مدينة حيفا
تُعد مدينة حيفا من أقدم المدن في فلسطين، وهي من المدن التي احتلت في نكبة عام 1948 للميلاد، وتوجد حيفا على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتحديدًا شمال فلسطين، وتُعد حيفا نقطة التقاء البحر المتوسط بالسهل، وبجبل الكرمل، وبذلك أصبحت نقطة عبور، كما أنها ميناء بحري مهم في فلسطين، وبسبب موقعها الاستراتيجي أصبحت حيفا بوابة للعراق وللأردن ولسوريا الجنوبية من البحر المتوسط، وتحتل حيفا أهمية تجارية وعسكرية، وهذا سبب الأطماع الاستعمارية التي تعرضت لها ابتداءً من الغزو الصليبي إلى الاحتلال الإسرائيلي[١].
ويبلغ عدد سكان مدينة حيفا 1.27 مليون نسمة، منهم 91% يهود، والبقية عرب فلسطينيون، وحيفا مركز ثقافي مهم للفلسطينيين الذين يقطنونها، إضافة إلى أنها مركز للديانة البهائية، إذ يحج إليها المنتمون لتلك الديانة، وقد كانت حيفا من أكثر مدن فلسطين ثقافة ورقيًّا ورفعةً، فقد مرت بها جماعات متنوعة على مر العصور؛ كالعرب، والأرمن، والفرس، واليونان، والألمان، والهنود، وفي سنة 1948 نجح اليهود بإبعاد الفلسطينيين عن حيفا، وتهجير مُعظمهم، وسيطرت العصابات اليهودية على البيوت، وأعطتها لليهود القادمين من كافة أنحاء العالم[١].
بماذا تشتهر حيفا
تشتهر مدينة حيفا بزراعة المحاصيل المتنوعة من حمضيات، وقمح، وشعير، وعدس، وخضراوات، كما يوجد فيها عدد كبير من كروم العنب، وأشجار الزيتون، واللوزيات، وتكثر فيها الصناعات، وتنشط حركة التجارة بها عن طريق شبكة الطرق، والسكك الحديدية الخارجية، وميناء حيفا الذي يُصدّر عددًا كبيرًا من المنتجات الفلسطينية والعربية، ويوجد في حيفا ثاني أكبر مصفاة للنفط[٢].
تاريخ مدينة حيفا
أنشئت مدينة حيفا في زمن الكنعانيين، وذلك بناءً على ما ذكره علماء الآثار، لكن المنقبين وجدوا قريبًا منها بقايا هياكل بشرية يرجع تاريخها إلى العصر الحجري، إضافة إلى آثار تعود لحضارات العصر الحجري القديم بمراحله الثلاث، والذي يرجع إلى خمسة عشر ألف عام قبل الميلاد[١].
وفي زمن الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان فُتحت مدينة حيفا على يد القائد عمرو بن العاص، وكان ذلك سنة 633 للميلاد، بعد ذلك بدأ عدد كبير من القبائل العربية بالاستقرار على مناطق الساحل الفلسطيني، ومن أبرزها قبيلة بني عامر التي قطنت بمنطقة سهل زرعين المعروف باسم مرج ابن عامر، وقبيلة بني لام التي قطنت منطقة كفر لام[١].
سقطت مدينة حيفا سنة 1110 للميلاد على يد تنكريد، فقد توجه تنكريد بحملة أوروبية إلى المدينة بحجة مفادها حماية الأماكن المقدسة، وحصل ذلك بعد إصابة الدولة العباسية بالضعف، وقرب انتهائها، فلم يتمكن الخلفاء من فرض سيطرتهم على أجزاء الدولة الإسلامية المترامية الأطراف، وأدى ذلك إلى تمرد بعض الولاة، وإعلان دويلاتهم المستقلة عن الدولة الأصلية، وأدى ذلك إلى ازدياد ضعف الدولة الإسلامية، ومن هنا وضحت مطامع الدول الأوروبية بممتلكات الدولة الإسلامية، فحاولت استعمار أجزاء من أراضيها تحت حجة حماية الأماكن المقدسة[١].
وبحلول سنة 1516 للميلاد سيطر العثمانيون على حيفا، فأصبحت تحت حكمهم بزمن الخليفة سليم الأول، وكانت بهذا العهد قرية في ساحل عتليت الغربي اللاحق بلواء اللجون الذي كان تابعًا لألوية دمشق الشام، بعد ذلك أصبح العثمانيون يهتمون بمدينة حيفا، فشُيد عدد كبير من المعالم منها جامع الاستقلال، وضريح الباب[١].
ومع حلول سنة 1868 أصبحت تتوافد على حيفا عائلات ألمانية، وأقامت هذه العائلات مستوطنة لها في الجزء الغربي منها، فشيدوا بها مدارس خاصة لهم، وأقاموا المتنزّهات، ورصفوا الطرق، وبعد مرور سنة شيدوا مستوطنة أخرى، يليها مستوطنة ثالثة، وبالنهاية أُقيم حي ألماني بالمدينة على النمط الحديث، واسمه حي "كارملهايم" وهو موجود بحي الكرمل[١].
وبعد انتصار بريطانيا في الحرب العالمية الأولى سنة 1918 أصبحت فلسطين واقعة تحت الانتداب البريطاني بموجب وعد بلفور الذي منح الحركة الصهيونية حق إقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين، وإخراج أصحابها الأصليين منها، ونتيجة لهذا الانتداب أصبح اليهود يتوافدون على فلسطين من كافة أرجاء العالم، وسهلت عليهم شراء الأراضي[١].
وفي سنة 1947 وُضعت خطة لتقسيم فلسطين، وكانت حيفا من حدود الدولة اليهودية الموعودة، وخُطط على أن تكون المدينة ميناءً أساسيًّا لدولتهم المزعومة، وفي الواحد والعشرين من شهر نيسان من العام 1948 أصدر الحاكم العسكري البريطاني قرارًا أخبر به العرب ليخرجوا من حيفا، ولتستوطن المجموعات اليهودية الصهيونية مكانهم تمهيدًا للسيطرة على المدينة[١].
الأماكن السياحية في حيفا
فيما يأتي أهم الأماكن السياحية في مدينة حيفا[٣]:
- ضريح وحدائق البهائيين: ضريح وحدائق البهائيين من أهم الأماكن السياحية في مدينة حيفا الفلسطينية، فالضريح الموجود في الحدائق يرجع لشخص إيراني اسمه ميرزا آل محمد، وكان يعد نفسه طريقًا إلى الرب، وهو صاحب المذهب البهائي، ويُقبل على هذا الضريح عدد كبير من الزائرين لرؤيته، ورؤية الحديقة الجميلة المُحيطة به، ويقبع الضريح، والحدائق البهائية لحماية منظمة اليونسكو، فهي إرث ثقافي عالمي، ويقصد أتباع المذهب البهائي الضريح بهدف الحج والعبادة.
- دير ستيلا ماريس كارمليت: بُني دير ستيلا ماريس كارمليت سنة 1836، ويتسم هذا الدير بلوحاته الجدارية التي تخص القديس أيليا، وتوجد فيه مجموعة من اللوحات المرسومة التي تتحدث عن حياة النبي إسحاق، وحزقيال، ويوجد أيضًا تمثال خشبي من الأرز للعذراء، والمُسماة بعذراء جبل الكرمل، إضافة إلى متحف صغير موجود في غرفة بالقرب من مدخل الدير.
- كهف إيليا: يوجد كهف إيليا مُقابل دير ستيلا ماريس كارمليت ويظن المؤمنون أن القديس إيليا اختبأ داخله بعد أن قتل كهنة بعل، وبقي كهف إيليا مسجدًا حتى سنة 1948، إذ تحول بعدها إلى مكان مُقدس للحجاج اليهود، والحجاج المسيحيين.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "مدينة حيفا"، الجزيرة، 2011-5-19، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-25. بتصرّف.
- ↑ "الاقتصاد في حيفا"، sites، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-25. بتصرّف.
- ↑ "السياحة في حيفا .. وأجمل 10 اماكن سياحية"، المرتحل، 2018-8-2، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-25. بتصرّف.