محتويات
مفهوم الثقافة الإسلامية
يُعدّ مفهوم الثقافة من المفاهيم الرئيسيَّة في العلوم الإنسانيَّة والاجتماعيَّة،، ومن تعريفاتها، تعريف تايلور للثقافة حيث يقول: إنَّ الثقافة هل الكل المُعقَّد الذي يضم المعتقدات، والمعرفة، والأخلاق، والفن، والتقاليد، وكل ما يكتسبه الإنسان باعتباره عضوًا في المجتمع، ومن تعريفات الثقافة بشكل عام أنَّها معرفة عملية مكتسبة ترتكز على جانب معياري، تتجلى في سلوك الإنسان في حياته، وأمَّا مفهوم الثقافة الإسلاميَّة بشكل خاص: فهي معرفة عملية مكتسبة، جانبها المعياري مستَّمد من الشريعة الإسلاميَّة، والعقيدة هي أساسه، تظهر في سلوك الإنسان في تعاملاته في حياته الاجتماعيَّة[١].
تاريخ الثقافة الإسلامية
إنَّ علم الثقافة الإسلاميَّة تأخر في ولادته حتى العصر الحديث، فالثقافة الإسلاميَّة مرَّت بمرحلتين، مرحلة ما قبل العصر الحديث، ومرحلة العصر الحديث، فالمرحلة الأولى كانت بدايتها بتنزل الوحي، الذي جاء من أجل أن ينهض بالإنسان والمجتمع، ويُبين حقيقة الإنسان وسبب سعادته وشقائه، والتي تُبين أنَّ التداول بين الناس ما هو إلّا للإصلاح ودفع المفاسد، وإظهار الحق، أمَّا المرحلة الثانيّة وهي مرحلة العصر الحديث، فبدأ العلماء في هذا العصر بتدوين علم الثقافة الإسلاميَّة، وكان الاهتمام في هذه المرحلة بالعقيدة وما هو قريب من العلوم الإسلاميَّة والحياة الاجتماعيَّة، وحاول بعضهم تناول الإسلام بنظرة شمولية لأمور الدنيا والدين ولكن كانوا يكتبونه بمصطلحات قديمة[٢].
أهمية الثقافة الإسلامية
للثقافة الإسلامية مكانة عالية في المجتمعات المسلمة، وأهمية كبيرة جدًا، خاصة بعد اتجاه العالم الإسلامي إلى تدريس المناهج الغربيَّة والشرقيَّة وابتعادهم عن المنهج الإسلامي، فكان لا بٌد من إيضاح وبيان أهمية الثقافة الإسلامية وجعلها متطلب جامعي لجميع الكليَّات، حتى لا ينتقل الطالب إلى مراحل أعلى في علمه وهو لا يعلم أساسيات دينه التي لا يصح إسلامه إلا بها، ومن أسباب أهمية الثقافة الإسلاميَّة ما يلي[٣]:
- فهم تعاليم الإسلام، إنَّ إسلام المرء يفرض عليه أن يكون لديه نسبة جيدة من المعلومات الثقافيَّة عن دينه، فلا بٌدَّ له أن يكون على علم بأركان الإسلام الخمسة، وأركان الإيمان الستة، وعلى معرفة جيدة بالأخلاق الحميدة التي حث عليها الإسلام، كلٌّ ذلك ينبغي له معرفته حتى يكون حقًا مسلمًا منتميًا إلى دينه.
- الحصانة الفكريَّة، تعني أن يكون لديه معرفة جيدة تُمكِّنه من معرفة الخطأ والصواب وتمييز الحق من الباطل، وما يقبله الدين الإسلامي وما يرفضه، بحيث إذا لم تكن لديه هذه المعرفة قد يتَّبع مذهب أو منهج ضال فيضله عن الإسلام وهو لا يدري.
- المسلم فعَّال ويعمل بإيجابيَّة في المجتمع، إنَّ الله سبحانه وتعالى خلق البشرية لخلافة الأرض، ليعمِّرها الإنسان وفق ما يريد الله عز وجل، وهذا يحتاج إلى تسخير الجهود الجماعيَّة لإعمارها، والإعمار يحتاج إلى علم ومعرفة حتى يكون المسلم خليفة الله على أرضه.
- حل المشكلات العالميَّة التي تواجه الإسلام، عندما قامت المجتمعات المسلمة ببناء أساسها على القرآن العظيم والسٌّنة النبويَّة، نجحت وأنشئت حضارة إنسانيَّة مثاليَّة، فيها العدل والعز والسعادة والتقدم، فالعالم بأمس الحاجة لهذه الحلول في هذا الوقت.
خصائص الثقافة الإسلامية
للثقافة الإسلاميَّة العديد من الخصائص تميزها عن غيرها من الثقافات، ومعرفة هذه الخصائص أمر مهم للمسلم،تجعله أكثر ثقة بنفسه وبثقافته، وتجعل سلوكه مبني على معرفة واعية بهذه الثقافة، ونذكر من خصائصها ما يلي[٤]:
- إلهية المصدر، أي ترجع إلى المصدر الإلهي دون تغيير، بصورة مباشرة وغير مباشرة.
- الشمول، تشمل جميع أمور الوجود، والإنسان، والدنيا والآخرة، فلا يوجد جانب إلا وللثقافة به صلة.
- التوازن، يعني أنَّ كل الجوانب التي لها علاقة بالثقافة الإسلاميَّة توجه بشكل عادل ومتوازن دون طغيان أحد الجوانب على الآخر.
- الاتساق والتكامل، أي عدم وجود تعارض, ووجود تعاون بين جوانب الثقافة الإسلاميَّة.
- الوسطيَّة، أي لا إفراط ولا تفريط، فهي تكون في أمر واحد دون ميل لأحد الاطراف.
- الإيجابيَّة، في تعامل الإنسان مع نفسه ومع الآخرين، من تناصح وتعاون وحب الخير للغير.
- المثالية والواقعيَّة، كل جانب في الثقافة الإسلاميَّة مثاليّ وواقعيّ، فالإسلام دين ممكن تطبيقه ومتسق مع الواقع.
- الثبات والمرونة، أي ثبات في الأهداف والغايات، وثبات القواعد والأصول، والمرونة في الأساليب للوصول لهذا الثبات.
- العقلانيَّة، فهي تقوم بجلب المنافع ودرء المفاسد، وتوجه سلوك الإنسان لتحقيق الهدف الذي من أجله خٌلق.
- الإنسانيَّة، تلائم فطرة الإنسان وما فيه من غرائز، وتخاطب جميع الناس، وتسمو بالإنسان إلى أقصى حدود الكمال.
مصادر الثقافة الإسلامية
إنَّ للثقافة الإسلاميَّة مصادر تؤخذ منها هذه الثقافة وترتكز عليها، سواء كان هذا الذي يؤخذ من المصادر أسس ومبادئ أو قواعد تقوم عليها، وهذه المصادر نوعين، مصادر مباشرة في أصلها ومصادر غير مباشرة [٥]:
مصادر الثقافة الإسلامية المباشرة
ندرج فيما يأتي مصادر الثقافة الإسلامية المباشرة وهي كما يأتي:
- القرآن الكريم، هو كلام الله سبحانه وتعالى المنزَّل على رسوله صلى الله عليه وسلم، المتعبَّد بتلاوته، المعجز، المنقول بالتواتر، وهو المصدر الأول للتشريع.
- السنة النبوية، هي الأفعال التي صدرت عن النبي صلى الله عليه وسلم، من قول أو فعل أو تقرير، والسنة النبوية المصدر الثاني للتشريع.
- الإجماع، هو اتفاق علماء الأمة المجتهدين في عصر من العصور على حكم شرعي لمسألة ظهرت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس لها حكم في الكتاب أو السنَّة.
- الاجتهاد، هو بذل الجهد في استنباط الأحكام الشرعيَّة من أدلتها.
مصادر الثقافة الإسلامية غير المباشرة
ندرج فيما يأتي مصادر الثقافة الإسلامية غير المباشرة وهي كما يأتي:
- تراث الحضارة الإسلامية، هي الإنجازات التي فعلها السلف المسلم في الحضارة القديمة سواء كانت ماديَّة أو غير ماديَّة.
- الإنجازات الثقافيَّة النافعة للحضارات الأخرى، فالثقافة الإسلاميَّة تأخذ من الحضارات الأخرى ما ينفعها ويكون منسجم مع ضوابطها.
- العلوم العقليَّة، هي تُقسم إلى 3 مجموعات، طبيعيَّة وإنسانيَّة وصوريَّة.
- اللغة العربيَّة، هي وسيلة لفهم مصدري الشريعة الإسلاميَّة (القرآان الكريم والسنَّة النبويَّة).
- ↑ هيئة جامعة القدس المفتوحة، مقرر الثقافة الإسلامية، صفحة 4-5. بتصرّف.
- ↑ عبد الله العويسي (2007-11-30)، "تاريخ الثقافة الإسلامية"، الألوكة الثقافية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-26. بتصرّف.
- ↑ مصطفى مسلم (2014-04-21)، "أهمية الثقافة الإسلامية"، الألوكة الثقافية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-11-26. بتصرّف.
- ↑ "مقرر الثقافة الإسلامية\ خصائص الثقافة الإسلامية"، فضاء، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-03. بتصرّف.
- ↑ "مقرر الثقافة الإسلامية\ مصادر الثقافة الإسلامية"، فضاء، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-03. بتصرّف.