كيف أصلي صلاة الاستخارة للزواج

كيف أصلي صلاة الاستخارة للزواج

الاستخارة للزواج

يُمكن تعريف الاستخارة لغةً على أنّها طلب الخيرة في الشيء، أمّا اصطلاحًا فهي طلب الخيرة في شيء ما، والأولى أن تكون بالصلاة والدعاء لله سبحانه وتعالى[١]، وصلاة الاستخارة هي صلاة يُصليّها المُسلم عندما يكون بحاجة للدعاء إلى الله سبحانه وتعالى بأن يُيّسر له أو يصرف عنه أمر ما من أمور الدنيا المُباح فعلها، ولا تصحّ الاستخارة في أمور الدنيا المُحرّم أو المكروه القيام بها، فلا استخارة بالأمور التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بالابتعاد عنها، أو الأمور الواجب على المسلم فعلها، فلا استخارة في أمور الدنيا التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بالقيام بها، ويُعدّ أمر الزواج من أكثر الامور التي يُمكن للمسلم أن يحتار فيها، لذلك يلجأ إلى الله عزّ وجلّ بالدعاء له والتضرّع إليه لإرشاده للصواب وتيسير الخير له[٢].

لقد حثّنا الدين الاسلامي على الاستخارة والدعاء لله تعالى، ووردت أدلّة عدّة على ذلك في القرآن الكريم، ومنها قوله تعالى :{وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة:186]، وقوله تعالى :{مَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل:62]، ولقدّ حثنا أيضًا رسول الله صلى الله عليه والسلم على الاستخارة في الأمور كلّها، والتضرّع لله تعالى وطلب الدعاء منه في جميع أمور الدنيا، وقد علمّنا كيفيّة صلاة الاستخارة وأوقاتها، فصلاة الاستخارة سنّة يُستحب القيام بها اتباعًا لسنة رسولنا الكريم، فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلّم أنّه قال: (إذَا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ، فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِن غيرِ الفَرِيضَةِ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، فباب الدعاء لله سبحانه وتعالى واسع أمام العبد، ويُمكنه أن يستخيره ويطلب العون منه في جميع أمور الحياة، وسنتناول في هذا المقال كيفيّة الصلاة وأوقاتها[١][٢].


كيف أصلي صلاة الاستخارة للزواج؟

قد يلجأ أغلب المُقبلين على الزواج إلى الاستخارة والدعاء لله تعالى لتيسير ما فيه الخير لهم، لكن قد يتساءل البعض عن كيفيّة صلاة الاستخارة؛ في الواقع لا تختلف صلاة الاستخارة عن غيرها من الصلوات، لكن ما يميّزها هو دعاء الاستخارة الذي يجب أن يقرأه المُسلم عند الحاجة لصلاتها لتصحّ الصلاة، وفيما يلي طريقة صلاة الاستخارة للزواج بخطوات يُمكن اتّباعها[٣][١]:

  • النيّة لصلاة الاستخارة؛ ثم صلاة ركعتين لله تعالي كباقي صلوات النافلة، ويقرأ فيها المُستخير سورة الفاتحة في كل ركعة، ثم ما تيسّر من القرآن الكريم، ويُستحب قراءة سورة الكافرون في الركعة الأولى، وسورة الإخلاص في الركعة الثانية بعد الفاتحة، ثم يُنهي المُصلّي صلاته مثل الصلاة العاديّة ويُسلّم.
  • رفع المُصلي يديه بعد الانتهاء من الصلاة وبعد السلام أيضًا، ثم البدء بالدعاء لله تعالى بدعاء الاستخارة الذي أخبرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديثه، وحثّنا على استخارة الله سبحانه وتعالى، ثم تسميّة الحاجة التي يستخير لها المُصلي، وهي الزواج هنا، فيدعو المُصلي الله بأنّ يُيسّر له أمر الزواج إذا كان فيه خيرًا له، وأنّ يبارك له فيه أو يصرف عنه هذا الزواج إذا كان شرًّا فيه، ويصرف عنه، ثم يطلب المصلي في النهاية من الله سبحانه وتعالى ويدعوه أن يُيسّر له الخير أينما وجد وأن يُرضيه فيه.
  • قول المُصلي دعاء الاستخارة، ويكون بأنّ يقول: (اللَّهُمَّ إنِّي أسْتَخِيرُكَ بعِلْمِكَ وأَسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأَسْأَلُكَ مِن فَضْلِكَ العَظِيمِ، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولَا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولَا أعْلَمُ، وأَنْتَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ خَيْرٌ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي -أوْ قالَ عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ- فَاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لي فِيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومعاشِي وعَاقِبَةِ أمْرِي -أوْ قالَ في عَاجِلِ أمْرِي وآجِلِهِ- فَاصْرِفْهُ عَنِّي واصْرِفْنِي عنْه، واقْدُرْ لي الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي قالَ: وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].


ماذا تفعلين بعد صلاة الاستخارة؟

قد تتساءلين ماذا عليكِ فعله بعد صلاة الاستخارة، أو ماذا تنتظرين نتيجة عند الانتهاء من الصلاة لمعرفة إن كان هذا الزواج هذا خير لكِ أم لا، في الواقع لا تُوجد إجابة واضحة لهذا السؤال، وقد اختلف أهل العلم على ما قد يعود على المُستخير بعد استخارته، ولم يرد في القرآن الكريم أو السنة النبويّة الشريفة أي شيء بخصوص ما قد يحدث بعد صلاة الاستخارة، ولكن حثّنا الدين الإسلامي على صلاة الاستخارة، ودعوة الله سبحانه وتعالى لتيسير أمر الزواج أو صرفه عنكِ، فالله عزّ وجلّ أعلم بالأفضل لكِ، ولكن عليكِ أنت الصلاة والمضي في أمر الزواج إذا كانت باقي الأمور جيّدة وموافقة عليها، وترين أن هذا الزواج مناسبًا، وأنتِ قد سلمتِ أمركِ لله، فالله سبحانه وتعالى قد ييسره لكِ إذا كان خيرًا لكِ ويُبارك لكِ فيه، أو قد يصرفه عنكِ إذا كان شرًّا لكِ.

أمّا بالنسبة لما قد يعتقده الآخرون بأنّه عليكِ مُشاهدة حلمًا، أو إشارةً، فهذا لا يُعدّ صحيحًا أبدًا، ولا يُوجد أي دليل يُثبت صحّة هذا الكلام، وكذلك الأمر بالنسبة لشعوركِ بانشراح في الصدر، أو العكس بحدوث ضيق في الصدر إذا كان الزواج غير مُناسبًا لكِ، فالأولى الصلاة، والتوّكل على الله دون الاخذ بعين الاعتبار شعوركِ، والله سبحانه وتعالى يتوّلى أمركِ ويختار لكِ الخير والأفضل؛ فإذا كان خيرًا يسره لكِ، وإذا لم يكن صرفه عنكِ[٤].


من حياتكِ لكِ

قد تتساءلين ما هو الوقت المُناسب لصلاتكِ لصلاة الاستخارة؛ فصلاة الاستخارة كصلاة النوافل، مثل السنن وقيام الليل وغيرها، لذلك ينطبق على وقت صلاتها ما ينطبق على صلاة النوافل؛ إذ يُمكنكِ صلاتها في جميع الأوقات ماعدا الأوقات المكروه فيها الصلاة، وهو الوقت بعد صلاة العصر إلى وقت المغرب، أو قبيل صلاة الظهر بما يُقارب الربع ساعة تقريبًا، أي وقت زوال الشمس، أو بعد صلاة الفجر ولغاية طلوع الشمس، فجميعها أوقات تُكرهه الصلاة فيها، ولكن إذا كنت مُضطّرة لصلاة الاستخارة في أحد تلك الأوقات كأن يطرأ أمو طارئ لا يُمكن تجاوزه وتخطيه، وبالتالي لا يُمكن تأجيل صلاة الاستخارة، فيُمكنكِ الصلاة في أي وقت للاستخارة بأمر زواجكِ[٢].


المراجع

  1. ^ أ ب ت مبدع قطر، "صلاة الاستخارة .. حكمها - وكيفية صلاتها - وتنبيهات وأمور هامة"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 28-6-2020. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت "صلاة الاستخارة كيفيتها ووقتها ومحل الدعاء منها"، islamweb، 16-10-2003، اطّلع عليه بتاريخ 28-6-2020. بتصرّف.
  3. "صلاة الاستخارة"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 28-6-2020. بتصرّف.
  4. "ماذا يفعل المستخير بعد الاستخارة؟"، islamweb، 15-4-2020، اطّلع عليه بتاريخ 28-6-2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :