طريقة شرب ماء زمزم للعلاج

طريقة شرب ماء زمزم للعلاج

فضل ماء زمزم

ماءُ زمزم ماءٌ مباركٌ، وهو شفاءٌ لما شُربَ له، دون حاجة إلى القراءة عليه، فالشرب منه والاستحمام به نافع بإذن الله، وكلّها من أسباب العافيةِ والشفاءِ، وروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنّه شربَ من ماء زمزم، وأنّه كان يحمله، وحثَّ على الشرب منه، وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جاء إلى السِّقايةِ واستسقى فقال العبَّاسُ: يا فضلُ اذهَبْ إلى أمِّك فَأْتِ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بشرابٍ مِن عندِها فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (اسقِني) فقال: يا رسولَ اللهِ إنَّهم يجعَلون أيديَهم فيه فقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (اسقِني) فشرِب منه ثمَّ أتى زمزمَ وهم يستَقونَ ويعمَلونَ فيها فقال: (اعمَلوا فإنَّكم على عملٍ صالحٍ) ثمَّ قال: (لولا أنْ تُغلَبوا) لَنزَلْتُ حتَّى أضَعَ الحبلَ على هذه وأشار إلى عاتقِه" [صحيح ابن حبان| خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه][١][٢]


ما هي طريقة شرب ماء زمزم للعلاج؟

ماءُ زمزم فيه بركةٌ عظيمةٌ، وفيه شفاء من الأمراض بإذن الله سبحانه وتعالى، فعن أبي ذر الغفاريّ رضي الله عنه قال: أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال عَنْ ماءِ زمزمَ: (إنها مباركةٌ إنها طعامُ طُعْمٍ وشفاءُ سُقْمٍ) [تحفة المحتاج| خلاصة حكم المحدث: صحيح أو حسن]، وعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خَيرُ ماءٍ على وجْهِ الأرضِ ماءُ زَمْزَمَ، فِيه طعامٌ من الطُّعْمِ، وشِفاءٌ من السُّقْمِ، وشَرُّ ماءٍ على وجهِ الأرضِ ماءُ بِوَادِي بَرَهُوتَ بِقُبَّةٍ بِحَضْرَمَوْتَ كَرِجْلِ الجَرادِ من الهَوامِّ، تُصبِحُ تَتَدَفَّقُ وتُمسِي لا بِلالَ لَهَا) [صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ويمكن شربه على نيّة التداوي والشفاء، فعن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: (ماءُ زمْزَمُ لِما شُرِب له) [خلاصة البدر المنير| خلاصة حكم المحدث: حديث صحيح].


تزيد البركة في ماء زمزم إذا قُرئ عليه القرآن، فقد قال الله سبحانه وتعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا} [الإسراء: 82]، وقال عزّ وجلّ: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء} [فصلت: 44]، وزيادة في البركة وأسباب الشفاء، يستحبُّ الدعاء إلى الله بالشفاء في أوقات الاستجابة، مثل وقت السّحر، وهو وقت التنزل الإلهيّ، ومن أرجى الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء، ولا يوجد دعاء مخصوص ثبت عن النبيّ صلى الله عليه وسلم في العلاج بماء زمزم، وكان عبدالله بنُ عباسٍ رضي الله عنهما إذا شرِبَ ماءَ زمزمَ قال: "اللهمَّ إني أسألُك علمًا نافعًا ورِزْقًا واسِعًا وشفاءً من كلِّ داءٍ" [المتجر الرابح| خلاصة حكم المحدث: قال الحاكم: صحيح الإسناد إن سلم من الجارودي، قلت: قد سلم منه]، ويجوز للمسلم أن يدعو الله ما يشاء من خير الدنيا والآخرة.


إذا لاحظ المسلم تغييرًا غير طبيعي أو غير معتاد في نفسه، وشكَّ أنّه مصاب بالسحر أو العين، وأراد التأكد من ذلك أو العلاج، فعليه بالرقية الشرعيّة المعتمِدة على القرآن الكريم والسنّة النبويّة الشريفة، والأدعية الصحيحة، ويفضّل أن يرقي المسلم نفسه، ويجوز له الذهاب لمن يرقيه، على أن يكون الراقي من أهل الاستقامةِ والصلاح والسنّة لعلاج العين والسحر، وعلى المصاب ملازمة الدعاء، وطلب الشفاء من الله عز وجل وحده، فهو القادر على رفع البلاء، ويمكنه التداوي بماء زمزم فهو ماء مبارك، كما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم: (إنَّهَا مُبَارَكَةٌ، إنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ويقول ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد: "وقد جربت أنا وغيري من الاستشفاء بماء زمزم أمورًا عجيبةً، واستشفيت به من عدة أمراض فبرأت بإذن الله، وشاهدتُ من يتغذى به الأيام ذوات العدد قريبًا من نصف شهر أو أكثر ولا يجد جوعًا"، وقد لا يشفى المريض بماء زمزم، فالله تعالى قد يعطّل بعض الأسباب عن مسبباتها لحكمة، مثل أن يشرب المريض الدواء المجرّب ولا يبرأ، فليس العيب في الدواء، وإنما قد قدّر الله ألّا ينفعه الدواء لحكمةٍ يعلمها وحده سبحانه، ولتكون الرقية صحيحةً ومقبولةً شرعًا، يجب ألا يعتقد المسلم بأن الرقية تنفع بنفسها، لأنه شرك بالله؛ وعليه أن يعتقد أنها مجرد سبب لا ينفع إلا بإذن الله سبحانه، وألا تشتمل على مخالفة شرعية، كالدعاء لغير الله أو استدعاء الجن والاستغاثة بهم، وأن تكون بكلام صحيح مفهوم لا طلاسم فيها ولا شعوذة، وتجوز فيها القراءة على المريض مع النفث أو بدونه، أو القراءة على ماء زمزم أو ماء عاديّ يشربه المريض، أو على زيت يُدهن به، فهو جائز ونافع بإذن الله عز وجل[٣][٤]


من حياتكِ لكِ

ثبت عن النبيّ صلى اله عليه وسلم عظم بركة ماء زمزم، وكثير نفعه، وعلو درجته، وكثر تردده صلى الله عليه وسلم على ماء زمزم في اعتماره قبل الهجرة، وعند حجّه بعد الهجرة، لكن لم يثبت عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنّه كانَ يقرأ على ماء زمزم لأحدٍ من الصحابة ليشرَبه، أو ليتمسَّح به، ليشفى من مرض ما، أو ليتحقق له غرض ما، ولم يثبت عنه أنه حدّث أصحابه عن القراءة على ماء زمزم، وهو الأولى في البيان والإبلاغ للأمة، ولو كانت القراءة عليه واجبةً لفعلها النبي صلى الله عليه وسلم وبيَّنها، فهو الدالّ على الخير والمحذّر من الشر، ولكن القراءة على زمزم لا مانع فيها للاستشفاء به كغيره من المياه الأخرى، وماء زمزم أولى؛ لما فيه من النفع والشفاء والبركة التي ثبت الحديث عنها في كثير من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها "أنَّها كانت تحملُ من ماءِ زمزمَ، وتخبرُ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ كان يحملُه" [صحيح الترمذي| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وماء زمزم ثمرة دعاء نبيّ الله إبراهيم عليه السلام، وهو من أعظم النِّعم، وقد غُسِل به قلب النبيّ عليه صلوات الله وسلامه قبل المعراج، وعين ماء زمزم المباركة انبثقت بواسطة جبرِيل عليه السلام، وشربه علامة تفرق ما بين المؤمن والمنافق، وماؤه لا ينضبُ أبدًا، وشُرب زمزم موطن من مواطن استجابة الدعاء[٢][٥]


المراجع

  1. الإمام بن باز، "ما ورد في فضل ماء زمزم"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 26/6/2020. بتصرّف.
  2. ^ أ ب فريق طريق الإسلام (1/12/2006)، "القراءة على ماء زمزم"، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 26/6/2020. بتصرّف.
  3. فريق الإسلام ويب (8/2/2009)، "طريقة التداوي بماء زمزم"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 26/6/2020. بتصرّف.
  4. فريق الإسلام سؤال وجواب (13/11/2001)، "كيف يتخلص من السحر ، وهل ماء زمزم يستخدم في علاج السحر ؟ وشروط الرقية الصحيحة"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 26/6/2020. بتصرّف.
  5. د. محمود بن أحمد الدوسري (30/11/2017)، "زمزم لما شرب له"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 26/6/2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :