فوائد رضا الوالدين

فوائد رضا الوالدين

بر الوالدين

اقترن شكر الله بشكر الوالدين، إذ يقول سبحانه: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} [لقمان: 14]، ويعدُّ برُّ الوالدين من أحبِّ الأعمال إلى الله، فهو مقدمٌ على الجهاد في سبيلِ الله، والجهادُ ذروة سنام الإسلام، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزادَنِي) [صحيح البخاري | خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ويعود ذلك، لما فيه من مشقة وتعب، وتغلّب على رغباتِ النفس، وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رِضَى الرَّبِّ في رِضَى الوَالِدِ، وسَخَطُ الرَّبِّ في سَخَطِ الوَالِدِ) [السلسلة الصحيحة | خلاصة حكم المحدث: حسن بمجموع الطرق]، ويكون البر بإلانة القول لهما، وانتقاء أفضل الكلمات عند مخاطبتهما، والتلطف معهما، وإظهار الرأفة والتقدير والاحترام، والتواضع وعدم رفع الصوت عليهما، وقد روي عن ابن عون، وهو أحد السلف رحمه الله، نادته أمه، فأجابها، فعلا صوتُه صوتَها، فَنَدِم على ذلك، وأعتق رقبتين توبَةً إلى الله تعالى وكفارة لما فعل، ونبيُّ الله إبراهيم -عليه السلام- يخاطب والده المُشرك وهو يقول: (ياأبتِ... يا أبتِ)، ولا يجوز مناداة أحد منهما بالعجوز، بحجة الاعتياد على قولها، أو التضجّر منهما، أوالتّرفع عليهما، كما جاء في قوله تعالى: {فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء: 23] وقد قال بعض السّلف: (لو كان هناك أقل من الأُفّ لنهى الله عنه)[١].


ما هي فوائد رضا الوالدين؟

فيما يأتي ذكر لفوائد رضا الوالدين[١][٢][٣]:

  • دخول الجنة، فبِرُّ الآباء والأمهات طريق موصول للجنة، فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (الوالِدُ أوسطُ أبوابِ الجنَّةِ، فإنَّ شئتَ فأضِع ذلك البابَ أو احفَظْه) [سنن الترمذي | خلاصة حكم المحدث: صحيح] ومعنى (أوسط أبواب الجنة) أي خيرها وأعلاها وأحسنها دخولًا، كما قال عليه الصلاة والسلام: (بَيْنا أنا أدورُ في الجنَّةِ سمِعْتُ صوتَ قارئٍ فقُلْتُ؟ مَن هذا؟ فقالوا: حارثةُ بنُ النُّعمانِ، كذلك البِرُّ) قال: وكان أبَرَّ النَّاسِ بأُمِّه [صحيح ابن حبان | خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه].
  • أفضل القُربَات إلى الله، وأهم الفرائض، فقد أوجب الله تعالى حق الوالدين وأمر بالإحسان إليهما في كتابه العظيم في آيات كثيرات، منها: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء:23-24].
  • سبب لإجابة الدعوة، (كانَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ إذَا أَتَى عليه أَمْدَادُ أَهْلِ اليَمَنِ، سَأَلَهُمْ: أَفِيكُمْ أُوَيْسُ بنُ عَامِرٍ؟ حتَّى أَتَى علَى أُوَيْسٍ فَقالَ: أَنْتَ أُوَيْسُ بنُ عَامِرٍ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: مِن مُرَادٍ ثُمَّ مِن قَرَنٍ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَكانَ بكَ بَرَصٌ فَبَرَأْتَ منه إلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: لكَ وَالِدَةٌ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: (يَأْتي علَيْكُم أُوَيْسُ بن عَامِرٍ مع أَمْدَادِ أَهْلِ اليَمَنِ، مِن مُرَادٍ، ثُمَّ مِن قَرَنٍ، كانَ به بَرَصٌ فَبَرَأَ منه إلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، له وَالِدَةٌ هو بهَا بَرٌّ، لو أَقْسَمَ على اللهِ لأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لكَ فَافْعَلْ) فَاسْتَغْفِرْ لِي، فَاسْتَغْفَرَ له. فَقالَ له عُمَرُ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قالَ: الكُوفَةَ، قال: أَلَا أَكْتُبُ لكَ إلى عَامِلِهَا؟ قالَ: أَكُونُ في غَبْرَاءِ النَّاسِ أَحَبُّ إلَيَّ..) [ صحيح مسلم | خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • سبب لتفريج الهموم والغموم، فعن عبدالله بن عمر أنه قال: سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: (انْطَلَقَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَتَّى أَوَوْا الْمَبِيتَ إِلَى غَارٍ فَدَخَلُوهُ فَانْحَدَرَتْ صَخْرَةٌ مِنْ الْجَبَلِ فَسَدَّتْ عَلَيْهِمْ الْغَارَ فَقَالُوا إِنَّهُ لَا يُنْجِيكُمْ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ إِلَّا أَنْ تَدْعُوا اللَّهَ بِصَالِحِ أَعْمَالِكُمْ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ اللَّهُمَّ كَانَ لِي أَبَوَانِ شَيْخَانِ كَبِيرَانِ وَكُنْتُ لَا أَغْبِقُ قَبْلَهُمَا أَهْلًا وَلَا مَالًا فَنَأَى بِي فِي طَلَبِ شَيْءٍ يَوْمًا فَلَمْ أُرِحْ عَلَيْهِمَا حَتَّى نَامَا فَحَلَبْتُ لَهُمَا غَبُوقَهُمَا فَوَجَدْتُهُمَا نَائِمَيْنِ وَكَرِهْتُ أَنْ أَغْبِقَ قَبْلَهُمَا أَهْلًا أَوْ مَالًا فَلَبِثْتُ وَالْقَدَحُ عَلَى يَدَيَّ أَنْتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُمَا حَتَّى بَرَقَ الْفَجْرُ فَاسْتَيْقَظَا فَشَرِبَا غَبُوقَهُمَا اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ فَفَرِّجْ عَنَّا مَا نَحْنُ فِيهِ مِنْ هَذِهِ الصَّخْرَةِ فَانْفَرَجَتْ شَيْئًا..) [ صحيح البخاري | خلاصة حكم المحدث: صحيح] فحين دعا الرجل الله بعمل بره بوالديه، استجاب الله الدعاء وفرج عنه ما كان فيه.


كيف يمكن الحصول على رضا الوالدين؟

للحصول على بر الوالدين يجب أخذ كثير من الأمور في عين الاعتبار، ومنها[١]:

  • تحقيق رغبات الوالدين، فيجب أن يكون الأبناء على دراية بما يحب الوالدان من لباس وطعامٍ وشراب وأماكن، وأن يسعوا لتلبية كل ما يرغب به الوالدان وفقًا لقدراتهم.
  • إبعاد كل ما يكرهه الوالدان عنهما، وذلك من لباس وطعام وشرابٍ وأماكن، وأن يسعى الأبناء في تجنب ذلك والابتعاد عنه.
  • تجنب الانشغال عند زيارتهما، وقد انتشرت عادة سيئة وهي انشغال الأبناء بالهواتف في حضور الوالدين، فلا قيمة لتلك الزيارة، لأنها بالجسد فقط، بلا روح، كما يتضايق الآباء من تلك العادة، فهما بحاجة للاهتمام.
  • الاعتذار عند صدور الخطأ، وإصلاح ما تم إفساده، والتماس رضى الوالدين، فعن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو قال: جاء رجُلٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال: جِئتُ أُبايِعُكَ على الهِجرةِ، وترَكتُ أبَوَيَّ يَبكيانِ. فقال: (ارجِعْ عليهما، فأضحِكْهما كما أبكَيْتَهما) [صحيح أبي داود | خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • عدم التقصير في حقهما، حتى لو قصّر الوالدان في حق الولد هذا لا يعد مبررًا لعقوقهما، فالله سبحانه وتعالى يحاسب كل نفس بما كلفها من الواجبات، فيقول عز وجلّ: {وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [لقمان: 15].
  • الصبر على الوالدين، وعن أبي هريرة قال: مرَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على عبدِ اللهِ بنِ أُبَيِّ ابنِ سلولٍ وهو في ظلِّ أجَمةٍ فقال: قد غبَّر علينا ابنُ أبي كَبشةَ فقال ابنُه عبدُ اللهِ بنُ عبدِ اللهِ والَّذي أكرَمكَ والَّذي أنزَل عليكَ الكتابَ لئِنْ شِئْتَ لَآتيَنَّكَ برأسِه فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (لا، ولكنْ بَرَّ أباكَ وأحسِنْ صُحبتَه) [صحيح ابن حبان | خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه].
  • المعاملة الحسنة عند الكِبَر، فإذا وصل الوالدان إلى مرحلة الضعف وأرذل العمر، فهما يحتاجان إلى بِرٍّ وسعة صدر، ومعاملة خاصة وعطفٍ ورحمةٍ، وأن يعوّد الأبناءُ أنفسهم على التعامل الحَسن مع كبير السن، ولذلك خصَّ الرسول عليه الصلاة والسلام برّهما في مرحلة الكِبَر بالذكر وأنَّه سببٌ لدخول الجنة، فقال صلى الله عليه وسلم: (رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مَن أدْرَكَ أبَوَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ، أحَدَهُما، أوْ كِلَيْهِما فَلَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ) [صحيح مسلم | خلاصة حكم المحدث: صحيح].


آثار عقوق الوالدين

لعقوق الوالدين آثار على الأبناء، ومنها[٤]:

  • غضب الله تعالى على الأبناء، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو بنِ العاص عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (رِضَى الرَّبِّ في رِضَى الوَالِدِ، وسَخَطُ الرَّبِّ في سَخَطِ الوَالِدِ) [السلسلة الصحيحة | خلاصة حكم المحدث: حسن بمجموع الطرق].
  • العقوق من الكبائِر، وقد قَالَ رسولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الكَبَائِرِ؟ ثَلَاثًا، قالوا: بَلَى يا رَسُولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْرَاكُ باللَّهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ -وَجَلَسَ وَكانَ مُتَّكِئًا فَقالَ- أَلَا وَقَوْلُ الزُّورِ، قالَ: فَما زَالَ يُكَرِّرُهَا حتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ) [صحيح البخاري |خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وعَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ عُقُوقَ الْأُمَّهَاتِ) [صحيح البخاري |خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وقَالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (إنَّ مِن أكْبَرِ الكَبائِرِ أنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ والِدَيْهِ قيلَ: يا رَسولَ اللَّهِ، وكيفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ والِدَيْهِ؟ قالَ: يَسُبُّ الرَّجُلُ أبا الرَّجُلِ، فَيَسُبُّ أباهُ، ويَسُبُّ أُمَّهُ) [صحيح البخاري | خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • دخول النار: فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عمرو بنِ العاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (ثلاثةٌ لا ينظرُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ إليهم يومَ القيامةِ؛ العاقُّ لوالِدَيهِ، والمرأةُ المترجِّلةُ، والدَّيُّوثُ، وثلاثةٌ لا يدخُلونَ الجنَّةَ: العاقُّ لوالِدَيهِ، والمدمِنُ على الخمرِ، والمنَّانُ بما أعطى) [صحيح النسائي | خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح]، ومعنى النظر هنا نظرة الرحمة.
  • دعاء الآباء على الابن العاق مستجاب، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (ثلاث دعواتٍ مستجاباتٌ دعوةُ المظلومِ ودعوةُ المسافرِ ودعوةُ الوَالِد على وَلدهِ) [سنن الترمذي | خلاصة حكم المحدث: حسن].
  • العقوبة المُعَجَّلةٌ في الدنيا قبل الآخرة، فعَنْ أَنَسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (بابان معجّلانِ عقوبتهُما في الدنيا: البَغْيُ والعُقوقُ) [السلسلة الصحيحة | خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح على شرط مسلم]، ومعنى قوله: (مُعَجَّلَانِ عُقُوبَتُهُمَا في الدُّنْيَا) أَي: في الدنيا قبل أن يموت فاعلهما.


المراجع

  1. ^ أ ب ت الشيخ سليمان السلامة (18-2-2014)، "بر الوالدين"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 10-6-2020. بتصرّف.
  2. الامام بن باز، "وجوب بر الوالدين والعناية بهما"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 10-6-2020. بتصرّف.
  3. الدكتور عصام بن هاشم الجفري، "ثمرات بر الوالدين"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 10-6-2020. بتصرّف.
  4. الشيخ صلاح نجيب الدق (5-4-2018)، "أقوال وكلمات عن عقوق الوالدين"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 10-6-2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :