أين تقع بلدة عمورية

موقع بلدة عمورية

تقع عمورية في الجهة الغربية الجنوبية من العاصمة التركية أنقرة الواقعة في الأراضي المتوسطة الغربية للبلاد التركية أي بالمناطق التي تُسمى الأناضول أو آسيا الصغرى تحديدًا في منطقة تُدعى فريجيا، وتعود سبب تسمية البلدة بهذا الاسم لابنة الروم بن الفز بن سام بن سيدنا نوح عليه السلام[١].


تاريخ عمورية

تُعد عمورية من المدن التاريخية العريقة إذ تأسست في الفترة الهلينية بينما شَهدت أوج ازدهارها في الفترة الإمبراطورية البيزنطية فقد كانت أهم المدن البيزنطية في الأناضول، ويُعد إيسوب صاحب الحكايات التاريخية من أشهر ابنائها وذلك في عام 560 إلى 620 قبل الميلاد، بالإضافة لذلك فقد كانت المدينة جزءًا مهمًا من الإمبراطورية الرومانية في آسيا الصغرى وذلك في عام 133 قبل الميلاد، بينما في وقتنا الحالي فهي لا تزال مدينة مهجورة منذ فتحها على يد الخليفة المعتصم بالله[٢].


معركة عمورية

لابد أن معركة عمورية من أشهر معارك التاريخ الإسلام والتي حدثت في شهر رمضان المبارك في عام 223 هجري، وكما ذكرت كتب التاريخ أن سبب المعركة الرئيسي هو إقدمام ثيوفيلوس إمبراطور بيزنطة بغزو مدينتين في الثغور الإسلامية وهما ملطية وزبطة قبل معركة عمورية بسنة وأسر عدد من النساء، ومارس أشد أنواع التعذيب في حق سكان المدينة بينما صرخت امرأة مسلمة وتدعى شراة العلوية وامعتصماه كنايةً عن الإستغاثة بالخليفة المعتصم بالله،وعندما وصل خبر المرأة والمجازر التي حثت في المدينتين الإسلاميتين جهّز جيشًا كبيرًا لغزو البيزنطيين في عمورية، ثم أرسل الأفشين أحد قادة الجيش إلى منطقة السروج لتجهيز الجند، ثم سار الجيش حتى وصل نهر اللامس بينما نشبت حربان في شهر شعبان قُبيل المعركة الفاصلة وهما آيزن ودزمون وكان طرفاها القائد الأفشين والبيزنطيين بقيادة توفيل بن ميخائيل فقدّر الله للقائد الأفشين النصر الساحق ليفر بعدها توفيل إلى القسطنطينية، وصلت جيوش العزة الإسلامية في ذلك الوقت وبقيادة القائد الكبير الأفشين إلى مدينة عمورية، وكان ذلك في الخامس من شهر رمضان المبارك بينما الخليفة المعتصم وصل بعد ذلك بيومٍ واحد لينظم القائد الأفشين وجيشه تحت لواء جيش المعتصم الجرار لبدء حصار عمورية التي لم تستطع الصمود لأكثر من أحد عشر يومًا في وجه الجيش الإسلامي الذي استغل وجود ثغرة في أسوار المدينة ليضربها بالمنجنيق حتى تهدّمت أسوارها ليدخل الجيش بعد ذلك منتصرًا نصرًا مؤزّرًا، وغنمت الجيوش الإسلامية مغانم كبيرةً من هذا الفتح العظيم ويُذكر أن إمبراطور الفرنجة أرسل إلى المعتصم بعد رؤية الجيوش الإسلامية وفتح بعض القرى في الطريق والمعركتين التي سبقتا الفتح الكبير يطلب الصلح مع التعهّد ببناء المدن الإسلامية التي خرّبتها القوات البيزنطية وتعويض سكانها ولكنه أبى ذلك وأصر على فتح المدينة بينما أصاب توفل قائد الفرجة الذي فرً إلى القسطنطينية مرضًا شديدًا بسبب هذه المعركة، بينما الشاعر الكبير أبو تمام فقد نظم واحدةً من أجمل قصائده بمناسبة هذا الفتح العظيم التي يقول فيها[٣]: السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ في حدّهِ الحدُّ بينَ الجدِّ واللَّعبِ

بيضُ الصَّفائحِ لاَ سودُ الصَّحائفِ في مُتُونِهنَّ جلاءُ الشَّك والرّيَبِ

والعِلْمُ في شُهُبِ الأَرْمَاحِ لاَمِعَةً بَيْنَ الخَمِيسَيْنِ لا في السَّبْعَةِ الشُّهُبِ

أَيْنَ الروايَة بَلْ أَيْنَ النُّجُومُ وَمَا صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَذِبِ

فَتْحُ الفُتوحِ تَعَالَى أَنْ يُحيطَ بِهِ نَظْمٌ مِن الشعْرِ أَوْ نَثْرٌ مِنَ الخُطَبِ

فتحٌ تفتَّحُ أبوابُ السَّماءِ لهُ وتبرزُ الأرضُ في أثوابها القُشُبِ

يَا يَوْمَ وَقْعَةِ عَمُّوريَّة انْصَرَفَتْ منكَ المُنى حُفَّلاً معسولةِ الحلبِ

سبعون ألفا كآساد الشرى نضجت جلودهمْ قبل نُضج التين والعنب

أبقيْتَ جدَّ بني الإسلامِ في صعدٍ والمُشْرِكينَ ودَارَ الشرْكِ في صَبَبِ

لقد تركتَ أميرَ المؤمنينَ بها للنَّارِ يوماً ذليلَ الصَّخرِ والخشبِ

غادرتَ فيها بهيمَ اللَّيلِ وهوَ ضُحىً يَشُلُّهُ وَسْطَهَا صُبْحٌ مِنَ اللَّهَبِ

حتَّى كأنَّ جلابيبَ الدُّجى رغبتْ عَنْ لَوْنِهَا وكَأَنَّ الشَّمْسَ لَم تَغِبِ

ضوءٌ منَ النَّارِ والظَّلماءُ عاكفةٌ وظُلمة مِن دخانٍ في ضُحىً شحبِ

فالشَّمْسُ طَالِعَةٌ مِنْ ذَا وقدْ أَفَلَتْ والشَّمسُ واجبةٌ منْ ذا ولمْ تجبِ

ما ربعُ ميَّةَ معموراً يطوفُ بهِ غَيْلاَنُ أَبْهَى رُبىً مِنْ رَبْعِهَا الخَرِبِ

ولا الْخُدُودُ وقدْ أُدْمينَ مِنْ خجَلٍ أَشهى إلى ناظِري مِنْ خَدها التَّرِبِ

لوْ يعلمُ الكفرُ كمْ منْ أعصرٍ كمنتْ لَهُ العَواقِبُ بَيْنَ السُّمْرِ والقُضُبِ

تَدْبيرُ مُعْتَصِمٍ بِاللَّهِ مُنْتَقِمِ للهِ مرتقبٍ في الله مُرتغبِ

ومُطعَمِ النَّصرِ لَمْ تَكْهَمْ أَسِنَّتُهُ يوماً ولاَ حُجبتْ عنْ روحِ محتجبِ

لَمْ يَغْزُ قَوْماً، ولَمْ يَنْهَدْ إلَى بَلَدٍ إلاَّ تقدَّمهُ جيشٌ من الرَّعُبِ

لوْ لمْ يقدْ جحفلاً، يومَ الوغى لغدا منْ نفسهِ وحدها في جحفلٍ لجبِ

رمى بكَ اللهُ بُرْجَيْها فهدَّمها ولوْ رمى بكَ غيرُ اللهِ لمْ يصبِ

مِنْ بَعْدِ ما أَشَّبُوها واثقينَ بِهَا واللهُ مفتاحُ باب المَعقل الأشبِ

أمانياً سلبتهمْ نجحَ هاجسِها ظُبَى السيوفِ وأطراف القنا السُّلُبِ

لَبَّيْتَ صَوْتاً زِبَطْرِيّاً هَرَقْتَ لَهُ كأسَ الكرى ورُضابَ الخُرَّدِ العُرُبِ

عداك حرُّ الثغورِ المستضامةِ عنْ بردِ الثُّغور وعنْ سلسالها الحصبِ

أجبتهُ مُعلناً بالسَّيفِ مُنصَلتاً وَلَوْ أَجَبْتَ بِغَيْرِ السَّيْفِ لَمْ تُجِبِ

حتّى تَرَكْتَ عَمود الشرْكِ مُنْعَفِراً ولم تُعرِّجْ على الأوتادِ والطُّنُبِ

كَمْ أَحْرَزَتْ قُضُبُ الهنْدِي مُصْلَتَةً تهتزُّ منْ قُضُبٍ تهتزُّ في كُثُبِ

خَلِيفَةَ اللَّهِ جازَى اللَّهُ سَعْيَكَ عَنْ جُرْثُومَةِ الديْنِ والإِسْلاَمِ والحَسَبِ

بصُرْتَ بالرَّاحةِ الكُبرى فلمْ ترها تُنالُ إلاَّ على جسرٍ منَ التَّعبِ

إن كان بينَ صُرُوفِ الدَّهرِ من رحمٍ موصولةٍ أوْ ذمامٍ غيرِ مُنقضبِ


المراجع

  1. "أين تقع مدينة عمورية"، almrsal، 17-8-2019، اطّلع عليه بتاريخ 17-8-2019. بتصرّف.
  2. "عمورية"، wikiwand، 17-8-2019، اطّلع عليه بتاريخ 17-8-2019. بتصرّف.
  3. "اين تقع وتوجد بلدة عمورية"، kololk، 17-8-2019، اطّلع عليه بتاريخ 17-8-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :