محتويات
ما أجر الصبر على الظلم وعاقبة الظالمين؟
يُعدُّ الظلم من أقبح المعاصي التي يقوم بفعلها الإنسان، ويُثبت ذلك بقوله تعالى:{وَلا تَحسَبَنَّ اللَّـهَ غافِلًا عَمّا يَعمَلُ الظّالِمونَ إِنَّما يُؤَخِّرُهُم لِيَومٍ تَشخَصُ فيهِ الأَبصارُ * مُهطِعينَ مُقنِعي رُءوسِهِم لا يَرتَدُّ إِلَيهِم طَرفُهُم وَأَفئِدَتُهُم هَواءٌ}[١]، وإنَّ من فضل الله تعالى على عباده أنَّه حرَّم الظلم على نفسه وجعله محرَّمًا بين عباده، فمن صبر على الظلم فله من الخير الكثير والثواب الجزيل إذا احتسب أمره لله تعالى فهو خير وكيل، كما ويجب اتِّقاء الله تعالى بكفِّ الظلم عن إخوانه المسلمين، وإنَّ الظلم عندما يقع من الكبير والمسؤول فإنَّه يكون أشدُّ تحريمًا وأعظم قبحًا، فعلى المسلم أن يحفظ أخيه من أي مكروه يصيبه[٢].
دعاء لرفع الظلم عن المسلم واستعجال الإجابة
الدعاء من أعظم العبادات التي تدل على يقين العبد وصدق إيمانه بالله تعالى، ومن الجدير بالذكر أنَّ في الدعاء من الفضل والشرف ما يعجز اللسان عن وصفه، وفيه أسباب البركة والنَّجاة في الدنيا والأخرة، ويجوز الدعاء على من ظلم دون تعدٍ في الدعاء، وليختار المظلموم من الدعاء ما يناسب حاله، كما أنَّ صبر المظلوم واحتساب أمره لله تعالى هو أكبر وأعظم أجرًا، فهناك العديد من الأدعية التي ترفع الظلم عن أصحابها ومنها[٣][٤][٥][٦]:
- قال النبي عليه الصلاة والسلام: من قال:(بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شيء)[٧].
- قال الرسول صلى الله عليه وسلم:(لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)[٨].
أسئلة تُجيب عنها حياتكِ
هل ينتقم الله من الظالم في الدنيا؟
الظلم من أشد الأمور التي يواجهها الإنسان في حياته خصوصًا إذا كان مظلومًا وليس ظالمًا، فله الحقُ أنّ يدعي على من ظلمه وقت ما شاء، وليعلم أنّ الله سبحانه وتعالى ليس غافل عن الظلم الواقع ولكنه ينصر المظلوم وقت ما يشاء حسب علمه وحكمته، فسبحانه وتعالى لا معقب لحكمهِ وليس من حق العبد أنّ يعترض على حكمهِ[٩].
هل الصبر على أذى الناس ضعف في الشخصية؟
الصبر من صفات الملسمين المتوكلين على الله سبحانه وتعالى، وتجدر الإشارة أنّ الصبر لا يُصنّف تحت قائمة ضعف الشخصية أو الخوف، ويكون ذلك بأن المظلوم قد احتسب أمره لله تعالى فهو خير وكيل، فأجر المسلم الذي يصبر على الظلم والأذى كبير عند الله تعالى[١٠].
كيف نتعامل مع أذى الناس وظلمهم؟
نرى في حياتنا وقوع الظلم على العديد من الأشخاص وقد تصل أحياناً بالتعدي على أموالهم وأعراضهم وهذا الفعل غير مقبول، إذ توجد فئة من الناس تستطيع أنّ تتحمل الظلم الذي وقع عليهم ولهم القدرة على تحمل ردود أفعالهم، والبعض الآخر لا يستطيع تحمل الظلم فيلجأ إلى الدعاء عليهم نصرة له، وأنّ أعظم الناس عند الله هم من يدفعون السيئة بالحسنة[١١].
المراجع
- ↑ سورة إبراهيم، آية:42 - 43
- ↑ "عاقبة الظالمين وأجر من صبر على ظلم أخيه"، إسلام ويب، 9/4/2007، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2021. بتصرّف.
- ↑ "كنوز الدعاء في القرآن الكريم والسنة النبوية رابط المادة"، طريق الإسلام، 6/6/2018، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2021. بتصرّف.
- ↑ "الدعاء على الظالم جائز بلا تعد والصبر أعظم أجرا"، إسلام ويب، 5/8/2012، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2021. بتصرّف.
- ↑ "الموسوعة الحديثية"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2021. بتصرّف.
- ↑ "المظلوم يتخير من الدعاء ما يناسب حاله"، إسلام ويب، 24/12/2003، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن القيم، في زاد المعاد، عن لم يسم الراوي، الصفحة أو الرقم: 33، صحيح.
- ↑ رواه عبد الحق الإشبيلي، في الأحكام الصغرى، عن سعد بن أبي وقاص، الصفحة أو الرقم:899، أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد.
- ↑ "ينتصر الله للمظلوم متى شاء وكيف شاء"، إسلام ويب، 23/10/2011، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2021. بتصرّف.
- ↑ الدكتور العربي عطاء الله (15/2/2003)، "ما نصيحتكم لي نحو الصبر على أذى الآخرين؟"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2021. بتصرّف.
- ↑ عبدالله بن محمد البصري (5/10/2011)، "كيف نتعامل مع أذى الآخرين؟"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 16/2/2021. بتصرّف.