ماهو الفرق بين الجن والشيطان

ماهو الفرق بين الجن والشيطان

الفرق بين الجن والشيطان

يوجد العديد من الناس الذين يعتقدون أن الجن والشيطان لهما نفس المعنى، والحقيقة أن الجن والشيطان مختلفان أشد الاختلاف عن بعضهما، كما بَيَّن القرآن الكريم والسنة النبوية في الإسلام وأوضح كلًا منهما على حدة، وفي هذا المقال سنُفرِّق بين الجن والشيطان.


الجن

عالم الجن شبيه بعالم الإنس وهم يعيشون على وجه الأرض ولهم أماكن خاصة يتواجدون فيها ولكن لا يستطيع الإنسان رؤيته، فهو عالم خفي عن الإنسان وقد خُلِق كذلك للعبادة كما قال تعالى في كتابه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُون} [الذريات: 56].

خُلِق الجن من النار، كما أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- بُعِث برسالته السماوية للجن والإنس معًا، وهو من الأمور المهمة التي يجب أن يعرفها الإنسان المسلم؛ لأنه من الثوابت المهمة في الإسلام، كما أن الجن مكلف بالتكاليف الشرعية في الإسلام وعبادة الله وحده لا شريك له، والاعتراف بالرسول والإيمان بما جاء به، فنجد أصنافًا من الجن الذين يعبدون الله ويؤمنون به وبرسوله الكريم والصنف الآخر الذي لا يُطيع الله ويكفر به، كما هو الحال في البشر، ودليل القرآن الكريم على ذلك قوله تعالى على لسان الجن: (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا * وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا) [الجن: 14-15].


الشيطان

كما وضحنا سابقًا عن الجن بأنه عالم خفي فيه الجن المؤمن وفيه الجن الكافر بالله تعالى ورسوله، فالشيطان هو من الجن، لكنه الجن الكافر الذي لا يُؤمن بوجود الله سبحانه وتعالى ولا يُؤمن بالرسول والملائكة ولا يُطيع أوامر الله ولا ينتهي عما نهاه الله عنه من الأقوال والأفعال. فالشيطان كمعلومة مهمة يُطلَق على الكافر سواءً من الجن أو من الإنس فكلاهما سواء في عصيان الله وعدم وحدانيته والاتصاف بجميع الأخلاق والصفات السلبية، كما قال عز وجل في كتابه الكريم: {إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا} [الكهف:50]، فإبليس هو شيطان من الجن الذي كفر وعصى الله سبحانه وتعالى ولم يُطِع أوامره.

تبعًا لذلك فالشياطين من الجن، وهم أشرار الجن الذين يعيثون فسادًا في الأرض، كما أن الإنس منه شياطين وهم البشر الفاسدون الذين لا يُطيعون الله ولا يعملون بما جاء به الله في كتابه الكريم ولا يؤمنون بوجود الله ورسوله وهو أشر الناس، ومنهم المسلمون الذين يطيعون الله ويتبعون أوامره وينتهون عما نهاهم عنه فالمسلمون من هذا النوع موجودون في عالم الجن أيضًا ويؤمنون بالله ويخافونه ويعبدونه حق عبادته، وكما قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ} [الأنعام: 112].


أدلة وجود الجن في القرآن الكريم

توجد عدة أدلة على وجود الجن في القرآن الكريم، وسنسلط الضوء على بعضها فيما يلي[١]:

  • تبلغ النصوص القرآنية التي ذُكر بها الجن ما يقارب الأربعين موضعًا، حتى أن سورة كاملة تناولت الحديث عن أحوالهم وحديثهم وسُميت باسمهم "سورة الجن"، وكانت الآية الأولى فيها: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} [الجن: 1].
  • يشترك الجن مع الإنس في التكليف، فيقول تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا} [الأنعام: 130]، كما أنهم يحاسبون في الآخرة حسب أعمالهم: {قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ} [لأعراف: 38].


المراجع

  1. "الدلائل على وجود عالم الجن"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 10-5-2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :