خواص سور القرآن الكريم

خواص سور القرآن الكريم

القرآن الكريم

ينبغي لكل مسلم أن يعرف فضل القرآن في حياته، فهو خير كتابٍ أنزله الله تعالى على خير نبيٍّ بعثه إلى خير الأمم التي أخرجها الله من ذرية آدم عليه السلام، أما عن سبب ذلك فَلِيَعلم المسلم حدود دينه، وأوامر ربه، كما أن كل فردٍ من هذه الأمة كان ذكرًا أم أنثى، صغيرًا أم كبيرًا، لا بد له أن يتعلم القرآن ويعمل به، فهو إما حجّةٌ له وإما حجةً عليه، ويكفي لقارئ القرآن والعامل به شرفًا أن يذكره الله فيمن عنده من الملأ الأعلى، إذ يقول في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم (لَا يَقْعُدُ قَوْمٌ يَذْكُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا حَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ، وَنَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ) [ صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وعن فضائل سور القرآن الكريم يقول عليه الصلاة والسلام (يُؤْتَى بالقُرْآنِ يَومَ القِيامَةِ وأَهْلِهِ الَّذِينَ كانُوا يَعْمَلُونَ به تَقْدُمُهُ سُورَةُ البَقَرَةِ، وآلُ عِمْرانَ، وضَرَبَ لهما رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثَةَ أمْثالٍ ما نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ، قالَ: كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ ظُلَّتانِ سَوْداوانِ بيْنَهُما شَرْقٌ، أوْ كَأنَّهُما حِزْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن صاحِبِهِما) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ولعلنا في هذا المقال نقف على بعض الأحاديث الصحيحة الواردة في فضل بعض سور القرآن الكريم وخصائصها[١].


خواصّ بعض سور القرآن الكريم

إن القرآن الكريم يعطي لقارئه الكثير من الفوائد والمنافع في دنياه قبل آخرته، كما أن الله خصّ بعض السور بفضلٍ عمّا سواها، وفيما يأتي ذكر بعضها[٢]:

  • سورة الفاتحة: للفاتحة من الفضل ما يعجز اللسان عن وصفه، إذ يقول رسول الله عليه الصلاة والسلام في ذلك:
    • ( بيْنَما جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِن فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقالَ: هذا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ اليومَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَنَزَلَ منه مَلَكٌ، فَقالَ: هذا مَلَكٌ نَزَلَ إلى الأرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَسَلَّمَ، وَقالَ: أَبْشِرْ بنُورَيْنِ أُوتِيتَهُما لَمْ يُؤْتَهُما نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بحَرْفٍ منهما إلَّا أُعْطِيتَهُ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
    • (كُنْتُ أُصَلِّي، فَدَعانِي النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ، قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ إنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، قالَ: ألَمْ يَقُلِ اللَّهُ: اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ ولِلرَّسُولِ إذا دَعاكُمْ؟، ثُمَّ قالَ: ألا أُعَلِّمُكَ أعْظَمَ سُورَةٍ في القُرْآنِ قَبْلَ أنْ تَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ، فأخَذَ بيَدِي، فَلَمَّا أرَدْنا أنْ نَخْرُجَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّكَ قُلْتَ: لَأُعَلِّمَنَّكَ أعْظَمَ سُورَةٍ مِنَ القُرْآنِ قالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ، هي السَّبْعُ المَثانِي، والقُرْآنُ العَظِيمُ الذي أُوتِيتُهُ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
    • من خصائص سورة الفاتحة أنها شفاء للمريض فقد ورد في ذلك (كُنَّا في مَسِيرٍ لنا فَنَزَلْنا، فَجاءَتْ جارِيَةٌ، فقالَتْ: إنَّ سَيِّدَ الحَيِّ سَلِيمٌ، وإنَّ نَفَرَنا غَيْبٌ، فَهلْ مِنكُم راقٍ؟ فَقامَ معها رَجُلٌ ما كُنَّا نَأْبُنُهُ برُقْيَةٍ، فَرَقاهُ فَبَرَأَ، فأمَرَ له بثَلاثِينَ شاةً، وسَقانا لَبَنًا، فَلَمَّا رَجَعَ قُلْنا له: أكُنْتَ تُحْسِنُ رُقْيَةً، أوْ كُنْتَ تَرْقِي؟ قالَ: لا، ما رَقَيْتُ إلَّا بأُمِّ الكِتابِ، قُلْنا: لا تُحْدِثُوا شيئًا حتَّى نَأْتِيَ، أوْ نَسْأَلَ، النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا قَدِمْنا المَدِينَةَ ذَكَرْناهُ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقالَ: وما كانَ يُدْرِيهِ أنَّها رُقْيَةٌ؟ اقْسِمُوا واضْرِبُوا لي بسَهْمٍ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • سورة البقرة: لسورة البقرة العديد من الخصائص والفضائل لا سيّما وهي تحتوي على أعظم آية في القرآن وهي آية الكرسي، ومن فضائلها وخواصها ما صح عن النبي عليه الصلاة والسلام، إذ يقول في ذلك:
    • (لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ) [صحيح مسلم خلاصة| حكم المحدث: صحيح]
    • (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ. قالَ مُعاوِيَةُ: بَلَغَنِي أنَّ البَطَلَةَ: السَّحَرَةُ. [وفي رواية]: غيرَ أنَّه قالَ: وكَأنَّهُما في كِلَيْهِما، ولَمْ يَذْكُرْ قَوْلَ مُعاوِيَةَ بَلَغَنِي) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
    • (مَنْ قرأَ آيةً الكُرسِيِّ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ، لمْ يمنعْهُ من دُخُولِ الجنةَ إلَّا أنْ يمُوتَ) [الجامع الصغير| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
    • (إِنَّ اللهَ كتب كتابًا قبلَ أنْ يَخْلُقَ السمواتِ والأرضَ بِألفَيْ عَامٍ، أنْزَلَ مِنْهُ آيَتَيْنِ، خَتَمَ بِهما سورةَ البَقَرَةِ، لا يقْرَآنِ في دَارٍ ثلاثَ لَيالٍ فَيَقْرَبُها شَيْطَانٌ) [صحيح الترغيب| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • سورة الكهف: إن سورة الكهف من السور التي حثنا الرسول الكريم على قراءتها، وعن فضلها يقول عليه الصلاة والسلام:
    • (مَن حَفِظَ عَشْرَ آياتٍ مِن أوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
    • (من قرأ سورةَ الكهفِ كانت له نورًا إلى يومِ القيامةِ، من مقامِه إلى مكةَ، ومن قرأ عشرَ آياتٍ من آخرِها ثم خرج الدجالُ لم يضرُّه، ومن توضأ فقال: سبحانك اللهمَّ وبحمدك، أشهدُ أن لا إله إلا أنت، أستغفرُك وأتوبُ إليك، كُتِبَ له في رِقٍّ، ثم جُعِلَ في طابعٍ، فلم يُكسَرْ إلى يومِ القيامةِ)[صحيح الترغيب| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • المسبحات: المسبحات هي سورة التغابن والجُمُعة والحديد والحشر، والصف، وقد ورد في خصائص هذه السور (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كانَ لا يَنامُ حتَّى يقرأَ المسبِّحاتِ، ويقولُ: فيها آيةٌ خيرٌ من ألفِ آيةٍ) [صحيح الترمذي| خلاصة حكم المحدث: حسن].
  • سورة الملك: سورة الملك من السور التي تشفع لقارئها، وفي فضلها وخصائصها، ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
    • (إنَّ سورةً منَ القرآنِ ثلاثونَ آيةً شفعَت لرجلٍ حتَّى غُفِرَ لَهُ، وَهيَ سورَةُ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) [صحيح الترمذي| خلاصة حكم المحدث: حسن].
    • عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قال: (من قرأ {تباركَ الذي بيدِه الملكُ} كلَّ ليلةٍ؛ منعه اللهُ عز وجل بها من عذابِ القبرِ، وكنا في عهدِ رسولِ اللهِ نسميها: المانعةَ، وإنها في كتابِ اللهِ عز وجل سورةٌ من قرأ بها في كلِّ ليلةٍ، فقد أكثر وأطاب) [صحيح الترغيب| خلاصة حكم المحدث: حسن].
  • سورة الكافرون: سورة الكافرون من أعظم سور القرآن فهي براءةٌ من الشرك، علاوةً عن كونها تعدل ربع القرآن، وفي ذلك يقول عليه الصلاة والسلام:
    • عن فروة بن نوفل (أنَّهُ أتَى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ علِّمني شيئًا أقولُهُ إذا أوَيتُ إلى فِراشي، فقالَ: اقرأ: قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ فإنَّها براءةٌ منَ الشِّركِ قالَ شُعبةُ: أحيانًا يقولُ مرَّةً وأحيانًا لا يقولُها) [صحيح الترمذي| خلاصة حكم المحدث: صحيح]
    • قال رسول الله (إِذَا زُلْزلَتُ تَعدِلُ نصفَ القُرآنِ، وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ تَعْدِلُ رُبْعَ القُرْآنَ، وَقُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنَ) [الجامع الصغير| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • سورة الإخلاص: كان لحب سورة الإخلاص أثر عظيم على بعض صحابة رسول الله، كما أنها تعدل ثلث القرآن، وفي ذلك عن أبي سعيد الخدري قال: (أنَّ رَجُلًا سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ: {قُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ} [الإخلاص: 1] يُرَدِّدُها، فَلَمَّا أصْبَحَ جاءَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَذَكَرَ ذلكَ له، وكَأنَّ الرَّجُلَ يَتَقالُّها، فقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: والذي نَفْسِي بيَدِهِ، إنَّها لَتَعْدِلُ ثُلُثَ القُرْآنِ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].


المرأة في القرآن الكريم

لقد أعطى القرآن الكريم المكانة العظيمة للمرأة في المجتمع، فهي قسيمة الرجل، وهي مكلّفةٌ بالطاعات والعبادات، كما أنها مساويةٌ للرجل في الإنسانية أيضًا، وفي ذلك يقول تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13]، كما أن القرآن أنصف المرأة مما كان يحاك حولها من مزاعم تزعم بأنها هي من أخرج آدم من الجنة، إذ إن القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة لم يذكرا ذلك، بل ذكر أن تلك المسؤولية وقعت على عاتق سيدنا آدم لا كما يذكر البعض مما خالفوا أمر الله ورسوله، إذ يقول الله تعالى في ذلك، {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} [ طه: 115]، علاوةً على الكثير من أوجه التكريم والتشريف التي ذكرها القرآن الكريم عن المرأة، والتي لا يسعنا أن نُحصيها في بضعة سطور[٣].


المراجع

  1. "فضل القرآن"، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.
  2. "فضائل سور القرآن الكريم"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.
  3. "تبوأت المرأة في الإسلام المكانة السامية"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :