارات العربية على مدخل خليج العرب، ويقسم المدينة لسان مائي لشطرين؛ القسم الشرقي المعيريض، والقسم الغربي رأس الخيمة، كما يوجد فيها جبل جيس وهو أعلى جبل في دولة الإمارات، إذ يبلغ طول قمته حوالي 1900 متر، كما أن المدينة تشهد نموًا اقتصاديًا خصوصًا بعد إنشاء عدة مرافق سياحية والمنطقة الحرة، كما تمتلك المدينة مصنعًا للأدوية يُسمى "جلفار"، هو الأضخم في منطقة الشرق الأوسط وشمال قارة أفريقيا، كما تتميز المدينة بتاريخ غني وحافل، وهي مقر للكثير من المستوطنات البشرية القديمة، كما يوجد في المدينة ميناء مزدهر، يُعد موطنًا للكثير من اللآلئ الطبيعية التي تُصنع منها مجوهرات الملكات والملوك، وكان أهمَّ مصادر دخلها في الماضي الغوصُ على اللؤلؤ الطبيعي، تُعد رابع أكبر مدينة من مدن الإمارات إذ تبلغ مساحتها حوالي 1684 كيلو مترًا مربعًا، يبلغ عدد سكانها حسب تقارير سنة 2015 حوالي 300.000 نسمة[٢].
أبرز المعالم الأثرية في مدينة جلفار
يوجد العديد من المعالم الأثرية في مدينة جلفار ونذكر منها ما يأتي[٣]:
- قصر الزباء: يرجع تاريخ قصر الزباء للقرون الوسطى القديمة، والقصر يقع على قمة جبلية مطلة على منطقة شمل الحديثة الواقعة في الجهة الشمالية من مدينة جلفار، إذ تُعد من المباني الأثرية القديمة فهي ما تزال شاهدةً على تاريخ المدينة، إذ يُعد قصر الزباء القصر الوحيد القديم الذي عُرف في دولة الإمارات العربية بعلم الأساطير، كما يوجد لقصر الزباء ارتباط كبير في مدينة جلفار التجارية التاريخية، وهو الاسم الذي أُطلق على مدينة رأس الخيمة قديمًا، ويتألف قصر الزباء من عدد من الجدران الدفاعية وخزانات المياه الموجودة في منطقة شمل، ويطل القصر على سهل شمل الخصب، ويتكون من خزانات ماء وعدة غرف، وما يزال يحتفظ بأسقفته الأصلية كجزء من الماضي.
- قلعة ضاية: إلى جانب قصر الزباء توجد قلعة ضاية، وهي قلعة عسكرية ذات موقع إستراتيجي وذات أهمية بالغة في تاريخ مدينة جلفار، تقع القلعة شمال مدينة الرمس، فالقلعة شُيدت في القرن السادس عشر بالقرب من تل مربع.
- منطقة الفلية: وفي تلك المنطقة التي بُنيت فيها المساكن في القرن الثامن عشر، وذلك بهدف سكن عائلة القواسم، إذ أُحيطت بمساكن للمصطافين القادمين من المدينة والإمارات الأخرى وببساتين النخيل، وفي سنة 1820 ميلاديًا وقعت معاهدة السلام في الفلية بين الحكومة البريطانية ومشايخ ساحل الخليج العربي، وعلى إثر تلك المعاهدة تأسست دولة الإمارات.
سعى الشيخ صقر بن محمد القاسمي رحمه الله أثناء فترة حكمه للمدينة لمعرفة تاريخها، ولهذا دعا عددًا من خبراء الآثار من كافة دول العالم للتنقيب عن الآثار في كافة مناطق المدينة وكشف تاريخها، إذ دعم وشجَّع علماء الآثار على الاستمرار بمسوحاتهم التي شملت كافة مناطق المدينة، وكشفت فرق التنقيب بأن كافة مناطق المدينة كانت مهدًا للحضارة التجارية التي نشطت قبل 5000 عام قبل الميلاد، إذ مرَّت بعدها بعدد من الفترات والحقب التاريخية التي شهدتها الأماكن التي عرفت ضمن منطقة جلفار قديمًا، وتلك الأماكن هي: الجزيرة الحمراء، ووادي البيح، والكوش، وخت، ووادي القور، ووادي شمل، ووادي المنيعي، والقرم، وغليلة، وقرن الحرف، والرمس، وضاية، والفلية، وجزر الحليلة، وعب، وأذن وفشغا، كما يُشار بأن الحصن الذي يعود لأواسط القرن الثامن عشر للميلاد تحول لمتحف رأس الخيمة الوطني، إذ يوجد فيه أكثر من 5000 قطعة من الآثار المكتشفة في المدينة، فهو من أغنى المتاحف في دولة الإمارات بالمكتشفات الأثرية، كما أن المتحف يضم قسمًا خاصًا بعلم الآثار يوجد فيه مختبر لتحديد وتصنيف عمر المكتشفات، وذلك بالتعاون مع مجموعة من الجامعات الأوروبية.
معلومات عن مدينة جلفار
تمكنت مدينة جلفار التاريخية المعروفة قديمًا برأس الخيمة من الحصول على مكانة قديمة ومرموقة بين عدد من المدن التي بُنيت قبل الميلاد، إذ يرجع تاريخ المدينة العريق لخمسة آلاف سنة قبل الميلاد، وكانت المدينة حاضرةً بتجارتها وعامرةً بسكانها العرب الأصليين الذين عاصروا كافة الحضارات والفترات والعصور المتعاقبة، كما تمكنوا بتلك الحقب التاريخية من بناء مركز تجاري رئيسي في الجزء السُفلي من الخليج العربي، كما عُرفت جلفار بتجارتها المزدهرة والواسعة مع العديد من الدول في الغرب والشرق، وكانت المدينة واحدةً من أهم الطرق التجارية للبضائع في القرون الإسلامية، وتُعد المدينة موطنًا للتجارة وإن أحمد بن ماجد "أسد البحار" من أشهر البحارة العرب، كما اشتهرت مدينة جلفار بفخارها ذي الجودة العالية الذي كان يُصنع في منطقتي وادي حقيل وشمل، كما تُعد واحدةً من المراكز الرئيسية بإنتاج الأواني الفخارية، إذ كانت توزع على دول الخليج العربي لأكثر من خمسمئة سنة.
بدأت الحضارات تتوافد على مدينة جلفار بدءًا من فترة العبيد التي استمرت أثناء الفترة من 3800 وحتى 5000 قبل الميلاد، وتُعد تلك الفترة الأقدم في المدينة وكانت قريبةً من الجزيرة الحمراء، كما اكتشفت البعثات موقعين للمدينة جعلاها تحصل على أهمية كبيرة بمعرفة طرق البضائع والتجارة في القرون الإسلامية، الأولى الكوش، والموقع الثاني يقع في جزيرة حليلة ضمن مدينة جلفار، وهي مدينة معروفة للجغرافيين والرحالة المسلمين، مثل المقدسي في القرن العاشر، والإدريسي في القرن الثاني عشر، ويرجع سبب استقرار مدينة جلفار لأهمية مينائها وازدياد حجم التجارة الداخلية تلك الفترة مع الشرق الأقصى، وتأكد ذلك من الاكتشافات العديدة للبورسلين الأبيض والصيني الأزرق الذي اكتشف في الموقع، إذ يرجع أصله إلى فيتنام، كما أُشير لأول مرة لجلفار الجغرافي المقدسي سنة 985 هجريًا، كما ذكرت مدينةَ جلفار مجموعةٌ كبيرةٌ من الجغرافيين العرب مثل الإدريسي وياقوت الحموي وابن حردادبة، وفي الفترة الإسلامية الممتدة من القرن الرابع عشر إلى القرن التاسع عشر هجر سكان من جزيرة الحليلة والكوش واستقروا في ذلك الوقت على شاطئ رملي أمام الساحل، وتلك المنطقة سُميت باسم جلفار[٤].
المراجع
- ↑ "معلومات عن الإمارات العربية المتحدة"، 4arb، 4-6-2015، اطّلع عليه بتاريخ 15-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "إمارة رأس الخيمة"، government، اطّلع عليه بتاريخ 15-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "جلفار.. موطن التجارة والبحارة منذ 5 آلاف عام قبل الميلاد"، albayan، اطّلع عليه بتاريخ 15-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "جلفار حكاية عمرها 5 آلاف عام"، alkhaleej، اطّلع عليه بتاريخ 15-12-2019. بتصرّف.