أين يعيش الجن

أين يعيش الجن

عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ هَذِهِ الْحُشُوشَ مُحْتَضَرَةٌ، فَإِذَا أَتَى أَحَدُكُمُ الْخَلَاءَ فَلْيَقُلْ: أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ) أبو داود وصححه الألباني، من الحديث المتقدم ذكره نتوصل إلى أن للجن حياتهم ومعاشهم المختلف فهم يسكنون الصحراء والحشائش كما أخبرنا عليه الصلاة والسلام، كما أن أهل العلم قسّموا الجن لقسمين؛ الجن المسلم وهم يسكنون الأماكن الطيبة ويحبون الروائح الطيبة، وأما الجن الكافر فيسكنون الخرابات وبيوت الخلاء ويحبون الأماكن النجسة والروائح الكريهة.^[١]

الفرق بين الجن والشياطين

قال تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ [الأنعام: 112]، يقول علماء الدين استنادًا إلى هذه الآية الكريمة: إنّ الشياطين هم المردة والأشرار من الجن كما يوجد شياطين من الإنس أيضًا كما ورد في الآية وهم المعنيون بإغواء البشر والحرص على ضلالتهم، يقول بعض العلماء بأن الشيطان هو أبو الجن ويقول آخرون أن الشيطان من طائفة جن من الملائكة والله أعلم.^[٢]

معلومات عن الجن

الجن مخلوقات كسائر المخلوقات التي خلقها الله عز وجل ولها صفاتها وأشكالها وطريقة معيشتها، وفيما يلي سنتعرف على بعض الأمور^[٣]1:

• معنى جن، يقول علماء اللغة والدين أن الجن سمّيت بذلك لأنها تتوارى عن الأنظار فلا نستطيع رؤيتها، والشياطين كل متمرد من الإنس والجن، بينما يقول أهل اللغة والعلم في حال الجن أنه إذا ذكر الجن منفصلًا فهو جني أما من يساكن الناس من الجن قالوا عنه عامر المكان، والمتعرض للصبيان روح، والمتمرد شيطان فإن قوي صار ماردًا وإن زاد صار عفريتًا والله أعلى وأعلم بالصواب.
• الأدلة كثيرة على وجود عالم الجن في القرآن الكريم فقد سمّيت سورة كاملة باسم الجن ولكن يوجد الكثيرون ممن ينكرون وجود الجن في الأصل وهذا مخالف للدين.
• قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ، وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ} [الحجر:26-27]، تشير هذه الآية الكريمة إلى أن الجن مخلوقات نارية وقد سميّت النار التي خلقوا منها نار السموم لشدة حرها فهي تنفذ إلى المسام الصغير في الأبدان لذلك فهم يتمتعون بصفات القوة والخفة.
• لم يرد في القرآن الكريم أو الحديث النبوي الشريف شيء عن مساكن الجن، وهما المصدران اللذان نستقي منهما كل العلوم الصحيحة التي لا مجال فيها للشك، ولم يذكر تفصيل عن مساكن الجن وطرق معيشتهم وهل يعيشون في بيوت كحال البشر، وهل لهم مدن ودول ينتمون إليها أم أنهم يعيشون في الصحاري والفيافي، فلم يردنا عن مسكنهم إلّا الحديث سابق الذكر أنهم يسكنون الحشوش، والله أعلى وأعلم.
• توجد ثلاثة أصناف للجن كما ذكر عليه الصلاة والسلام، عن أبي ثعلبة الخشني -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (الجن ثلاثة أصناف: صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء، وصنف حيات، وصنف يحلون ويظعنون) رواه الطبراني وقال الهيثمي في المجمع: "رجاله وثقوا وفي بعضهم خلاف"، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية بأن الجن مخلوقات متشكلة فهم يتشكلون بصور الحيوانات المختلفة مثل البقر والإبل والخيل والبغال والحمير والغنم وربما تشكلوا بصور الإنس.

وقد ذكرنا في هذا المقال نبذة صغيرة عن عالم مجهول لم يصلنا عنه إلّا الشيء القليل بينما اعتمدنا فيما سبق على النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة بعيدًا عمّا يتداوله الناس من قصص قد تصل لمراتب الخرافات والأساطير.

المراجع

1. ↑ "أين يعيش الجن وأين يسكن وماذا يأكل؟"، boldnews، 1-8-2019، اطّلع عليه بتاريخ 1-8-2019. بتصرّف.
2. ↑ "الجن المسلم والجن الكافر"، binbaz، 1-8-2019، اطّلع عليه بتاريخ 1-8-2019. بتصرّف.
3. ↑ "عالم الجن والشياطين"، islamweb، 1-8-2019، اطّلع عليه بتاريخ 1-8-2019. بتصرّف.