محتويات
تاريخ مدينة حلب القديم
تٌعد حلب المدينة الرئيسية التي تقع في الجزء الشمالي الغربي من سوريا، وتبعد عن جَنُوب الحدود التركية ب 50 كم، ودائمًا كانت هذه المدينة مأهولة بالسكان على مدار التاريخ وبين أقدم دول العالم، وفيما يلي سنتتبع تاريخها القديم[١]:
- قام المستوطنين الأوائل باستغلال أراضيها الزراعية الخصبة، واستفادوا من مزاياها الدفاعية والطبيعية؛ فبدأوا ببناء منازلهم على قمة تلالها والواقعة في منتصف المدينة، وللاستفادة من قربها من مصادر الماء من نهر قويق، ومع ذلك كله فإنه اليوم من الصعب التنبؤ بالفترة التاريخية الأولى لبدء سكن منطقة حلب وذلك لقلة الأدلة التريخية؛ بسبب استمرار الأعمار عليها حتى يوما هذا.
- يعود أصل اسم حلب إلى أرشيفات مدينة إيبلا القديمة، إذ ذكر اسمها في هذه الأرشيفات في نهاية الألفية الثالثة قبل الميلاد، إذ كان اسمها يُطلق على موقع يوجد فيه معبد كانوا يُكرسونه لعبادة إله العاصفة.
- كانت بقايا المعبد المذكور مدفونة في موقع قلعة حلب، وتعود هذه البقايا إلى القرون الوسطى، وقد اكتشفت من قبل العلماء في أواخر القرن العشرين على قمة تل وَسْط المدينة، وعلى مدى آلاف السنين كان التجديد للمعبد يحصل باستمرار، وقد كانت جدران المعبد المدمرة سميكة فاعتقدوا أنّه كان برجًا طويلًا يُمكن رؤيته من مسافات بعيدة.
- كانت حلب عاصمة مملكة يمحاض العموريين (Amorite kingdom of Yamkhad) قي القرن الثامن عشر قبل الميلاد، ثم أصبحت في القرنين السابع عشر والرابع عشر تحت حكم الحثيين والمصريين و الميتانيين، ثم عادت تحت حكم الحثيين مرة أخرى، واستقلت كإمارة حثية على مدى القرون المتعاقبة التالية.
- غزى الآشوريون حلب في القرن الثامن قبل الميلاد، ثم سُيطر عليها من القرن السادس إلى القرن الرابع قبل الميلاد من قبل الفرس الأخميني، وخلال خضوعها تحت الحكم الآشوري والأخميني تراجعت أهميتها فلم يكن هناك سجلات تاريخية لها.
- سيطر السلوقيون على مدينة حلب في أوائل القرن الثالث قبل الميلاد، وأسسوا مستعمرة بيرويا (Beroea) وسُميت على اسم المدينة المقدونية التي كانت موطن المستوطنين.
- أصبحت حلب مركز تجاري مهم في الفترة الهلنستية، ويربط هذا المركز بين البحر الأبيض المتوسط وأراضي أقصى الشرق.
- في القرن الأول قبل الميلاد أصبحت مدينة في سوريا الرومانية، واستوطن اليهود لها في هذه الفترة أيضًا.
- احتل العرب مدينة حلب عام 637 م وأعادوا لها اسمها القديم حلب.
- في القرن العاشر أصبحت حلب إمارة مستقلة تحت حكم سلالة الحمدين، وازدهرت كمدينة ثقافية ضمت شخصيات بارزة مثل مؤسس السلالة الحمدانية سيف الدولة، والشاعر أبي الطيب المتنبي، والفيلسوف الفارابي.
- نهب الجيش البيزنطي حلب في عام 962 م، ونتج بذلك فترة متعاقبة من الحروب والصراعات على يد للسيطرة عليها.
- كانت حلب مركزًا للمقاومة الصليبية في القرن الثاني عشر، وقد صُدت على يد عماد الدين زنكي، وقد سيطر هو وابنه نور الدين على حلب عام 1129م.
- سيطرت سلالة الأيوبيين على حلب بعد وفاة نور الدين، الذي قام بتأسيسها صلاح الدين الأيوبي، وخلال حكم الأيوبيين ازدهرت حلب ازدهارًا كبيرًا واستثنائيًا.
- استولى المغول على حلب في عام 1260م وأنهوا حكم الأيوبيين، ثم قاموا مماليك مصر بطرد المغول منها، ولكنها استمرت في المعاناة من مرض الطاعون وهجوم تيمورلنك عليها.
- دُمجت حلب مع الإمبراطورية العثمانية وأصبحت عاصمة لإقليم سوريا الشِّمالية مع أجزاء من جَنُوب الأناضول، وذلك في عام 1516، وأصبحت حلب ثالث أكبر مدينة في الإمبراطورية العثمانية في القرنين السادس عشر والسابع عشر.
- عزلت الحدود السورية التي رسمت من قبل المملكة المتحدة وفرنسا حلب عن المناطق التي كانت داعمة لها في كونها مركز تجاري، ولكن قطاعها الصناعي استمر بالتطور وشهدت توسعًا هائلًا في القرن العشرين بسبب الهجرة الكبيرة من المناطق الريفية إلى المدينة.
تعاقب الحضارات الإسلامية في مدينة حلب
سنتتبع فيما يلي تعاقب الحضارات الإسلامية في مدينة حلب[٢]:
- الفتح الإسلامي لحلب: برزت حلب مع تطور العصر الإسلامي، إذ حوصرت بقيادة أبي عبيدة بن الجراح وجيوشه المسلمين في سنة 637 م، وسرعان ما طلب أهلها الصلح والأمان على أنفسهم وأموالهم، ثم قسم عمر بن الخطاب رضي الله عنه الشام إلى أجناد، وتم إضافة حلب إلى جند حِمِّص مع مدينة قنسرين، ثم قام معاوية بن أبي سفيان فصل قنسرين عن حِمِّص، وأصبحت قنسرين لها جند منفرد وأضيفت حلب إليه.
- حلب في العصر الأموي: اتخذ عبد الملك بن مروان حلب مركزًا إداريًا لإمارة الشام، وقد بِنَى فيها قصره والجامع الكبير، لذلك قد كانت حلب مركز الثورة العمرانية في العصر الأموي، كما بِنَى الخليفة سليمان بن عبد الملك أول مسجد جامع في حلب عام 714-717 م، وكانت زخارف المسجد روعتها تضاهي روعة مسجد دمشق.
- حلب في العصر العباسي: عندما انتقل الحكم إلى العباسيين عام 749-750م، أصبحت العراق مركز الخلافة للدولة الإسلامية بدلًا من دمشق، فتراجعت مكانة دمشق وتراجع اقتصادها، ولكن لأنّ حلب كان قد أضيفت إلى جند قنسرين لم تتراجع أهميتها بل ازدادت، وقد أصبحت قصبة جند قنسرين في أيام بني العباس. بعد أن ولى الخليفة أحمد بن طولون لولاية مصر، بدأ بالتفكير ببسط حكمه إلى بلاد الشام وكان ذلك في النصف الثاني من القرن الثالث الهجري، وقد نجح في ذلك بسبب سهولة الأحوال آنذاك، وأصبحت حلب تابع للخليفة سنة 284هـ.
أشهر المعالم الأثرية التي بقيت في حلب
فيما يلي أشهر المعالم الأثرية التي بقيت في حلب[٣][٤]:
- قلعة حلب الأثرية، التي بنيت في القرن العاشر قبل الميلاد، تحتوي القلعة الآن على بقايا مساجد وقصور ومباني حمامات.
- قلعة القديس سيمون (قلعة سمعان)، والتي قد ابتكرها القديس سيمون الأكبر، فقد كان يتعبد ويتنسك على عمود حجري في جبل سمعان، وذلك في أواخر النصف الأول من القرن الخامس الميلادي.
- القرى القديمة في ريف حلب، والتي كانت مهجورة في أوائل القرن السابع.
- المدينة الأثرية إيبلا، التي عمرها أكثر من 5000 عام.
- فيلا روز، والواقعة في حي عزيزية في حلب، يبلغ عمرها أكثر من 100عام.
- مدينة سرجيلا الميتة.
لماذا سُمّيت حلب بالشهباء؟
سُميت حلب بالشهباء نسبةً إلى أبنيتها التي بُنيت بالحجارة الحلبية، والتي كانت تتميز بلونها الأشهب[٢].
المراجع
- ↑ "Aleppo", britannica, Retrieved 2/3/2021. Edited.
- ^ أ ب "حلب الشهباء"، قصة الإسلام، 20/6/2017، اطّلع عليه بتاريخ 2/3/2021. بتصرّف.
- ↑ "Ancient City of Aleppo", unesco, Retrieved 2/3/2021. Edited.
- ↑ "Aleppo Landmarks", tripadvisor, Retrieved 2/3/2021. Edited.