محتويات
وقت صلاة المغرب
الدخول في وقت صلاة المغرب ثابت في السنة النبوية ومجتمع عليه من خلال جَمهور العلماء، وهو وقت غروب الشمس، أما نقطة الاختلاف بين العلماء، فكانت حول وقت انتهاء وقت صلاة المغرب، إذ ذهب مالك والشافعي إلى أنّها تمتد إلى الوقت الذي تتطلّبه الصلاة لتأديتها بعد الغروب، ومن جهة أخرى، ذهب أبو حنيفة والثوري وأحمد إلى أنّ انتهاء وقتها يكون عند ذَهاب الشفق بعد الغروب، ويعد الشفق عند جَمهور العلماء هو الاحمرار الذي يُرى بعد الغروب في جهة المغرب، وعلى هذا فمن السنة النبوية وهدي رسول الله تقديم الصلاة في وقتها الأول أو في موعدها[١].
كيفية صلاة المغرب
إن الأعمال الصالحة بالإسلام منوطة بالصلاة، فإذا صلحت الصلاة صلحت باقي الأعمال، كما ثبت عن النبي -صل الله عليه وسلم- :( إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت، فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت، فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته قال الرب: انظروا هل لعبدي من تطوع، فيكمل بها ما انتقص من الفريضة؟ ثم يكون سائر عمله على ذلك)، وعلى هذا فيجب على كل مسلم ومسلمة معرفة الطريقة الصحيحة لأداء الصلاة، وفيما يلي بيان لكيفية أداء صلاة المغرب[٢][٣]:
- القيام إلى الصلاة لتأديتها على وقتها مع ستر العورة والتوجه إلى القبلة، ثم تكبير تكبيرة الحرام برفع الكفين باستقامة إلى المنكبين، أي أعلى الكتف أو بمحاذاة الأذنين، ثم وضع الكف الأيمن فوق الكف الأيسر على منطقة الصدر.
- قراءة دعاء الاستفتاح ، ثم الاستعاذة بالله وقراءة سورة الفاتحة مع البَدْء بالبسملة، ثم قراءة ما تيسر من القرآن الكريم.
- التكبير للركوع ليكون الظهر والرأس على استقامة واحدة، ووضع اليدين على الركبتين، وقول: سبحان ربي العظيم 3 مرات.
- الرفع من الركوع بقول سمع الله لمن حمده، وعند الاستقامة الدعاء بقول: ربنا ولك الحمد مع رفع اليدين.
- التكبير والسجود على الأطراف السبع ألا وهي الجبهة مع الأنف، والركبتين وأطراف أصابع القدم، والكفين، وقول سبحان ربي الأعلى 3 مرات.
- الرفع من السجود والجلوس مفترشًا بالقدم اليسرى على الأرض، وناصبًا القدم اليمنى، مع وضع رؤس الأصابع تجاه القبلة، كما توضع اليدين على الركبتين، والقول: (اللهم اغفر لي)، ثم السجود مرة أخرى بنفس الطريقة.
- القيام من السجود وأداء الركعة الثانية بنفس خطوات الركعة الأولى، وفي نهاية الركعة الثانية قبل القيام دعاء التشهد الأول ورفع السبابة وضم باقي أصابع اليد اليمنى وبسط أصابع اليد اليسرى على الفخذين، ثم القيام للركعة الثالثة.
- القيام بالركعة الثالثة كما الثانية ويضاف إليها الصلاة الإبراهيمية كركن أساسي، ثم قراءة التشهد والصلاة الإبراهيمية، ثم التسليم بإحناء الرأس ولفه إلى الكتف اليمين وقول السلام عليكم ورحمة الله، ثم إلى الكتف الأيسر وقول الشيء نفسه. يحبب الدعاء بنهاية الصلاة بالاستعاذة بالله من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال، ثم بعد ذلك الدعاء بما يُراد.
فضل صلاة المغرب
إن صلاة المغرب إحدى الصلوات الخمس المفروضة التي فُرضت على كل المسلمين والمسلمات، ومن فضائل صلاة المغرب أنها يختم بها النهار ويبدأ بها الليل، كما يكمن فضل صلاة المغرب بين الصلوات بكونها دليل على بقاء أمة محمد -صل الله عليه وسلم- على الفطرة السليمة التي فطرها الله عليها؛ لقوله -صل الله عليه وسلم-:(لَا تَزَالُ أُمَّتِي عَلَى الْفِطْرَةِ مَا لَمْ يُؤَخِّرُوا الْمَغْرِبَ حَتَّى تَشْتَبِكَ النُّجُومُ)[٤][٥].
نصائح للأم لترغيب أطفالها بالصلاة
يؤدّي دوركِ كمربية لأبنائكِ عاملًا أساسيًا في تنشئة أطفالكِ مهما كانت الظروف المحيطة بهم، وأيًا كان أسلوب المعيشة الخاص بأطفالكِ في منزلهم، كما أنّ للصلاة الأهمية العظمى في الإسلام، لذا يعد واجبًا عليكِ ترغيب وتحبيب أبنائك بالاقتداء بكِ في الصلاة، أو تعليمهم أساسيات وأركان الصلاة الصحيحة التي لا تقوم الصلاة إلا بها، والجدير بالذكر أن ترغيب أطفالك لأداء الصلاة لا يكون دائما سهلًا، ولكن إذا بدأتِ بتعليمهم منذ نعومة أظفارهم، حتى لو كان بتقليد الحركات فقط، سيكون سهلًا عليهم تقبل تعلّم الصلاة عندما يصبحون في سن العاشرة مثلًا.
يقول المثل الإنجليزي: (إذا استطعت أن تُجبر الفرس على أن يصل إلى النهر، فلن تستطيع أبداً أن ترغمه على أن يشرب!)، أي أن عملية تدريب أطفالك وترغيبهم قد لا تكون مهمة سهلة وتتطلب الاستمرارية والمثابرة مهما كانت الظروف، كذلك، لا يخلو دور الأبُّ عن كونه عاملًا مهمًا وقويًا في تربية الأطفال وليس فقط على الصلاة ولكن على جميع نُوَاح الحياة، فحاولي إشراك الأبُّ بالقول والفعل في عملية تحبيب أطفالكِ على الصلاة والمداومة عليها، فمثلاً أخذ الولد إلى المسجد مع والده من الأساليب المتبعة في تنشئة الأطفال على حب المسجد، وعلى هذا على حب أداء الصلاة.
ويمكن تقسيم مراحلتعليم الأطفال إلى ثلاث مراحل حسب المراحل العمرية، المرحلة الأولى من سن الثالثة إلى سن الخامسة، تعد هذه المرحلة مرحة مهمة في تكوين كيان الطفل وإحساسه، ولكن لا يوجد داعٍ لتعليم الطفل الصلاة لأنه سينشغل باللعب والتصفيق وما إلى ذلك، ومع ذلك يجب ترك الطفل على سجيته إن أراد تقليدكِ في الصلاة أو لا، كما يمكنكِ تعليمه بعض السور القصيرة مثل الفاتحة والمعوذات. ومن جهة أخرى، تمتد المرحلة الثانية من سن الخامسة إلى السابعة، وهنا تبدأ رحلة الترغيب وتحبيبه بالدين والصلاة من خلال الكلام عن العقيدة ومساندة الطفل في الصلاة بتعليمه أركانها وخطوتها وتعليمه الوضوء خطوة بخطوة، مع الصبر وتجنّب الترهيب على الإطلاق, أبرز المشاكل التي قد تواجهكِ الكسل، لذا يمكنك خلق أجواء المشاركة بين أطفالكِ، فيبادر طفلكِ إلى الصلاة من تلقاء نفسه.
المرحلة الأخيرة هي المرحلة الممتدة بين سن السابعة إلى العاشرة؛ قد يبدأ الطفل في هذه المرحلة بالمعاندة وعدم الالتزام والتهرب، إلا أنه من الضروري عليكِ التعامل بعقلانية وتجنب الصراخ أو تأنيب الطفل والتعامل بحكمة معه قدر الإمكان، وعدم نسيان التشجيع والترغيب والمبادرة إلى تحبيبه على الدوام بالكلام الطيب[٦].
المراجع
- ↑ "أقوال العلماء في وقت صلاة المغرب"، إسلام ويب، 2001-12-14، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-04. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن أبو هريرة ، الصفحة أو الرقم:832، حسن كما قال في المقدمة.
- ↑ "كيفية الصلاة"، اسلام ويب، 2001-05-21، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-05. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن العباس بن عبدالمطلب، الصفحة أو الرقم:569، صحيح.
- ↑ الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل (2018-02-02)، "صلاة المغرب"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-05. بتصرّف.
- ↑ "كيف نحبب الصلاة لأبنائنا "، طريق الإسلام، 2002-05-14، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-05. بتصرّف.