مدينة شنزن

مدينة شنزن

أين تقع مدينة شنزن؟

تُعد مدينة شنزن إحدى مدن الصين التي تقع على طول الساحل الجنوبيّ لبحر الصين، وإلى الجنوب الأوسط من مقاطعة قوانغدونغ شنغ، ويحدها من الشمال هونج كونج، وترتبط المدينة بما حولها من المدن بواسطة السكك الحديدية التي تصل شنزن من الغرب بمدينة قوانغتشو، ومن الشمال بمدينة بكين، أما من الجهة الشرقية فتصل السكك إلى مقاطعة فوجيان، ويوجد في المدينة مطارٌ دوليٌ بالإضافة إلى ميناءٍ كبيرٍ في الضواحي، وكانت مدينة شنزن في بداياتها مدينةً صغيرةً لا تُشكل سوى مركز جمركي بري إلا أنها فيما بعد أُعلنت كمنطقة اقتصادية خاصة للاستثمار الخارجي[١].


كيف تطورت مدينة شنزن عبر التاريخ؟

كانت البدايات لظهور مدينة شنزن في العصر الحجري الحديث منذ 6700 عام، واعتبرت مستوطنةً ذات تاريخ طويل يمتد لما يزيد عن 1673 عام، أما عن اسم المدينة فقد استُخدم لأول مرة في فترة حكم أسرة مينغ إذ كان المزارعون يطلقون اسم شنزن على المصارف شديدة العمق المتواجدة في حقول الأرز بسبب تشكيلها لنقطة اتصال ما بين الجداول والأنهار، وفي البدايات لوجود أسرة تشينغ أصبحت شنزن بلدةً رسميةً، وعُرفت في بعض الأوقات باسم مدينة روك أو مقاطعة شينآن، أما عن التطور التاريخي لمدينة شنزن فكانت البدايات لها كقبيلة للاييو القدماء الذين عاشوا على زراعة الأراضي وصيد الأسماك، وفي الفترة ما بين 201- 331 قبل الميلاد جاء الإمبراطور تشينشيهوانغ ووحد الصين في العام 214 بضم ثلاث محافظات وهي ناتهاي، وقويلين، وشيانغ جون، وأرسل 500.000 مواطن ممن كانوا يعيشون في وسط الصين إلى الجنوب لتنمية المنطقة وتطويرها، وكانت شنزن وقتها تتبع لمحافظة ناتهاي لذا ضُمت المدينة للصين وأصبحت تابعةً للإمبراطور.


ثبت تاريخيًا بأن شنزن كانت تتبع لمقاطعة باوآن في عام 331 قبل الميلاد بعدها أصبحت المدينة مركزًا بحريًا تجاريًا لجنوب الصين تحديدًا في عهد أسرة سونغ، واشتهرت بتجارة الملح والتوابل في عهد أسرة يوان، ومن بعض المنتجات التي اشتهرت بها المدينة في ذاك الوقت تجارة اللآلئ، وأُقيمت قواعد عسكرية في المدينة في عام 1394 م من عهد سلالة مينغ مثل قاعدة دونغقوان ودابنغ، وضمت شنزن مدينة نانتو التي عُدت مركزًا سياسيًا لها، وفي عام 1573 م أُنشئت في إقليم شنزن مقاطعة سُميت بشينان، ووُسعت وقتها قاعدة دونغقوان العسكرية، واقتصاديًا اشتُهرت المقاطعة بتجارة الأرز والتوابل والشاي والملح، وفي الفترة الواقعة ما بين عامي 1842- 1898 م تنازلت الصين عن الإقليم لبريطانيا بموجب اتفاقية ومعاهدة نانجينغ، فقد احتل البريطانيون جزيرة هونج كونج في عام 1860 م، وقد تنازلت الصين عن شبه جزيرة كولون للبريطان في عام 1898 م، ولاحقًا أجرت حكومة أسرة تشينغ الأقاليم الجديدة لبريطانيا لفترة تصل لـ 99 عامًا، وفي عام 1953 م أصبحت مقاطعة باوان تتبع لمدينة شنزن وعاش فيها عدد كبير من السكان وازدهرت في المدينة الصناعة والتجارة.

أما في مارس من عام 1979 م فقد اتخذت الحكومة قرارًا بإعادة تسمية باوان باسم شنزن وأصبحت تابعةً إداريًا لمقاطعة هوييانغ ومقاطعة قوانغدونغ، وفي شهر نوفمبر من العام نفسه تطورت المدينة من مقاطعة إلى محافظة تتبع للإقليم مباشرةً، ومُنحت المدينة في عام 1992 م حق الحصول على الإدارة الاقتصادية، واعتبرت كيانًا مستقلًا يُساعد على تنمية الدولة، وبالوصول لعام 2004م أصبحت شنزن مدينة حضارية غير ريفية[٢].


ما هي طبيعة الطقس في مدينة شنزن؟

تتصف مدينة شنزن بطقسها الرطب والحار وتتراوح درجات الحرارة على مدار العام ما بين 12 درجةً مئويةً إلى 32 درجةً مئويةً، ونادرًا ما تُسجل درجات تقل عن 7 أو تزيد عن 33 درجةً مئويةً، أما سياحيًا فإن الوقت الأفضل سنويًا لزيارة المدينة هي الفترة ما بين منتصف شهر أكتوبر وصولًا إلى المنتصف من شهر ديسمبر، فالصيف في المدينة يستمر لمدة تصل لغاية خمسة أشهر بدءًا من شهر مايو وحتى النصف من شهر أكتوبر، أما عن الشتاء فيبدأ موسمه من شهر ديسمبر وحتى البدايات من شهر مارس، وقد اعتبر 24 يوليو اليوم الأشد حرارةً في شنزن، بينما اليوم الأبرد فهو في 20 يناير[٣].


كم عدد السكان في مدينة شنزن؟

كانت البدايات لعدد السكان في مدينة شنزن في عام 1970 م تصل ل30.000 مواطن، أما في عام 2016 فقد أصبحت المدينة تضم أكثر من 10 ملايين نسمة يقيمون على مساحة تصل لغاية 991 كيلومترًا مربعًا، إذ أصبحت مدينةً حضريةً على مستوى العالم، ونظرًا للاستثمار الأجنبي وكونها مركزًا ماليًا فقد ساعدها ذلك على التحول من مدينة ذات سوق صغير إلى مدينة صناعية تعج بالتكنولوجيا، فباتت تحتوي على ميناء حاويات يُعد الثالث حجمًا في الصين، والرابع على مستوى الموانئ المزدحمة، وعلى مدى 35 عامًا ازدهر التعداد السكاني للمدينة نظرًا للتطور الثقافي والصناعي والتقدم في الخدمات اللوجستية، وانتُخبت المدينة من بين أفضل عشر مدن صينية للمغتربين إذ يتجه المغتربون لشنزن ويستقرون فيها بسبب توفر فرص العمل بها، والانفتاح الثقافي، وعُدت أفضل مدينة للعمال المهاجرين في عام 2014، وبناءً على التقديرات الحالية للسكان فمن المتوقع وصول عدد السكان مع نهاية عام 2020 لـ 11 مليون نسمة، وبالوصول لنهاية عام 2030 يقدر بوصول السكان لـ 13 مليون نسمة[٤].


أماكن لزيارتها في مدينة شنزن

عند زيارتكِ للصين لا بدّ لكِ من زيارة مدينة شنزن الواقعة على الطرف الآخر من حدود هونج كونج، وتقع في جنوب الصين، وقد عُرفت المدينة وازدهرت اقتصاديًا خلال فترة سريعة منذ عام 1979 م، وعدا عن الاقتصاد الذي يملأ المدينة إلا إنها تحتوي على عدة أماكن يمكنكِ زيارتها والتمتع بمشاهدتها، ومنها ما يأتي[٥]:

  • مركز ميريديان فيو: فإن كنتِ ترغبين بمشاهدة أحد أهم المناظر الخلابة في شنزن فعليكِ الاتجاه لقصر ديوانغ الذي يُعد من أطول المباني في المدينة على ارتفاع يصل لـ 384 مترًا، ويضم 69 طابقًا، ويمكنكِ الاستمتاع بمشاهدة المدينة كاملةً من خلال التلسكوبات التي تمنحكِ رؤية ناطحات السحاب والمباني المعمارية المتطورة.
  • حديقة الثقافة الإبداعية: قد تعتقدين بأن المدينة ليست سوى صحراء تعج بالثقافة، إلا أنكِ ستذهلين عند رؤيتكِ للإبداعات الصينية وتصميمات الفنانين والمبتكرين المنتشرة في أرجاء المدينة، بما فيها المعارض الفنية، والمكتبات العامة، وأماكن الموسيقى، والمقاهي الحديثة، ونوافير المياه المنتشرة، ولا بدّ لكِ من زيارة مبنى الفن المعاصر الذي يُشكل ما مساحته 300 متر مربع، ستحتاجين للمزيد من الوقت لمشاهدة جميع الأماكن المنتشرة في شنزن.
  • جبال نانشان: لتبتعدي قليلًا عن ضجة المدينة وصخبها، اتجهي للاستمتاع بالهدوء في الريف والإطلالات ذات الجمالية الخاصة على المحيط وجبال التسلق المنتشرة.
  • منطقة فوتيان المركزية للأعمال: إن كنتِ عزيزتي ممن يُحبون التمتع بمشاهدة المباني الهندسية فاتجهي لزيارة فوتيان التي تُعد قلب مدينة شنزن والتي تعج بالعمارة الحديثة، وتحتوي على مبنى حكومي لامع، وتضم قاعةً خاصةً بالحفلات الموسيقية بالإضافة لوجود مكتبة كبيرة وقصر خاص بالشباب، وتُعد المنطقة رمزًا يدل على التطور للمدينة، إذ إنها مدينة ذات مستقبل جميل، والمثير للإعجاب أن ظهورها عالميًا لم يبدأ سوى بعد التسعينات.
  • متحف شنزن: فرغم رؤيتكِ للحداثة المنتشرة في أرجاء المدينة يجب ألا تغفلي عن رؤية الجانب التاريخيّ، فزيارتكِ للمتحف ستعطيكِ نظرةً عامةً عن تاريخ المدينة وقدامتها بدءًا من عصور ما قبل التاريخ وصولًا للوقت الحاضر.


المراجع

  1. "Shenzhen"، encyclopaedia britannica, Retrieved 2020-7-3. Edited.
  2. "History", asiavtour, Retrieved 2020-7-3. Edited.
  3. "Average Weather in Shenzhen China", Weather Spark, Retrieved 2020-7-3. Edited.
  4. "Shenzhen Population 2020", World Population Review, Retrieved 2020-7-3. Edited.
  5. "The Top 10 Things to See and Do in Shenzhen"، culture trip, Retrieved 2020-7-3. Edited.

فيديو ذو صلة :