محتويات
الصلاة
تعد الصلاة غذاءً للروح وقوةً للبدن، كما أنها الصلة بين العبد وربه، كما تُعد الصلاة العبادة الوحيدة التي فرضها الله سبحانه وتعالى على الرسول محمد صلّى الله عليه وسلم في السماء؛ إذ إنها فُرضت 50 صلاةً، ثمّ خُففت إلى خمس صلوات، كما أن الصلاة عمود الإسلام كما قال رسول الله صلّى الله علية وسلم: (رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعمودُه الصلاةُ، وذروةُ سنامِه الجهادُ في سبيلِ اللهِ)[مجموع فتاوى ابن باز| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح]، كما أنها الركن الثاني من أركان الإسلام، والصلاة هي الدواء والغذاء والبلسم الشافي وأعظم وسيلة للنجاح، إذ أمر الله تعالى جميع الأنبياء والمرسلين بالصلاة في قوله تعالى:{وَجَعَلناهُم أَئِمَّةً يَهدونَ بِأَمرِنا وَأَوحَينا إِلَيهِم فِعلَ الخَيراتِ وَإِقامَ الصَّلاةِ وَإيتاءَ الزَّكاةِ وَكانوا لَنا عابِدينَ}[سورة الأنبياء:37][١].
اهتم الإسلام اهتمامًا شديدًا بالصلاة وحذّر من تركها، إذ إنّ تركها أمر خطير جدًا، ويُعد كُفرًا وخروجًا من ملة الإسلام، كما قال الله تعالى: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ﴿٤٢﴾ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ }[سورة المدثر، 43,42]، وقول رسول الله محمد صلّى الله عليه وسلم: (العَهدُ الذي بَينَنا وبَينَهُم الصلاةُ، فمن تَرَكَها فَقَد كَفَرَ)[سنن الترمذي| خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح غريب]، ومن حافظ على الصلاة حفظه الله ومن ضيعها ضاع[١]. وتارك الصلاة إما أن يكون جاحدًا لها ومُنكرًا لها، أو متكاسلًا ومشغولًا عنها، فالأول يُعد كافرًا وخارجًا عن ملة الإسلام، والثاني يُعد كافرًا ويُباح دمه[٢].
حكم الصلاة للمرأة المجهضة
أباح الإسلام عذر عدم الصلاة في حالات كثيرة، ومنها الإجهاض، كما لا يصح للمرأة في مرحلة النفاس صيامها؛ إذ عليها قضاء الأيام التي أفطرتها في شهر رمضان بسبب النفاس، وهو الدم الخارج من المرأة بسبب الولادة. وإذ أجهضت المرأة فلا يعد الدم الخارج منها دم نفاس، إلا إذا كان الجنين تبيّن فيه خلق الإنسان، فقد يبدأ التخليق في الحمل بعد ثمانين يومًا، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ أحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّهِ أرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَكونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فيُؤْمَرُ بأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ، ويُقَالُ له: اكْتُبْ عَمَلَهُ، ورِزْقَهُ، وأَجَلَهُ، وشَقِيٌّ أوْ سَعِيدٌ، ثُمَّ يُنْفَخُ فيه الرُّوحُ)[صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ويُبيّن هذا الحيث أن خلق الإنسان يمر بعدة مراحل في الحمل؛ أربعين يومًا نطفةً، ثمّ أربعين يومًا علقةً، ثمّ أربعين يومًا مضغةً، ثمّ تُنفخ فيه الروح بعد 120 يومًا[٣]. وإذا أجهضت المرأة الحامل فإن حكم صلاتها يكون حسب زمن الإجهاض، إذ توجد ثلاث حالات، كالآتي[٣]:
- إذا أجهضت المرأة قبل ثمانين يومًا من الحمل لا يُعد الدم الخارج منها دم نفاس، فهو دم استحاضة، وهو لا يمنعها من تأدية صلاتها وصيامها، بل يجب عليها أن تتوضأ لكل صلاة.
- إذ أجهضت المرأة الحامل بعد ثمانين يومًا وقبل مئة وعشرين يومًا يجب النظر في السّقط، فإذا كان يظهر فيه تخليق فيُعد الدم الخارج دم نفاس ولا تتوجب عليها صلاة ولا صيام حتى تطهر، وإذا لم يظهر فيه تخليق فالدم النازل يُعد دم استحاضة فيتوجب عليها الصلاة والصيام.
- إذا أجهضت المرأة الحامل بعد نفخ الروح -أي بعد مئة وعشرين يومًا- فيكون الدم الخارج دم نفاس، فلا يتوجب عليها الصلاة والصيام حتى تطهر.
الطريقة الصحيحة للغسل من النفاس
إن الطريقة الصحيحة للغسل من النفاس هي نفسها المتعبة للغسل من الحيض والجنابة، وهي كما يأتي[٤]:
- النيّة للغسل، وتكون في القلب.
- التسمية بقول بسم الله الرحمن الرحيم.
- غسل اليدين ثلاث مرات قبل إدخالهما إلى الإناء.
- غسل الفرج من الأذى جيدًا مع الحرص على عدم العودة إليه مرةً أخرى، ويُستحب للمرأة بعد الاغتسال من النفاس أو الحيض أن تستخدم قطنةً وتضع عليها مسكًا لإزالة أثر الدم ورائحته.
- الوضوء كالوضوء العادي للصلاة تمامًا، مع ترك غسل الرجلين إلى النهاية.
- غسل شعر الرأس ثلاث مرات حتى يصل الماء إلى أصول الشعر، ولا يجب على المرأة أن تفك شعرها، بشرط أن يكون قد وصل الماء إلى أصول شعرها، كما ورد في حديث أم مسلمة رضى الله عنها فقالت: (يا رسولَ الله، إنِّي امرأةٌ أشدُّ ضَفْرَ رأسي فأنقضُه لغُسلِ الجَنابةِ؟ قال: لا، إنَّما يكفيك أن تَحثِي على رأسِك ثلاثَ حَثَيات، ثمَّ تُفيضين عليك الماءَ فتَطهُرينَ)[صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، كما أنه من الأفضل للمرأة أن تنفض عقدة الشعر للغسل من النفاس أو الحيض لعدم المشقة.
- إفاضة الماء على جميع الجسد، ويجب البدء من الشق الأيمن إلى الأيسر مع تدليك الجسم باليد.
- غسل الرجلين جيدًا.
الأحكام المُترتبة على الحيض والنفاس
يُعرف النفاس بأنه الدم الخارج من رحم المرأة بسبب الولاة أو بعدها أو قبلها، وقد وضع الإسلام أحكامًا مُترتبةً على هذه الفترة التي تستمر أربعين يومًا غالبًا، ومنها ما يلي[٥]:
- قراءة القرآن الكريم، فقد اختلف العلماء في قراءة الحائض والنفاس للقرآن الكريم، فمنهم من حرّم ومنهم ومن أباح، ويُرجَّح والله أعلم أنه تجوز قراءة القرآن الكريم؛ وذلك لعدم ورود حديث صحيح في منع قراءته في فترة النفاس، أما بالنسبة للتسبيح والذكر وقراءة كتب السنة والاستماع للقرآن فلا خلاف على ذلك والله أعلم.
- يُحرّم على النفاس أو الحائض الصلاة، وإذا طُهرت فلا تتوجب عليها إعادة الصلاة.
- يُحرّم على الزوج أن يُطلّق زوجته الحائض، لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا}[سورة الطلاق:1]، بخلاف النفاس فيجوز له بأن يُطلق زوجته في نفاسها؛ لأنه لا يُحسب من العدّة.
- يُحرّم في فترة الحيض والنفاس الصيام، لكن يتوجب قضاؤه بعد رمضان، ويُعد صومها أثناء الحيض أو النفاس غير صحيح ولا يُقبل، وتكون أثمةً.
- يُحرّم على النَّفَساء والحائض الجماع، كقوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}[سورة البقرة:222]، فقد يؤثم من جَامَعَ المرأة أثناء النفاس والحيض، وتتوجب عليه كفارة إذا جامعها عامدًا وعالمًا، أما إذا كان ناسيًا أو جاهلًا بوجود الحيض أو جاهلًا بتحريمه فلا إثم عليه، والكفارة هي أن يتصدّق بدينار من الذهب أو نصف دينار منه.
- يُحرّم على النفساء أو الحائض الطواف عند الكعبة، أما بقية المناسك من رمي الجمرات والوقوف في عرفات والسعي فلا حرج عليها من تأديتها.
- المكوث في المسجد، فقد اختلف العلماء على مكوث النفساء أو الحائض في المسجد؛ فمنهم من منع ومنهم من جاز وأباح، وعلى الأرجح أنه جائز؛ لأنه لم يرد أي دليل صحيح على منع الحائض والنفساء من المكوث في المسجد.
المراجع
- ^ أ ب "الصلاة"، alukah، 2011-11-16، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-3. بتصرّف.
- ↑ "التعريف بالصلاة ومنزلتها في الإسلام"، alukah، 2013-12-1، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-3. بتصرّف.
- ^ أ ب "متى يكون الدم النازل نفاساً؟"، islamqa.info، 2002-11-20، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-3. بتصرّف.
- ↑ "كيفية الغسل من النفاس"، kaifia، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-3. بتصرّف.
- ↑ "ملخص أحكام الحيض والنفاس والاستحاضة"، alukah، 2013-9-28، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-3. بتصرّف.