أثر العدل على الفرد والمجتمع

مفهوم العدل

يعرف العدل اصطلاحًا على أنه إعطاء الفرد كامل حقوقه من الأفعال والأقوال، دون أن يُنتقص منها شيء، مع الموازنة بين الأطراف المختلفة على أساس معيار أو قانون موحد يُرتجع إليه دون ميل لأحد دون أحد، ودون تفريق بين انتماءاتهم، وأديانهم، وأعراقهم المختلفة، ولا بد أن العدل هو أحد المناهج التي يسعى أي نظام لتطبيقها كي يضمن نجاحه[١].


آثار العدل على الفرد والمجتمع

إن الله تعالى عادل يحب العدل، وقد خلق الكون هذا وسيّره على مبدأ العدل، وجعل أساس التفاضل فيه بين الناس قائمًا على التقوى دونًا عن أي معيار آخر، كما أن الله تعالى أمر الناس أن يعدلوا، لما للعدل من آثار على الفرد والمجتمع، لقوله تعالى: (إِنَّ اللَّه يَأْمُر بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَان وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاء وَالْمُنْكَر وَالْبَغْي يَعِظكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل: 90]، ونذكر من هذه الآثار[٢]:

  • العدل يحقق الطمأنينة والهدوء في نفوس الأفراد، ويعزز من توكلهم على الله؛ فالفرد الذي يعيش في المجتمع العادل يطمئن بأن حقه سيأتيه دون انتقاص ودون مساس، مما يحقق له القناعة والراحة.
  • نمو المجتمع وتقدمه ومساهمة الأفراد في ذلك؛ فعند تحقق العدل لن يكون هناك أي حقد، أو نقم، وغضب من الأفراد تجاه أوطانهم، وسيكون هناك قابلية للنمو والتقدم.
  • تحقيق الأمن والأمان؛ فعند تحقق العدل لن يضطر أحد الأفراد للتخوف على أنفسهم وأموالهم لقناعتهم بأن القوانين ستأخذ مجراها، مما يقلل أيضًا من حدوث اعتداءات السرقة وغيرها.
  • تحقيق الخير والبركة، وزيادة الرزق وسعة العيش، فإذا كان العدل متحققًا بين الولاة والأفراد، نزلت عليهم بركات الله ورضوانهم، وزاد في رزقهم.
  • كسب محبة الله تعالى والقرب منه، ووتحقيق علو المنزلة عنده، فالله تعالى يحب المقسطين ولا يحب الظالمين.

لعل التاريخ الإسلامي مليء بالأسماء التي اشتهرت بتطبيقها للعدل، وقيامها على منهجه، ومن أشهر هذه الأسماء الخليفة عمر بن الخطاب الذي سمي بالفاروق لعدله وتفريقه بين الحق والباطل.


مجالات العدل في الإسلام

إن العدل لا يختص بمجال واحد من مجالات الحياة، بل هو منهج يجب تطبيقه في أي مجال، ومن أنواع العدل ومجالاته المختلفة[٣]:

  • العدل في شؤون الحكم والرئاسة؛ فالوالي هو أول من يجب تطبيق العدل في حكمه باعتباره قدوةً لغيره.
  • العدل في القضاء، ويشمل ذلك الفصل بين المتنازعين في أمر ما، والذين احتكموا لمن يحقق بينهم حكمًا عادلًا، وهو كالوالي لا تقل أهمية عدله بل ربما كان دوره أهم.
  • العدل بين الزوجات والأولاد؛ فمن كان له أكثر من زوجة وجب عليه ألا يميل لإحداهن على حساب الأخرى، حتى لن يأتي يوم القيامة بأحد شقيه مائلًا كما جاء في الحديث الشريف، ويجب أن يعدل بين أبنائه ولا يميز بينهم.
  • العدل مع النفس، واجتناب ظلمها كما جاء في القرآن الكريم، وأما ظلم النفس فيكون في الإضرار بها وجرّها نحو المعاصي والذنوب، وعدم التوبة لله تعالى، ويشمل ذلك القول والفعل.


المراجع

  1. "مفهوم العدل"، بوابة الشرق الإلكترونية، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-16. بتصرّف.
  2. "العدل وأثره في صلاح الفرد والمجتمع للدكتور خالد بدير"، إسلاميات ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-16. بتصرّف.
  3. "العدل مفهومه وشموليته وثمراته"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-16. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :