سورة عبس
إن سورة عبس من السور التي نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة، وتُسمَّى أيضًا بسورة الصَّاخَّة، والسَّفَرَة، وتُوجد في المرتبة الثمانين من سور القرآن الكريم، وعدد آياتها 42 آية[١]، وتقع في الجزء الثلاثين من أجزاء المصحف الشريف، ونزلت سورة عبس بعد نزول سورة النجم، وبدأت السورة بفعلٍ ماضٍ، ولم يُذكر فيها لفظ الجلالة الله، ونزلت لتتناول حادثة عبدالله بن أم مكتوم مع النبي صلى الله عليه وسلم، كما نزلت سورة عبس للحديث عن العديد من المحاور المختلفة، ومنها: العقيدة الإسلاميَّة، والرسالة النبويَّة، وقدرة الله عز وجل، وثبوت وحدانيته، وأمور الخلق، والموت، والبعث، وتناولت كذلك يوم القيامة، وأهواله، وشدته، وتقرير الحياة بعد الممات، فهي سورة تبعث الخوف، والخشية من الله سبحانه وتعالى، وتدفع النفس المؤمنة إلى الإقبال عليه، والحرص على مرضاته، ورجاء رحمته، وعفوه، ومغفرته، فالله عز وجل رحيم بالعباد، وكذلك فإنَّه عزيز ذو انتقام.
تفسير آية عبس وتولى أن جاءه الأعمى
إنّ سبب نزول سورة عبس هو حادثة الرسول صلى الله عليه وسلم مع ابن أم مكتوم الأعمى، جاء عبدالله بن أم مكتوم رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسأله عن الدين، وتعلُّم القرآن قائلًا له يا رسول الله ارشدني، وكان النبي محمد عليه الصلاة والسلام في ذلك الحين منشغلًا في دعوة عظماء قريش إلى الإسلام، ومنهم: أبو جهل، وعتبة بن ربيعة، وعباس بن عبد المطلب، وألحَّ عبدالله على الرسول عليه الصلاة والسلام في مسألته، فكَرِه الرسول إلحاحه، وأعرض عنه، وأقبل على عظماء قريش يدعوهم، وبعد أن قضى الرسول حاجته معهم أنزل الله عليه الوحي ليعاتبه بالحادثة، فلما نزل الوحي أكرمه الرسول، وسمع منه حاجته، ومن حينها كان الرسول صلى الله عليه وسلم كلما رأى ابن أم مكتوم قال له: مرحبا بمن عاتبني فيه ربي[٢].
مقاصد سورة عبس
جاءت سورة عبس حاملة معها العديد من المقاصد، والغايات، فيما يلي ذكر لمقاصد سورة عبس:
- عتاب الله عز وجل للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، برفق، لما حدث بينه وبين عبدالله بن أم مكتوم، وتنبيهه، وتذكرته بأسلوب ربانيّ يراعي طبيعة الرسول البشرية.
- وصف للقرآن الكريم، وآياته، ومقاصده، فهو كتاب الله المُعظَّم، والمُوقَّر، والمُطهَّر من الدنس، والزيادة، والنقصان، ونزوله على يد ملائكة الذين هم سفراء الله، والكرام، والمطيعين له.
- توجيه الحديث للفئة التي أنكرت البعث، ولم تؤمن به؛ حيث لعن الله الإنسان الكافر الذي يتكبر على طاعة الله سبحانه وتعالى، والذي ينكر قدرته على خلقه من نطفة، وإخراجه إلى سبيل الخير، وقبض روحه، وبعثه من بعد الموت، والذي يتلهى عن القيام بما فرضه الله عليه من واجبات، وفرائض.
- وصف أحوال الناس يوم تقوم الساعة، فهو يوم عظيم، ولشدة رهبته، ووقعه في النفوس يفقد الناس سمعهم، ويفرون من أهلهم، وأزواجهم، فالإنسان في تلك اللحظة يكون منشغلًا بما ينتظره.
- وصف وجوه المؤمنين، وهي مستبشرة برحمة الله، ومضيئة، ومسرورة بما أعطاها الله من النعم، ووجوه الكافرين مظلمة، وخائفة، ويغشاها الذل، والظلمة لسوء ما لاقت.
- ذكر لقدرة الله سبحانه وتعالى منذ بدء الخلق، وكيف أوجد كل شيء لراحة الإنسان، ومعيشته، من نزول المطر، ونمو الزرع من مختلف أنواعه، ليأكل منه الإنسان، والأنعام.
من حياتكِ لكِ
إليكِ بعضًا من كتب تفسير آيات القرآن الكريم التي يُمكنكِ الاستعانة بها[٣]:
- كتاب تفسير ابن جرير.
- كتاب تفسير ابن كثير.
- كتاب تفسير البغوي.
- كتاب تفسير القرطبي.
المراجع
- ↑ "سورة عبس"، holyquran، اطّلع عليه بتاريخ 7-4-2020. بتصرّف.
- ↑ "التفسير"، quran، اطّلع عليه بتاريخ 7-4-2020. بتصرّف.
- ↑ "أفضل كتب تفسير القرآن الكريم"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 7-4-2020. بتصرّف.