سورة الكافرون
نزلت سورة الكافرون على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المُكرَّمة، وبذلك تُعدّ السورة من السور المكيَّة، وتُعد سورة الكافرون من السور المفصلة، وهي السور من سورة ق إلى آخر القرآن على الصحيح، وسُمِّيت مفصلةً لكثرة الفصل بين سوره بالبسملة، وهي السورة التاسعة بعد المئة بالنسبة لترتيب سور القرآن الكريم، وقد نزلت سورة الكافرون بعد نزول سورة الماعون، ويبلغ عدد آيات سورة الكافرون ست آيات، وتقع في الجزء الثلاثين، وبدأت سورة الكافرون بفعل أمر، فقال الله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون: 1]، ومن الجدير بالذكر أنَّه احتوت السورة على مجموعة من الآيات القرآنية التي تحاجج الكفَّار في مكة المكرَّمة، وتنبذ إعراضهم عن ذكر الله سبحانه وتعالى، وتُفنّد عقيدتهم الباطلة، وتدعو المسلمين إلى التبرُّء من دين المشركين الضالّ، وفي هذا المقال حديث عن سبب نزول سورة الكافرون[١].
سبب نزول سورة الكافرون
عرض المشركون من قبيلة قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضًا باطلًا، وكان مضمونه أن يعبد النبي عليه الصلاة والسلام، ومن معه من الصحابة رضوان الله عليهم آلهة الكفّار اللات، والعزى لفترة من الزمان، ويعبدون هم الله سبحانه وتعالى لفترة أخرى، وكانت حجتهم أن يجد الكفّار الخير من دين الإسلام، ويجد المسلمون الخير من دين الكفّار، فقال لهم النبي عليه الصلاة والسلام أنَّه سينظر ما يأتي من أمر الله عز وجل، فنزلت سورة الكافرون التي تنهى عن اتباع دين المشركين، وتجعل دينهم الباطل لهم والدين الإسلاميّ الحقّ للمسلمين، وأمَّا عن سبب تسمية سورة الكافرون بهذا الاسم، فيرجع إلى مضمونها وحديثها عن الكافرين، والطريقة التي كانوا يتعاملون بها مع النبي صلى الله عليه وسلم، وموقفهم من انتشار الإسلام، وزيادة عدد المسلمين كثيرًا، ومن الجدير بالذكر أنَّه يُطلق على سورة الكافرون اسم المُقَشْقِشَةُ، وتعني المبرئة من الكفار وشركهم[٢].
مقاصد سورة الكافرون
تشتمل سورة الكافرون في مضمونها على الكثير من المقاصد، ومنها[٣]:
- حرص الدين الإسلاميّ على التحاور، ومحاولة تصحيح عقيدة المشركين الباطلة على الرغم من إصرارهم على الكفر، فرسالة الدين السمحة قادرة على التحاور مع الضالين ومحاججتهم للوصول إلى الحق.
- تذكير المسلمين بأنَّ دين الإسلام هو دين الحق الذي لا يقبل المساومة، وأنَّ عقيدة الكفّار باطلة، ومهما تعرَّض الإسلام للهجمات من الأديان المختلفة، فسيكون شعار كل من آمن بالله هو ما قاله الله تعالى: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [الكافرون: 6].
- بيان جوهر الإسلام، والطريقة التي كان يتعامل معها النبي صلى الله عليه وسلم مع الكفّار، وفي ذلك إشارة واضحة إلى أنَّ الإسلام هو دين يقبل الحريّات فلا إكراه في الدين، ومن أراد اتباع الباطل فهو في ضلال كبير.
- توضيح لطبيعة المشركين المراوغة، وتبدل أحوالهم ما بين التنازل عن مبادئهم والتحايل عليها، وقد أشارت سورة الكافرون إلى ضعف الإيمان عند الكفّار حتى بعقيدتهم الباطلة التي أصرّوا عليها؛ لإنَّها من عند أجدادهم وليس لأنَّها الحق.
المصادر
- ↑ "سورة الكافرون"، المصحف الإلكتروني، اطّلع عليه بتاريخ 14-5-2019. بتصرف.
- ↑ " سبب نزول سورة الكافرون"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 14-5-2019. بتصرف.
- ↑ "تأملات في سورة الكافرون"، أقلام، اطّلع عليه بتاريخ 14-5-2019. بتصرف.