ما معنى قضاء صيام رمضان

قضاء صيام رمضان

يجب على العبد المسلم من أفطر في رمضان بعذر شرعي كالمرض أو السفر وغيرهما القضاء وذلك بعد انتهاء شهر رمضان، لقوله تعالى: {فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة: 185]، وذلك لأن شهر رمضان يُعد فرضًا على كل مسلم، كما يُفضل أن يقضي المسلم الأيام التي أفطرها بعد انتهاء رمضان مباشرةً، وبإمكانه قضاؤها متتاليةً أو متفرقةً، بنية أن تكون عوضًا عن تلك الأيام التي أفطرها^[١] كما توجد العديد من الأسباب المؤدية لبطلان الصيام، منها ما يأتي^[٢]:

• الأكل والشرب بقصد.
• الإبر المغذية، وإبر الإنسولين، والبنسلين، وإبر التطعيم.
• غسيل الكلى الذي يؤدي إلى خروج الدم لتنقيته.
• إخراج الدم بالحجامة وغيرها.
• الجماع.
• الاستمناء.
• القيء عمدًا.
• الدورة الشهرية أو النفاس.

قضاء المرأة صيام رمضان

تُعد فترتا الحيض والنفاس لدى المرأة من الفترات التي تتعرض لها المرأة من غير قصد، فيبطل صيامها لأن نزول الدم يبطل الصيام، فلذلك يتوجب على المرأة القضاء.

قضاء الصيام للحائض

بإجماع من المسلمين والعلماء فإنه من الواجب على المرأة الحائض قضاء صوم رمضان، إذ قالت عائشة رضي الله عنها: كان يصيبنا ذلك على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يأمرهن بقضاء الصوم إذا أفطرن في رمضان من أجل الحيض، ولا يأمرهن بقضاء الصلاة، ويخفف الله عن عباده، فلذلك من الواجب على جميع المسلمين التوصي بهذا والتناصح وتنبيه النساء على هذا الأمر^[٣].

ما حكم عدم قضاء صيام أيام من رمضان للمرأة؟

إذا جاء رمضان الثاني قبل أن تقضي صيام الأيام التي أفطرتِها في رمضان، عليكِ القضاء والتوبة وإطعام مسكين عن كل يوم كنتِ قادرةً على صيامه، فإذا كنتِ فقيرةً يتوجب عليكِ الصوم مع التوبة ويسقط عنكِ الإطعام، وإذا كنت لا تعلمين، أو لا تستطعين إحصاء عدد الأيام التي أفطرتها، فعليكِ بالظن، وأن تصومي الأيام التي تظنين بأنكِ أفطرتها في رمضان ويكفي ذلك، لقول الله عز وجل : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ^[٤].

تأخير قضاء رمضان لعدة سنوات

اتفق الأئمة على أنه يجب على من أفطر أيامًا في شهر رمضان أن يقضيها قبل مجيء شهر رمضان الثاني، واستدلوا على ذلك بما رواه البخاري، ومسلم، عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت: (كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِلا فِي شَعْبَانَ، وَذَلِكَ لِمَكَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، كما قال الحافظ : "وَيُؤْخَذ مِنْ حِرْصهَا عَلَى ذَلِكَ فِي شَعْبَان أَنَّهُ لا يَجُوز تَأْخِير الْقَضَاء حَتَّى يَدْخُلَ رَمَضَان آخَرُ"، ومن أخر قضاء رمضان، فلا يخلو من هاتين الحالتين^[٥]:

• الحالة الأولى: أن يكون التأخير بعذر، كما لو كان مريضًا أو لا زال مريضًا حتى دخول رمضان الثاني، فهذا لا إثمٌ عليه لأنه معذور.
• الحالة الثانية: أن يكون التأخير من غير عذر، للذي يستطيع القضاء لكنه لم يقضِ حتى دخل رمضان الثاني، فهذا لا يجوز.

مقدار كفارة تاخير قضاء رمضان

اتفق الفقهاء على أنه يجب على من أخر قضاء رمضان حتى دخل عليه رمضان المقبل الإطعام عن كل يوم أفطره، كما أن المقدار من الإطعام هو مد من الطعام، والمقصود بالمد ملء اليدين المتوسطتين غير مقبوضتين ولا مبسوطتين، أي ما يُساوي 750 غرامً من الأرز تقريبًا، أو نصف صاع من غيره، أي ما يساوي كيلو ونصف من الأرز^[٦]، فإن كان عاجزًا سقط عنه الإطعام وبقي عليه الصيام.

حكم من ترك صيام القضاء

يتوجب على المسلم الذي ترك صيام القضاء حتى دخل رمضان الثاني التوبة إلى الله سبحانه وتعالى، وإطعام مسكين عن كل يوم من الأيام التي أفطرها، وهو نصف صاع بصاع النبي صلى الله عليه وسلم من قوت البلد أي ما يُعادل الكيلو والنصف من التمر أو الأرز، وغيرها، كما أفتى جماعة من الصحابة رضي الله عنهم ومنهم ابن عباس رضي الله عنه: بأنه إذا كان المسلم معذورًا بسبب مرض أو سفر أو كانت المرأة معذورةً بحمل أو رضاع يشق عليها الصوم معهما، فليس عليهم سوى القضاء^[٧].

حكم الافطار في صيام القضاء

قضاء رمضان من الصيام الواجب، ولذلك لا يجوز للإنسان أن يبطله إلا بعذر شرعي، فلذلك يجب على المسلم الصبر حتى تغيب الشمس، لكن إذا كان يخشى الموت أو مرضًا شديدًا قد يترتب بسبب صيامه، فهذا عذر له في إفطاره ثم إمساكه، ولذلك بإمكانه أن يأخذ شيئًا يزيل الخطر ثم يصوم إلى غروب الشمس، أما بمجرد الإحساس بالجوع أو العطش فلا يجوز له الإفطار^[٨].

هل يجوز التصدق بدل صيام القضاء؟

لا يجوز؛ لأن التصدق أو إخراج النقود أو الإطعام لا يكون بمكانة الصيام، سواء أكان الصيام قضاءً، أم صيامًا طبيعيًا، إلا في بعض الحالات منها إذا كان المريض لا يُرجى برؤه، فلذلك من يستطيع الصيام يوجب عليه، وكذلك المريض الذي يرجى شفاؤه، يجب عليه الصيام إذا شفي من مرضه^[٩].

المراجع

1. ↑ "قضاء الصيام"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 3-3-2020. بتصرّف.
2. ↑ "مفسدات الصيام"، islamqa، 17-11-2002، اطّلع عليه بتاريخ 3-3-2020. بتصرّف.
3. ↑ "وجوب قضاء رمضان للحائض إذا أفطرت فيه"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 3-3-2020. بتصرّف.
4. ↑ "الحائض تقضي ما عليها من صيام"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 3-3-2020. بتصرّف.
5. ↑ "تأخير قضاء رمضان حتى يدخل رمضان الثاني"، islamqa، 24-8-2007، اطّلع عليه بتاريخ 3-3-2020. بتصرّف.
6. ↑ "مقدار كفارة تأخير قضاء رمضان"، islamweb، 17-11-2014، اطّلع عليه بتاريخ 3-3-2020. بتصرّف.
7. ↑ "حكم من ترك قضاء صيام رمضان حتى دخل رمضان الذي بعده"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 3-3-2020. بتصرّف.
8. ↑ "حكم الإفطار في صوم القضاء"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 3-3-2020. بتصرّف.
9. ↑ "حكم إخراج فدية بدل القضاء لمن أفطرت بسبب الحيض"، islamweb، 30-10-2007، اطّلع عليه بتاريخ 3-3-2020. بتصرّف.