أهمية بر الوالدين

أهمية بر الوالدين

لا شكَّ أنَّ لِبرِّ الوالدين أهميَّة كبيرة في هذه الحياة، وهذه الأهميَّة تتمثَّل فيما يلي^[١]:

1. يُعدُّ بر الوالدين طاعة لله وطاعة لرسوله.
2. تُعتبر طاعة الوالدين واحترامهما سببًا من أسباب دخول الإنسان الجنَّة، ودليل ذلك قول أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:(رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف قيل من يارسول الله قال من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة)^[٢].
3. يكون احترام الوالدين وطاعتهما سببًا للأُلفة والمودة.
4. يُنظر لطاعة الوالدين وبرَّهما على أنَّه شكرًا لهما؛ لأنَّهم سبب في وجود أبناؤهم في هذه الحياة الدنيا، كما أنَّه شكر لهم على التربية والتضحيات التي قدَّموها من رعاية وتربية وغيرها مُنذ صغر أبنائهم.
5. يُعدُّ بر الابن لأبويه سببًا حتى يبره أبناؤه بدليل قوله تعالى:{ وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان}^[٣].

كيفية بر الوالدين في حياتهما

تستطيعن كابنة أن تكوني بارَّة بوالديكِ في حياتهما من خلال الكثير من الأعمال التي يُمكنكِ أن تفعليها، أبرزها كما يلي^[٤]:

1. الإحسان الدائم لوالديكِ.
2. الإنفاق على والديكِ في حال كانا محتاجين إلى من يُنفق عليهما.
3. السمع والطاعة لهما بالمعروف.
4. احترامهم وخفض الجناح لهما والامتناع عن رفع الصوت عليهما.
5. الدِّفاع عنهما، ودفع الضرعنهم في أي شيء أو مكروه قد يصيبهما.
6. الحرص على جلب الخير للوالديكِ في كل أحوال حياتهما ودفع الشر عنهما، نظرًا لما قدَّموه إليكِ من إحسان ورعاية منذ صغرك.
7. رعاية وطاعة الأم والإحسان إليها أكثر من أي شخص من الناس، ومن ثم يليها الأب، إذ إنَّ حق الوالدة على ولدها أعظم، ودليلًا على ذلك حين قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم:(من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: "أمك"، قال ثم من؟ قال: "أمك"، قال ثم من؟ قال:"أمك"، قال: ثم من؟، قال:"أبوك")^[٥].

كيفية بر الوالدين بعد موتها

إنَّ موت أحد والديكِ أو كلاهما لا يعني انقطاعكِ أو حرمانكِ من برِّهم، حيث ذكر النبي صلى الله عليه وسلم صورًا عدَّة من بر الوالدين بعد وفاتهم أبرزها مايلي^[٦]:

1. الدعاء والصلاة عليهما، ويُقصد بصلاتكِ عليهما أي الاكثار من الدعاء بالخير لهما، وما يمكن أن ينفعهم في آخرتهم، مثل الدعاء لهما بأن يوسِّع عليهم قبورهم، ويجعلها روضة من رياض الجنَّة، وأن يرزقهم النَّعيم في الآخرة، وأن يرفع درجاتهم ويتقبَّل أعمالهم، ويجمعهم مع النبيين والصدِّيقيين والشُّهداء وفي أعلى جنَّات الفردوس.
2. الاستغفار لهما، ويعني الاستغفار طلب الصَّفح والعفو عن والديكِ، كما يُعدُّ ذلك أعظم دعاء دعاه الأنبياء لوالديهم بدليل قوله تعالى في سورة نوح:{ربِ اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنًا ولمؤمنين والمؤمنات}^[٧].
3. إنفاذ عهدهما من بعدهما، فإذا أوصاكِ والديكِ وصيَّة بالثَُلث أو أقل يجب تنفيذها، وإذا زادت عن ذلك عليكِ تنفيذها من باب البرِّ لهما لا من باب الوجوب، كما أنَّه يدخل في معنى العهد أنَّه إذا عهد أحد والديك أو كلاهما بالإحسان لشخص أو قريب محتاج أو الاهتمام بهم لشئ ما فمِن البرِّ بهما قيامكِ بذلك بعد موتهما بشرط أن لا يكون إثم أو معصية.
4. صلة رحمهما، إذ تُعدَُ صلة الرحم واجبة عليكِ بعد وفاة والديكِ أو أحدهما، حيث تشمل هذه الصلة الأعمام والأخوال والعمَّات والخالات وأبنائهم، والأخوة والأخوات ويُعدُّون من باب أولى أن تصليهم، إذ يجب أن تحرصي على زيارتهم أو الاتصال بهم باستمرار، والإحسان إليهم وانتقاء الكلمات الطيبة، وبذلك ستنالين أجر صلة رحم الوالدين.
5. إكرام أصدقائهما، إذ إنَّه من عظيم بركِ لوالديكِ الزيارة والاتصال مع أصدقاء والديكِ المقرَّبين لهم قبل وفاتهم، فذلك من علامات الحب والود لوالديكِ، ودليل ذلك قول عمر رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم:(إنَّ أبرَّ البرَّ صلة الولد أهل ودِّ أبيه)^[٨].
6. قضاء الديون والكفَّارات عنهما، من أوجه بر والديكِ قضاء دينهما أو دين أحدهما، فالميت يُحبس من دخول الجنَّة حتى يُقضى عنه دينه، كما أنَّه الأمر كذلك بالنسبة للنَّذر فيجب أن تقضي النَّذر عن والديكِ، بالإضافة إلى قضاء الكفَّارات كالصِّيام والحج عن الميت.
7. الصدقة عنهما، حيث يُعتبر باب الصدقة هو أوسع الأعمال التي يصل أجرها لوالديكِ بعد وفاتهما، ومن أفضل ما قد تتصدقي به عن والديكِ هو عمل وقف كبناء مسجد أو مشفى، أو توزيع المصاحف، أوبناء بيت لعابر سبيل، أو بناء بئر ماء، أو كفالة يتيم، لأنَّ ذلك أجره دائم.
8. صلاح النَّفس والعمل، إذ إنَّ كل عمل صالح ستقومين به هو من ورثة والديكِ وتربيتهم لكِ، وكل عمل خير أو صالح تفعلينه طاعةً لأمر والديكِ فإنَّ أجره سيصلهم وفي ميزان حسناتهم.

نصائح في تربية الأطفال على بر الوالدين

فيما يلي أبرز النَّصائح والنِّقاط المهمَّة التي تُمكِّنكِ من تنشئة أبنائكِ على طاعة وبر الوالدين والذي سيبقى يصاحبهم في كبرهم، وهي كما يلي^[٩]:

1. تذكير أبنائكِ دومًا بأهميَّة برَّكِ وطاعتكِ وطاعة والدهم، وأنَّ ذلك حق من حقوقكم عليهم.
2. اعترافكِ الدائم بفضل والديكِ أمام أبنائكِ وضرورة احترامهم وتقديرهم، فذلك سيقدِّم لهم قدوة حسنة يقتدون بها ويُقلِّدونها في صغرهم وكبرهم.
3. تعليم أبنائكِ أنَّ ما تقدِّميه لهم ووالدهم من تلبية جميع احتياجاتهم وراحتهم هو معروف يجب أن يقابلونه بالسَّمع والطاعة، والُبعد عن النُّطق بأي كلمة أو فعل ما قد يُزعجكما، وتذكيرهم بالدعاء وطلب الخير لكما بعد وفاتكما.
4. تعليم أبنائكِ الآيات القرآنية والأحاديث النبويَّة التي تحثُّ على بر الوالدين وطاعتهما وتذكيرهم الدائم بها، ليكبروا عليها كقوله تعالى: {وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا ﴿٢٣﴾ وَاخفِض لَهُما جَناحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمَةِ وَقُل رَبِّ ارحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيرًا}^[١٠].

المراجع

1. ↑ "ما هي أهمية بر الوالدين في الإسلام؟ رابط المادة"، طريق اللاسلام، 17/1/2016، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2021. بتصرّف.
2. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2551، حكم المحدث صحيح.
3. ↑ سورة الرحمن، آية:60
4. ↑ "كيفية بر الوالدين في الحياة وبعد الممات"، بن باز، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2021. بتصرّف.
5. ↑ رواه الهيتمي المكي، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2/66 ، حكم الحديث صحيح.
6. ↑ "بر الوالدين بعد موتهما"، طريق الاسلام، 27/12/2020، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2021. بتصرّف.
7. ↑ سورة نوح، آية:28
8. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:877.
9. ↑ د محب الدين صالح (10/2/2002)، "من أساليب تربية النشء على بر الوالدين"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2021.
10. ↑ سورة الإسراء، آية:23