محتويات
ما حكم المرتد عن الإسلام؟
المرتد عن الإسلام هو الذي يترك دين الله ويكفر به بعد إسلامه وإيمانه بالله عز وجل، وذلك إمّا أن يجحد بوحدانية الله سبحانه وربوبيته، أو كفر بنبيٍّ أو كتاب من كتب الله سبحانه، أو أن يجحد ويترك الفرائض والعبادات كلها ويحلل المحرمات عن اعتقاد ومعرفة بحقيقتها وليس عن جهل، أمّا حكم المرتد عن الإسلام فهو القتل من قبل الإمام أو نائبه بعد التضييق عليه ثلاثة أيام، فإن لم يتب بعد انتهاء الثلاثة أيام يجب قتله ولا يُغسَّل ولا يُصلى عليه ولا يُدفن مع المسلمين، والتوبة تكون بالإسلام والشهادة بأنَّه لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا عبده ورسوله، والاعتراف بما جحد وأنكر من الفرائض، والدليل على ذلك هو قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من بدل دينه فاقتلوه)[١]، وقوله: (لا يَحلُّ دمُ امرئٍ مسلمٍ يشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنِّي رسولُ اللهِ إلا أَحَدُ ثلاثةٍ نَفَرٍ النفسُ بالنفسِ والثَّيِّبُ الزاني والتاركُ لدينِه المفارقُ للجماعةِ)[٢][٣][٤].
لماذا يقتل المرتد؟
نوضح فيما يلي أسباب قتل المرتد عن الإسلام[٤][٥]:
- إنَّ من ارتد عن الإسلام عرف الحق واتبع منهج الله سبحانه واتبع دينه، وقد أنكر ذلك وقام بجحد ما عرف، لذلك فحياته لم يعد لها فائدة ولم يعد له هدف فيها.
- إن لم يكن هناك عقوبة رادعة لمن يكفر بالله سبحانه ويخرج عن دينه، سيكون هناك أثر كبير على من يدخل في دين الله سبحانه، إذ سيتركون دين الله بسهولة ومتى ما أرادوا ويُمكن أن يتم تشجيع الغير على ذلك.
- إنَّ عدم وجود العقوبة الرادعة سيكون دينًا لا رقيب له، وسيتسلَّط الناس بعضهم على بعض، وكلٌّ على هواه ومصالحه الشخصية.
- إنَّ الشرك بالله سبحانه من المنكرات الثلاث التي نهى عنها القرآن الكريم؛ وهي الشرك والزنا وقتل النفس، لأنَّ الشرك قتل للفطرة، فالفطرة البعيدة عن منهج الله سبحانه هي فطرة ميتة وخالية من الحياة والسكينة، لذلك أمر الله بأشد العقوبات لهذه المنكرات لحماية النفس والمجتمعات من الانهيار والدمار، فالعقوبة من جنس العمل كلما ازدادت بشاعة العمل ازدادت العقوبة.
- العقوبة الشديدة هي عبارة عن رادع ومانع لنفس الإنسان من الوقوع بهذه الجرائم، وكبت للدوافع المؤدية إليها.
ما أسباب الارتداد عن الإسلام؟
من أسباب الارتداد عن الإسلام ما يلي[٥]:
- كيد ومكر الكفار بالمسلمين، فقد كانت طائفة من الكفار تدخل الإسلام ليتودد إليهم المسلمون، وبعد ذلك يرتدون لينشروا الضعف والفتنة في قلوب المسلمين ويصدونهم عن دينهم.
- ضعف الإيمان، فمن ضعف إيمانه يرتدد ويضعف عند الشدائد والمحن، ومن خالط قلبه الإيمان وكان إيمانه قويًّا ويقينيًّا لن يتزحزح عنه ويتركه مهما بلغت الشدة والمحن.
- الافتتان بما يمتلك الكفار من إتقان ومهارة في العمل، فيغلب الظن عند ضعيفي الإيمان بأنَّ الكفار على حق وهم على باطل فيرتدون.
- بذل اليهود والنصارى كل مساعيهم وجهدهم في فتن الناس، وهذا قد بينه الله تعالى في قوله: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ اليَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}[٦].
هل يجوز الجلوس مع المرتد؟
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن مخالطة ومصاحبة غير المؤمنين، لذلك ذهب الفقهاء إلى مشروعية ومن باب أولى هجر من ارتد عن الإسلام وعدم مخالطته، لأنَّ الردة أشد من الكفر الأصلي، ونتائج فتنته على الناس ومن يخالطهم غير مضمونة وآمنة[٧].
كيفية التعامل معه
فيما يلي بعض النصائح لكيفية التعامل مع المرتد القريب الذي ثبتت ردته[٨]:
- البراءة التامة ممَّا أقدم عليه من كفر وردة، ويُحرم التودد إليه ومحبته.
- نصحه وإعادته إلى الرشد والحق ودعوته إلى الله سبحانه.
- زيارته والتحدث إليه، ولكن يجب أن تكون الزيارة بهدف الهداية والدعوة إلى الله سبحانه وأن يكون الزائر أهلًا لذلك.
- جواز تقديم له الهداية بهدف تحبيبه بالتوبة والهداية.
- وجوب هجره وعدم مخالطته إذا استمر على الضلال والارتداد، ليُكسف شره ويُبعد عنه بقية الأقارب.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:4475، أخرجه في صحيحه.
- ↑ رواه أحمد شاكر ، في مسند أحمد، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:124، إسناده صحيح.
- ↑ الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك (11/11/2017)، "حكم المرتد في الإسلام"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 13/3/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب "لماذا يُقتل المرتد عن الإسلام"، الإسلام سؤال وجواب، 19/5/2002، اطّلع عليه بتاريخ 13/3/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب "الرّدة الأسباب والعقوبات وتهافت الشبهات "، طريق الإسلام، 1/4/2008، اطّلع عليه بتاريخ 13/3/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:120
- ↑ "حكم مخالطة القريب المرتد"، إسلام ويب، 19/5/2009، اطّلع عليه بتاريخ 13/3/2021. بتصرّف.
- ↑ "كيفية التعامل مع القريب المرتد"، الإسلام سؤال وجواب، 5/6/2011، اطّلع عليه بتاريخ 13/3/2021. بتصرّف.