محتويات
مدينة يافا
تعد مدينة يافا من أقدم مدن الساحل الفلسطيني الواقعة على مشارف البحر الأبيض المتوسط، وفي الجهة الجنوبيّة من مصب نهر العوجا، وفي الجهة الشماليّة الغربيّة من مدينة القدس، وقد وقعت تحت السيطرة العثمانيّة في فترة الانتداب البريطاني لها، ثمّ وقعت تحت السيطرة اليهوديّة التي عملت على تهجير سكانها وتغيير هويتها وملامحها، وهي ما زالت تحت السيطرة الصهيونيّة حتى يومنا هذا، وفي سطور موضوعنا التالي سنعرفكم بشيءٍ من التفصيل عن هذه المدينة.[١]
تاريخ مدينة يافا
يعود تاريخ يافا إلى حوالي خمسة آلاف سنة، إذ اكتشفت العديد من التنقيبات التي تعود بتاريخها إلى العصور القديمة كالعصر البرونزي، وعصور الفتوح الإسلاميّة، كما دلت هذه الحفريات على أنّ يافا من أقدم المدن التي بناها الكنعانيون في البلاد، وفي عام 1000 قبل الميلاد خضعت فلسطين للعديد من مطامع الغزاة والتي بقيت كذلك على مرّ التاريخ، ولذلك حاول الكنعانيون حفظ ممتلكاتهم من أطماع الغزاة خاصةً الفراعنة والآشوريين واليهود، وفي نهاية الحكم الفارسي لفلسطين عام 331 للميلاد، ومع بداية الحضارة الهلنستيّة حظيت يافا بمكانة مميّزة تبعًا لما تشير له مخطوطات ووثائق ذلك العصر، ولكن وقوعها تحت سيطرة الرومان أدى لتعرضها للكثير من الأزمات السياسيّة والاجتماعيّة المتمثلة بالحرق والتدمير في العام 324 للميلاد نتيجة كثرة الحروب التي خاضتها الإمبراطوريّة الرومانيّة، وفي العهد البيزنطي ضُمّت يافا لحدود الدولة البيزنطيّة في القرن الرابع للميلاد، وانتشرت الديانة المسيحيّة آنذاك لتصبح الديانة الرسميّة للبيزنطيين، ووقعت يافا تحت الحكم الإسلامي في عام 636 للميلاد، واستمرت كذلك حتى عام 1100 للميلاد حتى تعرّضت للاحتلال الفرنجي، واستطاع صلاح الدين الأيوبي تحريرها من قبضة الفرنجة في عام 1187 للميلاد، ولكن لم تلبث المدينة كثيرًا حتى وقعت من جديد تحت سيطرة الملك ريتشارد قلب الأسد عام 1191 للميلاد، واستمرت الحروب بين الجيش الأيوبي والفرنجة حتى وقعت معاهدة يافا في عام 1192 للميلاد، والتي نصت على هدنة بين الطرفين لمدّة ثلاث سنوات يوقف فيها القتال، وهزم المماليك الأيوبيين وتصدوا للفرنجة وتمكنوا من طردهم من البلاد ككل، وبذلك كانت فترة العهد المملوكي من أزهى الحقب التاريخيّة التي مرت بها البلاد، وخاصةً يافا التي شهدت تطورات في العمران وحركات ثقافيّة مزدهرة تمثلت بالمشاريع والمؤسسات الاجتماعيّة المنوعة، وأقيمت الخانات والمدارس والحمامات والجسور وغيرها فيها، ويشار إلى أنّ المدينة احتلت من قبل السلطان العثماني سليم الأول في عام 1515 للميلاد، وبقيت كذلك حتى عام 1799 عندما حاصرها القائد نابليون بونابرت وقتل عددًا كبيرًا من سكانها بسبب قتل مبعوثيه الذين أدوا مهمة تسليم إنذار باستسلام البلدة، كما أعدم حاكم المدينة، ولكن سرعان ما هزمت القوات الفرنسيّة من قبل القوات العثمانيّة والسكان المحليين، وأعيد بذلك ترميم المدينة وبنيت المدارس والمساجد والحمامات فيها، وفي العام 1917 للميلاد احتلت فلسطين من قبل البريطانيين، وفي هذا الوقت فرضت العصابات اليهوديّة سيطرتها على المدن والقرى الفلسطينيّة تدريجيًّا، وفي عام 1947 للميلاد أوصت اللجنة الخاصة بالأمم المتحدة بتقسيم فلسطين، وأدرجت مدينة يافا ضمن حدود الدولة اليهوديّة، وبعد هزيمة الجيوش العربيّة التي تصدت لقرار التقسيم في حرب 1948 للميلاد ضمت يافا إلى سلطة الاحتلال الإسرائيلي في عام 1950 للميلاد وتعرضت للتهويد وطمس كل معالم هويتها الوطنيّة والعربيّة من خلال التخلص من سكانها وتغيير أسماء شوارعها، وما زالت تحت السيطرة الإسرائيليّة الكاملة حتى يومنا هذا.[٢]
اقتصاد مدينة يافا
يعتمد اقتصاد مدينة يافا على ثلاثة محاور رئيسيّة هي زراعة أشجار الحمضيّات خاصةً أشجار البرتقال، وشركات الاستيراد والتصدير، والمصارف، وشركات النقل البري والبحري، بالإضافة إلى القطاع السياحي، كما تحتل أهميّة تجاريّة استراتيجيّة كونها المركز للتجارة الداخليّة والخارجيّة، والفضل يعود إلى امتلاكها ميناءً بحريًّا، وفيها تقام العديد من الصناعات المتمثلة بصناعة البلاط، والإسمنت، والورق، والزجاج، والسجائر، والملابس، والمنسوجات، وسكب الحديد، ويضاف لذلك أنّها مركز مهم لصيد الأسماك، ومقر للنشاطات الثقافيّة والأدبيّة التي جعلت منها المكان لصدور معظم الصحف والمجلات الفلسطينيّة.[١]
مناخ مدينة يافا
يسود في مدينة يافا مناخ البحر الأبيض المتوسط الذي يتميّز بصيفه الحارّ والرطب، وشتائه البارد والماطر، وترتفع الرطوبة فيها طوال أوقات السنة بسبب تواجدها بجوار البحر، وتتراوح درجات الحرارة في فصل الشتاء ما بين تسع درجات وسبع عشرة درجة مئويّة، أما في فصل الصيف فقد تصل درجات الحرارة إلى اثنين وثلاثين درجة مئويّة في النهار.[٣]
السياحة في يافا
- مسجد حسن بك: شيّد مسجد حسن بك في عام 1916 للميلاد، وقد عرف بهذا الاسم نسبةً إلى حاكم يافا خلال فترة الحكم العثماني حسن بك، ويقع هذا المسجد في الجهة الشماليّة من المدينة بالقرب من شاطئ البحر الأبيض، وأهم ما يميّز هذا المسجد بناؤه من الحجارة الجيريّة بيضاء اللون، كما أنّه يحتوي على قبة واحدة ومأذنة واحدة، وهو من أهم المعالم الإسلاميّة التي ما زالت قائمة حتى يومنا هذا.[٤]
- البلدة القديمة والميناء: تعدّ مدينة يافا من أهم المدن الفلسطينيّة بسبب امتلاكها الميناء البحري الذي يعد بوابة فلسطين للعالم الخارجي منذ قديم الزمان، وأهم ما يميّز البلدة القديمة أزرقتها وشوارعها العريقة، ويشار إلى أنّ مدينة يافا القديمة تخلو من السكان العرب الذين هُجّروا وشُرّدوا منها خلال الحرب، ولكن يوجد بها ما يدل على هويتهم كالكنائس والمساجد والمسارح التي يتوافدون إليها باستمرار، كما فقد الميناء أهميته بسبب الاحتلال الاسرائيلي للبلاد الذي منع السفن التجاريّة من دخوله، ولكنه بالرغم من ذلك ما زال يحتفظ بسحره وعبق الماضي.[٤]
المراجع
- ^ أ ب "يافا"، aljazeera.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "يافا... عروس فلسطين"، arab48، 20-5-2016، اطّلع عليه بتاريخ 16-7-2019. بتصرّف.
- ↑ "يافا"، marefa، اطّلع عليه بتاريخ 16-7-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب Haitham (22-4-2015)، "إلى فلسطين خذوني معكم... أهم معالم فلسطين السياحية"، batuta، اطّلع عليه بتاريخ 16-7-2019. بتصرّف.