محتويات
ما هي شجرة العائلة؟
شجرة العائلة تُعبّرعن الأنساب، وقد ظهرت أوّل مرة في القرون الوسطى، إذ استُخدمت في توضيح نسب سيدنا عيسى عليه السلام، ومن الجدير بالذكر أنّ أطوَل شجرة نسب في العالم هي شجرة الُمفكّر الصيني "كونفوشيوس" الذي ينحدر من سلالة "تانغ كينغ"؛ فالشجرة ممتدّة من ثمانين جيلًا، وفيها أسماء لحوالي مليوني فرد، وعليه فشجرة العائلة من الأساليب الرائعة التي تُرتّب الأسلاف ليعرف الأبناء أجدادهم وأجداد أجدادهم، وأقرباءهم ودرجات القربى بينهم، وبالتالي فهذه الشجرة تساهم في زيادة أواصر الترابط بين أفراد العائلة، وكذلك معرفة الأرحام لحثّ أفراد العائلة على صلتها، ونتيجة لتوسع القبائل وزيادة عدد أفرادها، وانتقالهم من أماكن سكنهم لأماكن سكن أخرى بعيدة أصبح صغارهم لا يعرفون كبارهم، وبناءً على ما تقدّم فلا بدّ من التوثيق والكتابة لأسماء أفراد العائلات وجذورهم وإضافة الأفراد الجدد، وذلك لأنّ الكتابة والتوثيق يبقى والذاكرة تُنَسى؛ فالتدوين أقوى من أيّ ذاكرة عبر الزمن[١][٢].
كيف يمكن عمل شجرة العائلة؟
إنّ وجود شجرة العائلة هي مطلب للعائلات التي تفتخر بأصلها وجذور أجدادها، وفيما يأتي سنوضّح الطريقة التي يمكن من خلالها أن يُصمّم أيّ شخص الشجرة الخاصة بعائلته[٣]:
- الخطوة الأولى: تسجيل أسماء الأشخاص الذين يعرفهم الشخص من أقاربه في شجرة العائلة، ويبدأ باسمه كبداية للشجرة، ثمّ ينتقل إلى والديه وإخوته وأجداده وأعمامه وأبناء أعمامه، وعليه فهذه أسماء يعرفها الشخص بالتأكيد، وستكون هي النواة الأولى للشجرة.
- الخطوة الثانية: ملء الفراغات في الأسماء التي لم يعرفها الشخص الذي بدأ بالإحاطة بشجرة عائلته، وهي من الخطوات الصّعبة إلى حدّ ما، وذلك لأنّه سيبحث ويتقصى عن هذه الأسماء، ويتأكّد من أنّهم على قيد الحياة أم لا، ويمكنه أن يسأل كبار السن من عائلته لسدّ هذه الفراغات من الأسماء، أو اللجوء لمواقع التواصل الاجتماعي لاستكشاف أفراد العائلة، فهي طريقة فعّالة للتواصل والسؤال والاستكشاف للأشخاص وعلاقاتهم ببعضهم البعض، ومن المهمّ في هذه الخطوة التأكّد من موثوقية المعلومات التي جُمعت، فعدم ذكر أشخاص من جذور العائلة يؤدي إلى خلل في هيكل الشجرة.
- الخطوة الثالثة: إضافة المعلومات الخاصة لكل اسم يعرفه الشخص أو تعرّف عليه من خلال عملية الاستكشاف لأسماء أفراد عائلته؛ فقد يكون من المفيد إضافة تاريخ الميلاد أو تاريخ الزواج أو صورة شخصية، وبالتأكيد مراعاة الخصوصية في هذا الأمر.
- الخطوة الرابعة: رسم المخطط، وتأتي بعد جمع المعلومات، وفي رسم المخطط يمكن البدء باسم الشخص الذي بدأ بعمل الشجرة، أي أنه سيكون القاعدة أو جذع الشجرة المتفرع عنها بقية الأسماء، أو أنه سيكون أعلى ورقة في الشجرة، ثم الربط بين الأسماء بعضها ببعض.
- الخطوة الخامسة: ربط الجيل الثاني ببعضهم البعض؛ إذ نربط الآباء بالأجداد، والجد بالأعمام، وهكذا.
- الخطوة السادسة: إضافة الأسماء اللاحقة، وفي حال كانت العائلة كبيرة يجب تصميم المخطط ليستوعب أمرًا كهذا.
- الخطوة السابعة: تحديد الفترة المرحلية أي الجيل المراد الحصول على معلوماته؛ ففي حال توفرت معلومات كثيرة فإن الأمر يصعب وقد يقع خارج السيطرة؛ فالمهم معرفة حدود البحث، وفي العادة يكون الشخص الذي تنتهي حدود الشجرة في جذرها إليه هو الشخص الذي لُقبت العائلة باسمه.
- الخطوة الثامنة: تأتي بعد تحديد المعلومات وحدود البحث لأفراد العائلة؛ إذ يجب التأكد من التصميم المناسب لهذه الشجرة، وما هو الحجم المناسب لها والألوان فيها مع مراعاة البساطة في التصميم حتى يسهل على الجميع فهمها.
ما هي شجرة العائلة الإلكترونية؟
يوجد اليوم العديد من المواقع الإلكترونية المُتخصّصة في تصميم مواقع إلكترونية تضمّ فيها من المعلومات والصور والأسماء للعائلات ما يكفي لمعرفة جميع المعلومات المتعلّقة بها، وفيما يأتي سنورد أهم هذه المعلومات التي توفر دعمها هذه المواقع كما يأتي[٤]:
- الصحفة الرئيسية تحتوي على تعريف للعائلة وأخبارها اليومية، فضلًا عن بعض الأدوات الخاصة بالبحث والأرشيف والتقويم وغيرها.
- الصفحة الخاصة بنسب هذه العائلة؛ إذ تحتوي على معلومات مختصرة عنها، وتاريخها ومؤسسها المرفقة بالصور إن أمكن.
- الصفحة الخاصة بشخصيات العائلة وأفرادها، وفيها يكون لكل شخص معلومات مختصرة عنه، فالبتأكيد العائلات تضم شخصيات مرموقة ولها إنجازات على مستوى المجتمع الذي تعيش فيه العائلة.
- الصفحة الخاصة بألبوم الصور، وفيه الصور التاريخية التي ضمت أبناء العائلة في مناسبات عديدة، كما يمكن مشاركة أفراد العائلة بصور إضافية.
- الصفحة الخاصة بالمناسبات بما فيها من تأكيد على تواريخ وأماكن حدوث هذه المناسبات.
- الصفحة الخاصة بأطفال العائلة بما فيها من مواليد جدد، وأخبارهم وصورهم.
- الصفحة الخاصة بشجرة العائلة؛ إذ تُرفع على الصفحة بكافة تفاصيلها وبياناتها الهامة.
- الصفحة الخاصة بالزوار غير الأعضاء في العائلة، إذ يمكن لأي شخص التفاعل مع هذه الصفحة وإبداء الرأي.
ما هي أهمية شجرة العائلة؟
إنّ وجود شجرة العائلة مطلب للكثير من أفرادها؛ لما لها من أهمية كبيرة، وعليه توصى الكثير من الجهات المختصّة بتوعية الشعوب لضرورة إنشاء شجرة العائلة، وبالتالي وجود مؤسّسة مُتخصّصة ترعى هكذا عمل وتدعمه، فضلًا عن دعم هيئة الأحوال المدنية ومساعدتهم للعائلات التي تنوي إنشاء هذه الشجرة بما لديهم من معلومات موثوقة وهامة، وفيما يأتي سنورد أهمية هذه الشجرة[٥]:
- تساهم شجرة العائلة في تعريف الأجيال على أصلهم وأمجادهم، فقد تكون معرفتهم هذه سببًا في إحياء هذه الأمجاد.
- تساعد شجرة العائلة في اكتشاف أصل العائلة الطيب؛ كالعائلات التي اكتشفت أن نسبها يعود لأشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
- تقرب شجرة العائلة من أواصر الصلة بين أفرادها؛ ففي حال البحث والتحري عن أفرادها تزيد هذه الصلة بين الأجداد والأحفاد.
- تقوي شجرة العائلة من العلاقات بين أفرادها لا سيّما في الأيام التي نعيشها من التفكك؛ إذ إنّ مواقع التواصل الاجتماعي حسب الدراسات قد عزلت الأجيال عن بعضها البعض.
- تبقى شجرة العائلة وثيقةً هامةً تستفيد منها الأجيال اللاحقة، فيضيفون أسماءهم وأسماء أبنائهم؛ إذ لا ينقطع النسل ويبقى الجميع يعرف بعضه البعض.
من حياتكِ لكِ
لا تقتصر أهميّة شجرة العائلة سيّدتي على تعرّفكِ على أفراد عائلتكِ، وتعريف أولادكِ بهم، فقد تساعدكِ أيضًا شجرة العائلة في تقصّي المعلومات الصحيّة الخاصة بكِ، وبأفراد عائلتكِ، ففي العديد من الحالات عادةً ما يطلب الطبيب التاريخ العائلي لثلاثة أجيال على الأقلّ، فيتضمّن الأمر العمّات، والخالات، والأجداد، وهكذا، فقد وجدت إحدى الدراسات أنّ هذا يفيد في معرفة ما إذا كنتِ مثلًا مُعرّضةً للإصابة بإحدى الأمراض أو الحالات الصحيّة الوراثيّة، وحينها سيكون الطبيب قادرًا على توجهيكِ إلى طرق الوقاية الأساسيّة، خاصّة إذا كنتِ تملكين بعض عوامل الخطر الخارجيّة الأخرى بالإضافة إلى الوراثة[٦].
المراجع
- ↑ "شجرة العائلة"، ta3limkom، اطّلع عليه بتاريخ 25-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "رسم شجرة العائلة"، qabela، اطّلع عليه بتاريخ 25-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "خطواتك لتتعرف على شجرة العائلة: كيف تعرف شجرة عائلتك؟ "، ts3a، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "رسم شجرة العائلة"، qabela، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "كيفية عمل شجرة العائلة"، brooonzyah، اطّلع عليه بتاريخ 26-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "The Use of Family History in Primary Health Care: A Qualitative Study", hindawi, Retrieved 5-4-2020. Edited.