مفهوم حوار الأديان

مفهوم حوار الأديان

ما مفهوم حوار الأديان؟

يعرف حوار الأديان على أنّه الحوار القائم بين أتباع الدين، أي بين معتنقي الأديان المختلفة؛ كالإسلام، والمسيحية، واليهودية وغيرها من الأديان البشرية أيضًا كالهندوسية والبوذية ومن هذا المنطلق عُرِفَ حِوار الأديان، وقد عرّف الكاتب والمفكر يوسف الحسن حوار الأديان كما يلي: "هو أن يتبادل المتحاورون من أهل ديانتين الأفكار واحقائق والمعلومات والخبرات التي تزيد من معرفة كل فريق بالآخر بطريقة موضوعية ما، قيد يكون بينهم تلاقٍ أو اختلاف، مع احتفاظ كل طرف بمعتقداته في جو من الاحترام المتبادل، والمعاملة بالتي هي أحسن بعيدًا عن نوازع التشكيك ومقاصد التجريح، وغاية الحوار هي؛ إشاعة المودة وروح المسالمة والتفاهم والوئام والتعاون فيما يقع التوافق فيه من إعمال النفع العام للبشرية ".


عرف أيضًا على أنّه: الاجتماعات الدورية والمنظمة التي تعقد برعاية مراكز الحوار العالمية والمنظمات الدولية التي تهتم بالحوار بين منتسبي الأديان السماوية المختلفة، وبين معتنقي المذاهب البشرية والفلسفات الأخرى؛ بناءًا على إسترتيجيات واضحة محددة لرؤيتها ولأهدافها ولأساليبها[١].


ما حكم حوار الأديان في الإسلام؟

أمّا بالنسبة للحكم الشرعي لهذا الحوار فينقسم لعدة أقسام بناءً على اعتقادات الفئة المراد التحاور معها، ونوضحه كما يلي[٢]:

  1. إن كان المتحاورون يؤمنون برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وما أنزل الله تعالى عليه، فيجب عليهم اتباعه وإطاعته، وترك غير ذلك.
  2. إن كان المتحاورون لا يؤمنون برسالة محمد -صلى الله عليه وسلم- وما أُنزل إليه من ربه، وكانت الغاية من الحوار معهم توضيح بطلان ما يعتقدون به ودعوتهم إلى الإيمان بمحمد -صلى الله عليه وسلم- واتباعه، فهذا الحوار مشروع، وقد ذكره لنا القرآن الكريم: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}[٣]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ: (إنَّكَ سَتَأْتي قَوْمًا أهْلَ كِتَابٍ، فَإِذَا جِئْتَهُمْ، فَادْعُهُمْ إلى أنْ يَشْهَدُوا أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، فإنْ هُمْ أطَاعُوا لكَ بذلكَ، فأخْبِرْهُمْ أنَّ اللَّهَ قدْ فَرَضَ عليهم خَمْسَ صَلَوَاتٍ في كُلِّ يَومٍ ولَيْلَةٍ، فإنْ هُمْ أطَاعُوا لكَ بذلكَ، فأخْبِرْهُمْ أنَّ اللَّهَ قدْ فَرَضَ عليهم صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِن أغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ علَى فُقَرَائِهِمْ، فإنْ هُمْ أطَاعُوا لكَ بذلكَ، فَإِيَّاكَ وكَرَائِمَ أمْوَالِهِمْ، واتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ؛ فإنَّه ليسَ بيْنَهُ وبيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ)[٤].
  3. إن كانوا لا يؤمنون بالنبي -عليه أفضل الصلاة والتسليم-، ولا يتقبلون أي دعوة إلى الإسلام، بل فقط يريدون الاعتراف بصحة معتقدهم والموافقة عليه، فلا يجوز الحوار معهم، لاستحالة التوافق معهم، ولأن عدم الحوار معهم يعني الإقرار ببطلان ما هم عليه، وهم لا يكفوا عن إلقاء الشر والاعتداء على المسلمين ولن يرضوا إلا أن نترك ديننا وندخل في معتقدهم، فقد ذكر الله لنا هذه الفئة في كتابه الحكيم فقال: {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا ۗ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۖ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[٥].


أنواع الحوار بين الأديان

لحوار الأديان أنواع عدة وهي[٦]:

  1. حوار الدعوة.
  2. حوار التعايش.
  3. حوار التقارب.
  4. حوار وحدة الأديان.
  5. حوار توحيد الأديان.


ضوابط حوار الأديان في الإسلام

لحوار الأديان في الإسلام ضوابط شرعية يجب أن يتقيد بها المحاور، وهي[١]:

  1. الموافقة على التعددية الدينية وحرية تدين الأفراد.
  2. إطلاق محل الخصومات وتخصيص المصطلحات بدقة.
  3. ضرورة الإلمام بالقضية المطروحة للنقاش.
  4. الابتداء بالنقاط المتفق عليها بين الطرفين.
  5. طلب الحق والسعي بحثًا عنه.
  6. التحصن بالدليل الواضح والبرهان المنير.
  7. التقييد بطرق الإقناع الصحيحة.
  8. الحرص على خلو المحاورة، وأدلتها من أي تناقض.
  9. التجمل بالأخلاق الفاضلة والقیم الإنسانیة الرفیعة.
  10. الرضا والقبول بالنتائج النهائية التي خرج بها المتحاورون.


ما أهمية وجود هذا الحوار؟

يمكن أن نلخص أهمية حوار الأديان، وضرورة إقامته بما يلي[١]:

  1. تقوية ثقافة الحوار بین منتسبي الأدیان المختلفة.
  2. دعم التعایش السلمي بین معتنقي الأدیان.
  3. الاحترام المتبادل للمعتقدات، وإطلاق الحریات الدینیة بین الأفراد والمجتمعات.
  4. إشاعة ثقافة التسامح الدیني التي تسعى للقضاء على كافة صور التعصب الديني.
  5. محاربة الفساد الاجتماعي، والحد من انتشار الرذیلة والأمراض الاجتماعیة الناتجة عن هذا الفساد، بواسطة نشر القیم الدینیة والأخلاقیة التي تضمها جميع الأديان.
  1. ^ أ ب ت أسماء خلیفة الشبول، حوار الأديان في الإسلام وتطبيقاته المعاصرة، صفحة 12-20. بتصرّف.
  2. "الحوار بين الأديان.. رؤية شرعية"، إسلام ويب، 14/1/2009، اطّلع عليه بتاريخ 15/3/2021. بتصرّف.
  3. سورة أل عمران ، آية:64
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1496، صحيح.
  5. سورة البقرة، آية:135
  6. الشيخ الدكتور عبد الرحيم بن صمايل السلمي (16/6/2010)، "الحوار بين الأديان (حقيقته وأنواعه)"، الدرر السنية ، اطّلع عليه بتاريخ 15/3/2021. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :