محتويات
النبيّ محمد عليه الصلاة والسلام
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، يعود بنسبه الشريف إلى قريش، وقريش من العرب المنحدرة من ذرية سيدنا إسماعيل بن سيدنا إبراهيم عليهما السلام، وأمّه آمنة بنت وهب، وُلد في مكة يوم الإثنين من ربيع الأول عام الفيل الموافق لعام 571 ميلاديًّا، وقد وُلد يتيمًا من غير أب؛ إذ تُوفي والده قبل أن يُولد، كما توفيت والدته وهو صغير وتكفّل به جده عبد المطلب، وقد أرضعته حليمة السعدية، وقد رُوي عن أمر مولده ورضاعته الشيء العجيب، وعند وفاة جده تولى عمّه أبو طالب رعايته وهو ابن ثماني سنين، ورعاه حق الرعاية، وحماه خير حماية.
تزوّج صلّى الله عليه وسلم من السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها عند بلوغه سن الخامسة والعشرين، وكانت تبلغ من العمر أربعين عامًا، وعن حياته قبل البعثة؛ فقد كان أكرم العرب وأشرفهم، كما أنّ الله تعالى حماه من دنس الجاهلية وأوثانها؛ فلم يُعظم صنمًا، ولم يشرب خمرًا، ولم يرتكب فاحشةً قط، ولم يحضر من مشاهد الكفر مشهدًا، فقد كان الله يعصمه من كل ذاك، حتى أن قريشًا كانت تدعوه بالصادق الأمين، وعن بعثته فإنه عليه السلام كان ينقطع عن الناس للتعبد في غار حراء، حتى أتاه الملك جبريل -عليه السلام-، ونزل بأمر الله بأول ما نزل من القرآن وهي سورة القلم، ثم آمنت به زوجته خديجة -رضي الله عنها-، وتوالت الأحداث في سيرة الحبيب المصطفى، والتي فيها من الدروس والعبر ما يحتاج كل مسلم لمعرفته، أما عن أولاده عليه الصلاة والسلام فهذا ما سنتعرف عليه في مقالنا هذا[١].
عدد أولاد الرسول صلّى الله عليه وسلّم
للرسول عليه الصلاة والسلام سبعة أبناء: ثلاثة ذكور، وأربعة إناث، وفيما يأتي ذكرهم[٢]:
الذكور
للرسول عليه السلام ثلاثة أبناء ذكور، نذكرهم كما يأتي:
- القاسم: وبه يُكنّى النبي -عليه الصلاة والسلام-، وأمّه خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-، وقد وُلد في مكة المكرمة قبل بعثة النبي -عليه الصلاة والسلام-، أمّا عن عمره عند وفاته فقد اختُلف فيه؛ فقيل أنّه قد كان يبلغ من العمر سنتين وقيل سبعة عشر شهرًا، وقيل إنّه لم يُكمل رضاعته، وهو أول من توفي من أولاده عليه الصلاة والسلام.
- عبد الله: وأمّه خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-، ويُقال له الطاهر والطيب، وقد مات في مكة، أما عن حياته أكانت قبل البعثة أم بعدها ففيها اختلاف.
- إبراهيم: ولد إبراهيم في ذي الحجة في السنة الثامنة من الهجرة، وهو الابن الوحيد لرسول الله -عليه الصلاة والسلام- من مارية القبطية، وقد توفي وهو لا يزال رضيعًا وقد ورد في موته عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما رواه أنس ابن مالك -رضي الله عنه-: (دَخَلْنَا مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى أَبِي سَيْفٍ القَيْنِ، وكانَ ظِئْرًا لِإِبْرَاهِيمَ عليه السَّلَامُ، فأخَذَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إبْرَاهِيمَ، فَقَبَّلَهُ، وشَمَّهُ، ثُمَّ دَخَلْنَا عليه بَعْدَ ذلكَ وإبْرَاهِيمُ يَجُودُ بنَفْسِهِ، فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَذْرِفَانِ، فَقالَ له عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: وأَنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ فَقالَ: يا ابْنَ عَوْفٍ إنَّهَا رَحْمَةٌ، ثُمَّ أَتْبَعَهَا بأُخْرَى، فَقالَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ، والقَلْبَ يَحْزَنُ، ولَا نَقُولُ إلَّا ما يَرْضَى رَبُّنَا، وإنَّا بفِرَاقِكَ يا إبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وفي يوم موته كُسفت الشمس فظن الناس أنها كُسفت لأجله، وفي ذلك يقول عليه الصلاة والسلام: (إنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أحَدٍ ولَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ فَصَلُّوا، وادْعُوا اللَّهَ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
الإناث
للرسول عليه الصلاة والسلام أربعة بنات، نذكرهنّ كما يأتي:
- زينب رضي الله عنها: هي أكبر بنات النبي -عليه الصلاة والسلام-، وقد وُلدت قبل بعثته عليه الصلاة والسلام بعشر سنوات، وأمّها خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- وقد تزوّجها أبو العاص بن الربيع وهو ابن خالتها، ولها منه ابن اسمه علي توفي وهو صغير، وابنة اسمها أمامة تزوّجها علي -رضي الله عنه-، وبعد وفاته تزوّجها المغيرة بن نوفل، وقد توفيت في السنة الثامنة للهجرة[٣].
- رقية رضي الله عنها: وأمّها خديجة بنت خويلد، وُلدت قبل البعثة بسبع سنين وقد تزوّجها عتبة بن أبي لهب قبل البعثة، ولها من العمر عشر سنوات، وبعد نزول سورة المسد في أبي لهب أجبر أبو لهب ابنه عتبة على طلاق رقية فطلّقها وتزوّجها عثمان بن عفان في مكة المكرمة وأنجبا عبد الله الذي توفي وله من العمر ست سنوات، وتوفيت رضي الله عنها بمرض الحصباء الذي أصابها أثناء غزوة بدر في العام الثاني من الهجرة[٤].
- أم كلثوم رضي الله عنها: وأمّها خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-، وُلدت قبل بعثة النبي بست سنوات وقد تزوّجها عثمان بن عفان بعد وفاة زوجته رقية -رضي الله عنها-، وقد تزوّجها قبل البعثة عتيبة بن أبي لهب، ولمّا نزلت سورة المسد أجبر أبو لهب ابنه على طلاق أم كلثوم مثلما أجبر عتبة أيضًا على طلاق زينب، وقد توفيت -رضي الله عنها- في السنة التاسعة للهجرة[٥].
- فاطمة رضي الله عنها: وأمّها خديجة بنت خويلد، وقد وُلدت بعد بعثة النبي بخمسة أعوام، وبشّر جبريل النبي -عليه الصلاة والسلام- بولادتها، وقد أحبّها حبًّا شديدًا، وكان ينهض إذا دخلت عليه ويُقبّلها من رأسها ويديها، وقد تزوّجها علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- وأنجبا الحسن والحسين -رضوان الله عليهما-، وقد توفيت في السنة الحادية عشرة للهجرة[٦].
من حياتكِ لكِ
لقد كان الإسلام سبّاقًا في وضع المكانة الرفيعة للمرأة بما يحفظ لها وكرامتها وحقوقها، ويظهر ذلك جليًّا في مكانتها في حياة رسولنا الكريم؛ إذ إنه كان يُعظم قدر النساء في المجتمع، ويظهر في محبته لأزواجه والذود عنهنّ، ولعل ما يشير إلى تلك المكانة العظيمة للمرأة في حياته أنه اختار الموت في حجر زوجته عائشة -رضي الله عنها-؛ لذا فمن الواجب اقتداء الرجال من المسلمين برسولنا الكريم، والتأسّي بأفعاله وأقواله وأسلوبه في معاملة زوجاته، والتخلص من الأخطاء الجسيمة التي يتعامل بها بعض الرجال في زمننا هذا مع زوجاتهم[٧].
كيف ربّى الرسول عليه الصلاة والسلام بناته؟
شاء الله تعالى أن يكون النبي عليه السلام أباً لبنات ليُمثّل القدوة الحسنة والمثالية للمؤمنين فيما يُعطى للمرأة من حقوق وقيمة أقرها لها الإسلام الحنيف؛ إذ قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنِ ابتُلِيَ مِنْ هذِهِ البناتِ بشيءٍ، فأحسنَ إليهِنَّ، كنَّ لَهُ سِتْرًا مِنَ النارِ) [صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ومن القيم المهمة المتبعة في تربية البنات من النبي وزوجته خديجة -رضي الله عنهما- ما يأتي[٨][٩]:
- كان عليه الصلاة والسلام يفرح ويسرُّ لمولد بناته -رضي الله عنهن-؛ فقد استبشر عليه السلام لمولد ابنته فاطمة -رضي الله عنها-، وتوسّم فيها اليُمن والبركة.
- كان عليه الصلاة والسلام يعامل بناته بحنان كبير، ورغم ذلك لم يكن ينسى أن يوجه أنظارهن إلى الآخرة والأمور المهمة.
- كان عليه الصلاة والسلام يضم بناته إلى صدره ويداعبهن ويبتسم لهن.
- كان عليه الصلاة والسلام يعطي الحرية لبناته ويرشدهن إلى طرق العيش الصحيحة التي تليق بالإنسان.
- لم يكن يسمح عليه الصلاة والسلام باتباع سلوك طريق اللامبالاة، أو حتى انفلات الانضباط.
- كان عليه الصلاة والسلام يبذل كل جهوده ليهيئ بناته للحياة الآخروية.
- كان عليه الصلاة والسلام يختار دائمًا الطريق المعتدل في التربية المتمثل بالصراط المستقيم بعيدًا عن الإفراط والتفريط.
- علّمت خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- ابنتها الكبيرة زينب -رضي الله عنها- حين كبرت المشاركة في أشغال البيت، فضلًا عن تدريبها على الأمومة؛ فكانت زينب -رضي الله عنها- بمثابة أم صغيرة لشقيقتها الصغرى فاطمة تهتمّ بشؤونها وتمضي أوقات فراغها في ملاعبتها.
المراجع
- ↑ "نسب النبي صلى الله عليه وسلم ونشأته"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "أولاد وبنات النبي صلى الله عليه وسلم"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "1- فضل زينب رضي الله عنها"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "2- فضل رقية رضي الله عنها"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "3- فضل أم كلثوم رضي الله عنها"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "4- فضل فاطمة رضي الله عنها"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "المرأة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 22-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "صفـة الأبوة لدى النبي"، islamonline، اطّلع عليه بتاريخ 2-3-2020. بتصرّف.
- ↑ "تربية الرسول – صلى الله عليه وسلم – لبناته رضي الله عنهن"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 2-3-2020. بتصرّف.