الصبر عند الابتلاء والرضا بالقضاء

الصبر عند الابتلاء والرضا بالقضاء

الصبر

الصبر من الفضائل الحسنة التي يجب أن يتمتع بها المؤمن، فهي ذات أثر على حياته في الدنيا والآخرة أيضًا، فالمؤمن الصابر قادر على أن يُواجه متاعب الحياة ويتصدى لها، وقادر على أن يجد الحلول لكل المشكلات التي تعصف به مهما كان حجمها، لأن الصبر يدفعه للتروِّي والتأني قبل اتخاذ أي قرار مهما كان حجمه، وبالتالي فإن احتمالية أن يكون هذا الرأي صائبًا ستكون كبيرةً جدًّا.


الصبر له جزاؤه العظيم عند الله عز وجل في الآخرة، فهو من الأعمال التي يُكافأ عليها العبد في الآخرة، فقد عدّ الله عز وجل الصبر عبادةً يتقرب بها المؤمن إلى ربه، وبشَّر الصابرين بالأجر العظيم والرضا، لأن في صبرهم إيمانًا تامًا ويقينًا بأن الله عز وجل قادر على تبديل الأحوال وسيختار لعباده الأفضل دائمًا[١][٢].


الصبر على الابتلاء

الحياة مليئة بالأحزان والأفراح، وبالتالي فإن الإنسان معرض فيها للابتلاءات، وعليه أن يكون صابرًا محتسبًا أجره عند الله، مهما عَظُم ابتلاؤه ومهما كبرت مصيبته، فالمؤمن الحقيقي يُعرف فعلًا عند الشدائد وعند وقوع البلاء، فكمية الصبر الذي يصبره إزاء أي ابتلاء يُصيبه ينمُّ عن ثقته الكبيرة بتدابير الله عز وجل، وأن هذا البلاء فيه رحمة خفية ربما لا يلحظها الإنسان، ولكن الله أنزله ليكون بمنزلة تكفير عن الذنوب، وليكون أيضًا منعًا لابتلاءات ربما كانت أكبر، ومن خلال الابتلاء يُمكن أن يصل الإنسان إلى حقيقة الدنيا، وأنها فانية ولا تستحق كل هذا الألم والحزن الذي يعيشه الإنسان لأجلها وأجل متاعها[١][٢].


الرضا بالقضاء

عادةً ما يكون الصبر خلال وقوع الابتلاء تأملًا وطمعًا بأن يُبدِّل الله الحال إلى ما هو أفضل، ولكن في كثير من الأحيان يقع القضاء وهنا لا يُمكن تغييره لأن قضاء الله نافذ ولا رجعة عنه أبدًا، ولا رادّ لقضائه عز وجل، وما على المؤمن إلا أن يقابل هذا القضاء بالرضا والقبول سواء أكان خيرًا أم شرًّا، فالله عز وجل لا يقضي أمرًا لعباده إلّا كان فيه الخير لهم[٣].


منافع الصبر والرضا على الابتلاء والقضاء

فيما يأتي ندرج المنافع المترتبة على الصبر[٤]:

  • السلام الداخلي والراحة النفسية، فكلما قنع الإنسان بما كتب الله ورضي بكل ما لديه وصبر على كل ابتلاء وقع به أراح قلبه من الهم والحزن وعقله من التفكير ووصل إلى مرحلة التصالح مع حياته وظروفه.
  • الصحة الجسدية، فكثرة التفكير في الأمور السلبية والتحسر على ما فات والأمل الزائف بما سيأتي والمبالغة بالتفكير في المستقبل كلها أمور تُتعب العقل والقلب وتُورث المرض الجسدي لصاحبها.
  • نيل رضا الله عز وجل، فالله عز وجل يُحب عبده الصابر والراضي بقضائه، ولكن هذا لا يعني التقاعس أو التخاذل عن أداء الواجب، بل يجب أن يسعى الإنسان بكل ما أوتي من قوة وجهد ثم يصبر ويحتسب جهده عند الله عز وجل، ويرضى بكل ما قُسم له لأن كل أقدار الله فيها الخير لعباده حتى لو لم يدركوا هم ذلك.


صور من صبر النساء

لقد كان أهل قريش يستمتعون بأذية الضعفاء الذين آمنوا، ومن الأشخاص الذين تعذبوا: سُمية بنت خياط أم عمار بن ياسر كانت سابع من أسلم، وقد كان بنو قريش عند الظهيرة يخرجون بها هي وزوجها وابنها إلى الصحراء ويلبسونهم دروع الحديد، ويضعون عليهم الرمال الحارة، ويضربونهم بالحجارة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمر بعمار وأمه وأبيه وهم يعذبون في مكة فيقول: (صبرًا آل ياسر، موعدكم الجنة)[٥].


المراجع

  1. ^ أ ب "فضل الصبر على المصيبة "، يد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 19-03-2019.
  2. ^ أ ب "الصبر على البلاء"، الكلم الطيب، اطّلع عليه بتاريخ 19-03-2019.
  3. "قالوا عن الرضا بالقضاء والقدر "، طريق الإسلام ، اطّلع عليه بتاريخ 19-03-2019.
  4. "أهمية الصبر وفضله"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 19-03-2019.
  5. "من قصص النساء الصالحات"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 5-4-2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :