الدودة القز
هي تلك الحشرة المعروفة علميًّا باسم Bombyx Mori، وهي يرقة يعتمد عليها العالم في تصنيع وإنتاج الحرير الطبيعي، وتنبثق دودة القز عن عدةِ عائلات وفصائل من مملكة الفراشات، وفي وصفِ دودة القز؛ فإنها تتخذ جسدًا سميكًا مشعرًا لونه أصفر مائل للبياض، وعند اكتمال نموها يتجاوز طول جناحها 3.8 سم، وبعد البلوغ يتكون لها فم بدائي للأكل؛ بالرغمِ من عدم تناولها الطعام نهائيًّا خلال فترة البلوغ، أما موتها فيأتي بعد وضع البيوض مباشرة، ويتفاوت عدد البيوض الذي تضعه أنثى الفراشة ما بين 300-400 بيضة زرقاء اللون، ويأتي هذا العدد في كل فترة حملٍ تمر بها الفراشة.
تلجأ أنثى الفراشة إلى إفرازِ مادة صمغية فوق سطحٍ مستوٍ لتضع البيض عليها ولتضمن ثباته، وعندما تفقس البيضة تخرج منها اليرقة في أواخر فصل الشتاء ومطلع فصل الربيع عادةً، ويتجاوز طولها أحيانًا 0.6 سم، وتبدأ بالتغذية على أوراق النبانات التي غالبًا ما تكون مقتصرة على الخس والسيج والتوت الأبيض والبرتقال وغيرها، وتعد دودة القز التي تعتمد على أوراق التوت في تغذيتها الأجود في إنتاج الحرير على الإطلاق.[١]
أين تعيش دودة القز
بعد استذكارِ أهم المعلوماتِ حول هذه الحشرة المنتجة؛ أصبح لا بد من معرفةِ أين تعيش دودة القز وأماكن تواجدها، وتشير المعلومات إلى أن دودة القز تنتشر انتشارًا كبيرًا منذ أكثر من 5000 سنة انقضت على الأقل، وقد بدأ ظهورها في الأراضي الصينية وانتشرت بعدها تدريجيًّا لتصل إلى كل من اليابان وكوريا والهند ودول الغربِ أجمع، وقد جاء ذلك بالاعتمادِ على مبدأ استئناس ديدان القز أي تربيتها، وقد ساهم ذلك بأن تتخذ من المناطق الشرقية من روسيا والشمالية من الهند وصولًا إلى المناطق الشمالية من الصين، كما لم تخل الأراضي الكورية واليابانية منها.[٢]
أهمية دودة القز
تتمثل أهمية دودة القز بأنها مصدر عالمي لإنتاج خيوط الحرير الطبيعية عالية الجودة، ليصار إلى استخدام الخيوط الحريرية في صناعة الملابس والأقمشة، هذا وتشير المعلومات إلى أنها قد استخدمت في مجال الطب؛ وتحديدًا في خياطة الجروح وربطها، ويشهد استخدام الحرير إقبالًا عظيمًا حول العالم لما له من أهمية كبيرة، وانطلاقًا من ذلك فقد حرصت الدول على إقامةِ مشاريع متخصصة في تربية دودة القز للحصول على الحرير منها واستغلاله.[٣]
تربية دودة القز
انطلاقًا من أهمية الحرير الذي تنتجه دودة القز؛ فقد بدأت مشاريع تربية ديدان القز منذ القِدم لاستغلال الحرير في الصناعات، ولضمان نجاح المشروع؛ فلا بد من اتباع ما يلي[٤]:
- تحضير غرفة مناسبة للبدء بتربية دودة القز، إذ يجب أن تكون ذات تهوية جيدة، ولا بد من اتخاذ بعض التدابير لمنع دخول الطيور وتحديدًا العصافير إلى الغرفة بواسطة وضع المناخل والقماش الخفيف على النوافذ.
- تحضير صواني وحوامل مصنوعة من الخشب لوضع البيض عليها، ويصار بعدها إلى تثبيت الصواني على شكل رفوف فوق بعضها على أفرع الأشجار؛ إذ لا تتجاوز المسافة بينها 30-40 سم على الأقل، ومن بعدها تثبت بسقف الغرفة بواسطة الأحبال.
- انتظار وضع الفراشة لبيوضها التي يتفاوت عددها ما بين 200-500 بيضة على الأقل، ثم الانتظار حتى أوان تفقيس البيض تحت تأثيرِ درجة حرارة تتفاوت ما بين 23-25 درجة مئوية، مع وجوب الأخذ بعين الاعتبار بألا تتجاوز نسبة الرطوبة 75%، وبناءً عليه فإن البيض سيفقس حتمًا بعد انقضاء 4 أيام من ذلك، ويسبق مرحلة التفقيس تحول لون البيض من الدرجة الغامقة من الرمادي لتصبح درجة فاتحة، ويُنصح المربي بضرورة تغطية الصواني بالقماش الأسود لمدة تصل إلى 3 أيام من التفقيس، وتحديدًا خلال الفترة الزمنية ما بين 6-9 صباحًا.
- سحب اليرقات وتأتي هذه المرحلة بعد أن بلغت نسبة التفقيس 90%، ويُرفع غطاء علبة البيض بعد ذلك ثم يُقدم طبق من أوراق التوت الطازج للديدان، ثم تُجمع الديدان الصغيرة ذات اللون الأسود بعد انقضاء ساعتين، لتنقل أخيرًا إلى موضع التربية، وبعد مضي ساعة من سحب اليرقات توضع أوراق التوت المخروطة أمامها لتتغذى عليها.
- تتفاوت مسألة تغذية اليرقات تبعًا للعمر، إذ إنها تمر بمرحلة أعمار صغيرة تتغذى على أوراق التوت المخروطة، أما الأعمار الكبيرة فتتغذى على أوراق التوت دون خرطها على مدارِ أربع وجبات.
- تبدأ اليرقات بالدخولِ بمرحلة الصيام بعد انسلاخ جلدها العتيق، إذ تتوقف عن تناول الطعام والحركة أيضًا، فيظهر لها جلد جديد، وينصح في فترة الصيام التي تتراوح ما بين 24-48 ساعة بالامتناع عن تقديم الطعام لها أو تحريكها.
- الحفاظ على نظافة الفرشة باستمرار، وذلك بتغييرها يوميًّا.
- وضع حطب القطن وسعف النخيل في محيط صواني التربية بعد بلوغ اليرقات سن اليوم الثامن من مطلع العمر الخامس، وتبدأ اليرقات بالتسلق وإفراز الحرير عليه، ويتجاوز طول الخيط الواحد 1000 متر على الأقل.
- مرحلة جمع الشرانق تبدأ في اليوم العاشر، وتكون حينها الشرانق طازجة تحتضن على طورِ العذراء الحي داخلها.
- مرحلة خنق العذارى، إذ يصار إلى قتلها قبل خروجها من الشرنقة وبالتالي إتلافها، وتُخنق بتعريضها لأشعة الشمس لمدةِ 3-4 أيام.
- المرحلة الأخيرة وهي حفظ الشرانق، وتتمثل بحمايتها من الحشرات والتلف وبوضعها في أماكن جافة ونظيفة.
المراجع
- ↑ "دودة القز"، ويكي عربي، اطّلع عليه بتاريخ 7-6-2019. بتصرّف.
- ↑ "دودة القز"، المعرفة، اطّلع عليه بتاريخ 7-6-2019. بتصرّف.
- ↑ Randa Abdulhameed، "ما هي مراحل نمو دودة القز ؟ "، معلومة ثقافية، اطّلع عليه بتاريخ 7-6-2019. بتصرّف.
- ↑ Amira Fahmy (15-4-2018)، "تربية دودة القز"، موثوق، اطّلع عليه بتاريخ 7-6-2019. بتصرّف.