مدينة تل ابيض

مدينة تل ابيض

موقع مدينة تل أبيض

تَقع مدينة تل أبيض في الجمهورية العربية السورية، وهي الجُمهورية التي تمتد على الساحل الشرقي للبحر أبيض المتوسط ​​لجنوب غرب قارة آسيا؛ إذ تشمل الأراضي السورية مساحات واسعة وتضاريس خلابة، وقد تميزت سوريا بالزراعة؛ ويعود ذلك إلى خصوبة تربتها وملاءمة طَقسها للزراعة والفلاحة.


إن من أهم الأماكن جذبًا للسياح فيها هو جبل قاسيون لجماله وارتفاعه، ويَحُد سوريا من الشمال تركيا، ومن الشرق العراق، ومن الجنوب الأردن، ومن الجنوب الغربي تحدها لبنان وفلسطين المحتلة[١].


تنقسم سوريا وعاصمتها دمشق إلى عِدة محافظات؛ من أهمها محافظة الرقة التي تقع على نهر الفرات إلى الغرب من نقطة التقائها مع نهر البليخ، وقد كانت الرقة في العصر اليوناني تسمى نيسيفوريوم؛ كما كانت حصنًا رومانيًّا عظيمًا وسوقًا كبيرًا، وازدهرت الرقة مرة أخرى في العصر العباسي في عهد الخليفة هارون الرشيد، إذ بنى العديد من المساكن الفخمة واتخذها مقرهُ الخاص ضد البيزنطيين.


سُميت مدينة الرقة الرشيد لوقت من الزمان، وقد عايشت هذه المنطقة العديد من الغزوات المغولية في القرن الثالث عشر، وتدريجيًّا بمرور الزمن سقطت الرقة وتحولت أهميتها إلى ضواحي المدينة، وقد أصبحت مع الوقت مركز إمداد للمجتمع، وازداد الإقبال على الزراعة المحلية، وأصبحت الرقة مرة أخرى مركزًا تجاريًا زراعيًا ذا أهمية كبيرة، ويوجد في محافظة الرقة متحف صغير يعرض اكتشافات من الحفريات في المنطقة التي كشف فريق البحث والتنقيب عنها دلالةً على الماضي العريق لمحافظة الرقة وضواحيها، ومن أهم المدن في محافظة الرقة هي مدينة تل أبيض[٢][٣].


طبيعة مدينة تل أبيض وسكانها

تُعد مدينة تل أبيض بلدة حدودية عسكرية في شمال سوريا[٣]، وتضم العديد من السكان العرب، وقد عايشت المنطقة الكثير من الحروب ومحاولات الاستيلاء عليها باعتبارها منطقة حدودية ذات أهمية؛ إلا أن الإرهابيين والدخلاء طُردوا منها بعد أن باءت المحاولات الطامعة في وضع بلدة تل أبيض تحت سيطرتهم بالفشل[٤]، لقد أسست فرنسا مدينة تل أبيض عام 1920 للسيطرة على الحدود التركية، وكان أول سكانها هم الأرمن، وسرعان ما أصبحت زراعة القمح والقطن هي الموارد الرئيسية في تلك المنطقة[٥]، كما تُعد مدينة تل أبيض من المُدن ذات التنوع العِرقي الواسع؛ إذ يعيش الأكراد والعرب جنبًا إلى جنب، فضلًا عن وجود الأرمن والتركمان؛ إذ يشكل الأكراد 55% من سكان مدينة تل أبيض، أي حوالي 15% من إجمالي سكان محافظة الرقة، وتُعد مدينة تل أبيض من أهم مناطق العبور الحدودية في محافظة الرقة، كما تشتهر بأراضيها الخصبة وينابيعها الجميلة[٦].


مدينة تل أبيض الحديثة

تحتوي تل أبيض اليوم على عدة قبائل مختلفة الأجناس، ولم تعد بلدة تل أبيض تتبع لمحافظة الرقّة السورية، بل أصبحت تتبع لكوباني الكردية، وتحتوي بلدة تل أبيض على الفئة الكبرى من العرب، لكن لا يوجد أي مجلس يمثلهم في بلدة دير الزور والرقة وغيرها، فبدلًا من ذلك دُمجت تل أبيض كاملة بالأراضي الكردية التي لا تزال تشكل خطًّا مستقيمًا كَحِزام يقع على طول الحدود الشمالية، وحدث تغير سكاني كبير خلال الحرب أدى إلى تضاعف أعداد سكان تل أبيض بحلول خريف عام 2017، ورغم ذلك التزايد إلا ان الأوضاع الاقتصادية في بلدة تل أبيض كانت لا تزال ضعيفة، كما ضعف الاهتمام بالتنظيمات القبلية التقليدية، لكن النظام القبلي بقي يُهيمن على المجتمع العربي في تل أبيض؛ إذ بقي زعماء القبائل العربية، يتمتعون بحماية متينة من قبل الجمهورية العربية السورية، ويحتفظون بمَكانتهم وقوتهم في الجانب السياسي في الدولة[٥].

قال سكان مدينة تل أبيض أن الغزو حاول تفكِيكهم، لكنهم يُقرّون أنهم أخوة، إذ يترَقب السكان المحليون في البلدة إعادة الحياة إلى ما كانت عليه قبل الغزو، ورجوع الماء والتيار الكهربائي بصورة مستقرة إلى البلدة، وانتظار افتتاح المجالس للقبائل وافتتاح مراكز الشرطة[٧]، وتُبذَل العديد من الجهود لإبقاء الحدود مفتوحة أمام مدينة تل أبيض لتسهيل شحن المساعدات الإنسانية بشكل أساسي، وفي ذات الوقت تسعى المنطقة إلى تجديد نظام الطُرق وجرد المباني التالفة وغير الصالحة للاستخدام أو الخدمة[٨].


المراجع

  1. Adam Zeidan (15-7-2019), "Syria"، britannica, Retrieved 17-11-2019. Edited.
  2. Noah Tesch (18-11-2015), "Al-Raqqah"، britannica, Retrieved 17-11-2019. Edited.
  3. ^ أ ب Elliot Ackerman (20-6-2015), "The Story of the Story at Tal Abyad"، newyorker, Retrieved 17-11-2019. Edited.
  4. "Local council set up in terror-free Tal Abyad in Syria", hurriyetdailynews,28-10-2019، Retrieved 17-11-2019. Edited.
  5. ^ أ ب "Tal Abyad: Achilles Heel of the Syrian Kurdish Belt", washingtoninstitute,21-10-2018، Retrieved 17-11-2019.
  6. " Report on the Recent Events Witnessed in Tal Abyad-Al Raqqa Violation Documentation Centre in Syria", vdc-sy,1-7-2013، Retrieved 11-12-2019. Edited.
  7. Burak Karacaoglu (25-10-2019), "Daily life returns to normal in Tal Abyad, Syria"، aa, Retrieved 18-11-2019. Edited.
  8. "Tal Abyad locals experience bittersweet feelings upon return", dailysabah,21-11-2019، Retrieved 11-12-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :